(1)
نذكر عبارة دقيقة ، عميقة الدلالة قيلت في محاضرة عام 2002 قدمها الدكتور علي زايد بريمة والراحل الأستاذ علي محمد صديق عن تجربتهما كشهود عيان لشرارة ثورة اكتوبر وانطلاقتها من جامعة الخرطوم ، ومصرع القرشي 1964 . كانت العبارة عندما سؤلا عن مصير السودان ، فكان الرد : ( إن السودان سوف يتآكل من الأطراف ) !!
(2)
تحية لكل الذين يتنادون للحوار الفكري الخلاق . تلك الشعلة التي تضيء في زمن صعب . شاع فيه " الجهل النشط " ، الذي أحدث احتراقاً في جسد الصفوة بفكر قديم مهلهل لم يستطع أن يتصالح مع الواقع ، وليس له افق في المستقبل هو القمع . لم يتم رفده بدماء فكرية جديدة ، ففاقد الشيء ليس له من شيء يقدمه . صارت الأهداف عند أيديولوجية " الجهل النشط " غاية تُبرر أية وسيلة . ميكافيلين إلى النخاع . اتخذوا من مقولاته المشهورة منذ عصر النهضة منهاجاً :
- حبي لنفسي دون حبي لبلادي.
- من الأفضل أن يخشاك الناس على أن يحبوك.
- الغاية تُبرر الوسيلة.
- أثبتت الأيام أن الأنبياء المسلحين احتلوا انتصروا بينما فشل الأنبياء غير المسلحين عن ذلك.
- ان الدين ضروري للحكومة لا لخدمة الفضيلة ولكن لتمكين الحكومة من السيطرة على الناس.
- من واجب الأمير أحياناً ان يساند ديناً ما ولو كان يعتقد بفساده.
- ليس أفيد للمرء من ظهوره بمظهر الفضيلة.
- لا يجدي ان يكون المرء شريفاً دائماُ.
ومثلما قفزت خيل "التتار" على الكتب في سالف العصر والأوان لعبور النهر ، كانت القوة هي الوسيلة للطموح وللسلطة . وكان الدم وإراقته وسيلة البقاء والديمومة .
(2)
نبدأ من فك التعقيد حتى تتحلل القضية إلى عناصرها الأولية .ونبدأ من قضية التفرغ والسرية في العمل الحزبي في السودان . بالفعل التفرغ ليس مرتبط بالسرية ، ولكنا عرفنا النظم الدكتاتورية في حكمها البلاد . ألغت شرعية الأحزاب والنقابات والجمعيات الحرة لأنها تراها تحمل شعار " إسقاط النظام ". وهو شعار يشيع الرعب ، بل يقلق منام الحُكام . لأن السلطة مأخوذة بالغدر والمكر والخديعة .والقوة الباطشة ويخافون سقوطها ومن ثم المحاسبة . وحكام اليوم لا يريدون ذلك . بل ينتهجون نسيان الماضي والعفو . ثم الشراكة وهم في قوتهم و ليبقى الآخرون في ضعفهم . بل استلوا عبارة " عفا الله عما سلف " وهي قضية أصلها في العقيدة " منع الصيد مع الإحرام " ، لتكون أيقونة للعفو عن خرقهم الدستور وقتل الأنفس ، وشن حروب التطهير و الحروب العرقية ضد المواطنين بأية ذريعة كانت .
(3)
من هنا كانت السلطة الحاكمة تتهيب المنظمات الأهلية لأنها قادرة على خلق رأي عام ، وخروج الجماهير إلى الشارع . ومن ثم خلخلة السلطة وأركانها الأمنية وأذرعتها القمعية . وتبدأ السلطة بنشر ذريعة للقمع أن الجماهير تخرج لتخريب الممتلكات ! . والخوف من نجاح العصيان المدني في حالة المقاومة السلمية . وهي قصة تاريخها قديم تم تناولها في الأدب السياسي منذ أكثر من قرن من الزمان ، ذكرت في ادبيات الدولة والثورة عند " كاوتسكي " و " لينين " . وعندها يتم تحييد آلة البطش أو انحيازها للجماهير ، كما شهدنا في انتفاضة مصر في يناير 2011 . ولكن لذلك ثمن باهظ كما في " سوريا" لأن الأجهزة الباطشة في السودان تمت أدلجتها ،وتصفية الحياديين فيها وتحوير دورها القومي .وصارت تابعة لماكينة الدولة وإيديولوجيتها تخدم بلا قلب .
(4)
عمل الأحزاب وهيكلتها وضرورة التفرغ للعمل التنظيمي والجماهيري والإعلامي والاجتماعي والفكري ، وخلق " أمن مضاد " هم من هموم الأحزاب المعارضة التي لم ترض بالموت السريري ،لأن النظم الدكتاتورية تقف بالمرصاد لأي حراك جماهيري لأنها تتهيب الجماهير ، بل ترى التجمع الطبيعي للأفراد مخالفة للقوانين . والحراك يتطلب تصديق من سلطة الدولة ، والتصديق رهين بموافقة الدولة . في حين أن التجمع السلمي هو حق دستوري وفق ما ننقله من دستور 2005 ساري المفعول بالإذعان لأن الموقعين عليه هما ( المؤتمر الإسلامي ) من جهة و ( الحركة الشعبية ) من جهة أخرى وكلاهما خرقا الدستور وحملا السلاح ، ولم يستفتيا الشعوب السودانية في أمر السلطة أو الدستور وفق النص أدناه :
(5)
الباب الثاني: وثيقـــة الحقــوق
ماهية وثيقة الحقوق
27ـ (1) تكون وثيقة الحقوق عهداً بين كافة أهل السودان، وبينهم وبين حكوماتهم على كل مستوى، والتزاماً من جانبهم بأن يحترموا حقوق الإنسان والحريات الأساسية المضمنة في هذا الدستور وأن يعملوا على ترقيتها؛ وتعتبر حجر الأساس للعدالة الاجتماعية والمساواة والديمقراطية في السودان.
(2) تحمى الدولة هذه الوثيقة وتعززها وتضمنها وتنفذها.
(3) تعتبر كل الحقوق والحريات المضمنة في الاتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان والمصادق عليها من قبل جمهورية السودان جزءً لا يتجزأ من هذه الوثيقة.
(4) تنظم التشريعات الحقوق والحريات المضمنة فى هذه الوثيقة ولا تصادرها أو تنتقص منها.
الحياة والكرامة الإنسانية
28ـ لكل إنسان حق أصيل في الحياة والكرامة والسلامة الشخصية, ويحمي القانون هذا الحق، ولا يجوز حرمان أي إنسان من الحياة تعسفاً.
الحرية الشخصية
29ـ لكل شخص الحق في الحرية والأمان، ولا يجوز إخضاع أحد للقبض أو الحبس، ولا يجوز حرمانه من حريته أو تقييدها إلا لأسباب ووفقاً لإجراءات يحددها القانون.
31ـ الناس سواسية أمام القانون ، ولهم الحق في التمتع بحماية القانون دون تمييز بينهم بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو الُلغة أو العقيدة الدينية أو الرأي السياسي أو الأصل العرقي.
32ـ (1) تكفل الدولة للرجال والنساء الحق المتساوي في التمتع بكل الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية بما فيها الحق في الأجر المتساوي للعمل المتساوي والمزايا الوظيفية الأخرى.
حرية التعبير والإعلام
39ـ (1) لكل مواطن حق لا يُقيد في حرية التعبير وتلقي ونشر المعلومات والمطبوعات والوصول إلى الصحافة دون مساس بالنظام والسلامة والأخلاق العامة، وذلك وفقاً لما يحدده القانون.
(2) تكفل الدولة حرية الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى وفقاً لما ينظمه القانون في مجتمع ديمقراطي.
(3) تلتزم كافة وسائل الإعلام بأخلاق المهنة وبعدم إثارة الكراهية الدينية أو العرقية أو العنصرية أو الثقافية أو الدعوة للعنف أو الحرب.
حرية التجمع والتنظيم
40ـ (1) يُكفل الحق في التجمع السلمي، ولكل فرد الحق في حرية التنظيم مع آخرين، بما في ذلك الحق في تكوين الأحزاب السياسية والجمعيات والنقابات والاتحادات المهنية أو الانضمام إليها حمايةً لمصالحه.
*
(2) ينظم القانون تكوين وتسجيل الأحزاب السياسية والجمعيات والنقابات والاتحادات المهنية وفقاً لما يتطلبه المجتمع الديمقراطي.
(3) لا يحق لأي تنظيم أن يعمل كحزب سياسي علي المستوى القومي أو مستوى جنوب السودان أو المستوى الولائي ما لم يكن لديه:ـ
(أ) عضوية مفتوحة لأي سوداني بغض النظر عن الدين أو الأصل العرقي أو مكان الميلاد،
(ب) برنامج لا يتعارض مع نصوص هذا الدستور،
)ج) قيادة ومؤسسات منتخبة ديمقراطياً،
(د) مصادر تمويل شفافة ومعلنة.
انتهت النصوص المقتطفة من الدستور .
(6)
وبما أن الدولة التي يحكمها التنظيم الإسلامي ، لا تطبق نصوص الدستور ، وظلت قوانينها ضد الديمقراطية كما هي ، ولم تجبرها الاتفاقيات على التنازل عن القبضة الدكتاتورية للدولة ومفاصل الحكم .
بقيت قضية صمود الأحزاب مع حرية عملها المفقودة ، والتجسس المباح عليها من الجهات الأمنية في الدولة ، واعتقال المنتمين لتلك الأحزاب بدون مبررات ، ولمدد غير معرفة ، وربما التعذيب ، والتصفية البدنية ، بكل وحشية الدولة الدكتاتورية الباطشة لكل الخصوم .حالة تحتاج تغيير هيكلي في نظم عملها واستكشاف طرق جديدة لاسترداد قوتها واستعادة وزنها في مؤسسة السلطة والحكم .وبما أن يصبح العمل الحزبي ، وبالتالي كل مناشط الأحزاب هي أهداف أمنية مشروعة للحيلولة دون أن تكون للأحزاب حرية للحركة أو صلة بالجماهير واقع دائم ، وبالتالي إعلام الأحزاب ومالها وتفرغ كوادرها هي أهداف مشروعة بواسطة القوانين الجائرة ، والسلطات غير المحدودة الممنوحة لأجهزة الأمن لاجتثاث جذور الأحزاب ،أو تركيعها ذليلة للمشاركة الصورية فيما يسمونه " حكومة الوحدة الوطنية" يحتاج لزلزلة وتغيير .
(7)
التفرغ للعمل الحزبي سواء كان علنياً كما في الديمقراطيات المتقدمة أو سرياً كما في النظم الدكتاتورية هو حق منتهك من قبل الدولة وسلطاتها الأمنية والبوليسية القمعية . لا تعترف الدولة بتلك التنظيمات أو الأحزاب أو النقابات أو الجمعيات ، بل استحدثت صور مماثلة لخدمتها . وبما أن الحزب يحتاج إلى بناء تنظيمي مؤسسي وصلة بينه وبين جماهيره ، ويحتاج الإعلام والصحف والتنقل والاجتماع والمحاضرات والليالي الجماهيرية ، وتفرغ الكامل لكادره للعمل في ظروف سرية واستثنائية في ظل النظام الدكتاتوري الحاكم . وذلك يحتاج للمال . والمال من تبرعات الأفراد هي مصادر ضعيفة لن تُمكن الحزب أي حزب من أن ينهض بالوفاء بالتزاماته وتطوير كوادره وجماهيره ووسائل العمل .إلا أن يكون هناك مصدر آخر .
وهنا ينهض سؤال هام :
إذا نجح الحزب ونما بين جماهيره ، أتراه يمتلك القوة ؟
(8)
من هنا يتم طرح القضية الكبرى وهي قضية الوسائل الديمقراطية للوصول إلى السلطة والبقاء فيها ، والتبادل السلمي لها . وتصبح لها القوة الفعلية حين يكون النظام والسلطة قد اعتمد الطريق الديمقراطي . وبدونه لا تصبح القوة في يد الأحزاب . وهو أمر غير متوفر في السودان حالياً . لقد استخدمت السلطة الدكتاتورية في جنوب السودان وفي شماله مال الدولة لصرفه على الانتخابات المزورة التي تمت في السودان تحت سمع وبصر الجميع !.
إذن ما هو وضع الصراع ؟
هل الجماهير وحشدها قوة؟ .
إنها قوة مدنية في ظل النظم الديمقراطية . وحشدها لتكوين غلبة ظاهرة بالنضال السلمي ربما تصير قوة كما تم في أكتوبر 1964 او ابريل 1985 لأن أذرع الدولة الباطشة وقفت الحياد أو انحازت للجماهير . وتلك حالة تتم وفق حشد جماهيري يؤثر على الحياة العامة وينذر بالعصيان المدني ، وتوقف أجهزة الدولة . ولكن عسف النظام الحالي وتلوث يديه بالدم والتهديدات بالمحاكم الدولية وبالقصاص ، لن يترك مجالاً لتكرار نماذج ثورتي أكتوبر أو ابريل ، وسوف تغوص العصبة الحاكمة في مستنقع الدم فلها تجارب في إعدامات رمضان ، وفي قتل الطلاب بالمئات في العليفون أيام الخدمة الإلزامية ، وقتل الطلاب من الجامعات فرادى ، واغتصاب وبيوت اشباح وتعذيب وخلافه .وتلك حالة تستوجب النظر في وسائل جديدة لاستعادة موازين القوى لدى الأحزاب ز قوة لا تنفع معها المظاهرات أو المناشير أو القنوات الفضائية الحرة التي يدعو لها كثير من المعارضين . بل وسائل جديدة لإعادة التوازن المفقود للقوى الأهلية في الدولة ومؤسساتها . وذلك يتطلب قدرة أمنية وقدرة انضباط و امتلاك أسباب القوة . بعد تطور الصراع إلى أقصى مداه . وتلك يراها النظام الحاكم نُذر شؤم. وقد انتفضت الأطراف بالسلاح لإعادة هذا التوازن المفقود ، والذي له مخاطره من اليأس ومحاذيره من أن يقود لتفتيت السودان من أطرافه. و لكن أعادت تلك القوة المسلحة توازن القوى مع الدولة الحاكمة و الحركات في الأطراف . وكانت المفاوضات طريقاً اقتسام السلطة .
فهل هو الطريق الوحيد ؟
(9)
الأحزاب أو الحركات هي مجموعات أهلية لها رؤاها . والاختلاف بينها من اختلاف البشر وثقافاتهم ومصالحهم الطبقية . وتعدد مناهجهم تكشف طرائق نظرهم لكيف يكون الحكم السياسي في وطنهم ، وكيف يتم تقسيم السلطة والثروة والعدالة وحكم القانون .
لدينا منظومة من المعلومات حول تسوية الصراعات للكاتبان " ماكس ايه " و " إيجرت وويندي فالزون " ولهما نهجهم حول تعريف وإدارة الصراع وتحليله . تلميحات عن أساليبه وفهم أسبابه وكيفية الوصل للحلول الإيجابية للصراع:
الحياة مشحونة باحتمالات الخلاف ، وتكون الصراعات لأنه ليس هنالك ما يكفي مما يريده الجميع . والصراعات تنشأ بسبب المال والخدمات والسلطة والممتلكات وغير ذلك .الصراع يحدث في البيت والعمل وبين الأشخاص وفرق العمل والجماعات والقبائل والعشائر والدول والأمم . والصراع يحدث في كل وقت وفي كل مكان . وحيثما وُجد الناس وُجد الصراع . لذا يجب تعلم مهارات التوحد مع الآخر والإصغاء له والشعور بالحميمية تجاهه والموازنة بين الحاجات العاطفية والتفكير العقلاني . إن كنت تمتلك السلطة والنفوذ ، يصبح القهر وإكراه الاخرين قضية سهلة ، ولكنها لا تحقق النجاح في المدى البعيد .. وإن كان الصراع حتمياً فيتعين فهمه ، ثم التفكير في طرق تسويته والاستفادة الايجابية منه .
(10)
تعريف الصراع : (أ)
- يحدث الصراع بين طرفان أو أكثر . أحدهما عادة يمتلك قدراً أكبر من القوة . ويؤكد أن لديه الحق في الاحتفاظ بأحد المصادر المحدودة ( الأشياء غير المتاحة للجميع ) وفي اتخاذ إجراء وإحباط الأطراف الأخرى .
- يمكن أن يحدث الصراع بين أكثر من طرفين .
- لو امتلك أحد المتصارعين قوة مطلقة ، فسوف يقوم بتسوية الصراع بدون تفاوض . لأن صاحب القوة يصبح صاحب الحق ويحصل على ما يريد .
- إذا تعلق الأمر بالمصادر غير المحدودة ( الأشياء المتاحة للجميع ) كالهواء الذي نتنفسه ، فلن يكون هنالك صراع ، ولكن عادة إذا ما أصبح للشيء سعر ، فمن الممكن أن ينشب حوله الصراع .
- كل من الطرفين يستطيع إحباط متطلبات الاخر . وإن لم يكن ذلك مستطاعاً فلن يكون هنالك صراعاً من الأساس .
تعريف الصراع : (ب)
- طرفان أو أكثر يريدان السيطرة على مصدر محدود .
- كلا الطرفين يعتقد أن سيطرته على هذا المصدر أمر مشروع .
- اعتماد كل طرف على الاخر ، فكل منهما في حاجة للآخر .
- ليست هنالك فروق ضخمة في القوة بين الطرفين .
فوائد الصراع
- الصراع يعزز النمو والتطور من خلال تعلم التغلب على التحديات .
- الصراع يعزز الابتكار والإبداعية ، لأن أطراف الصراع يقترحون التغلب على الخلافات بين الأطراف .
- الصراع يعزز الفهم المتبادل للقيم والطموحات والثقافات المختلفة .
- الصراع يعزز التغير والتقدم الاجتماعي ، لأن المجتمع يتغير ويتطور .
- الصراع يعزز عملية التجديد والتفكير والتأمل في مواجهة وجهات النظر .
التأثيرات الضارة للصراع :
- مستويات أعلى من التوتر بين الأطراف المتصارعة .
- انتاجية أقل ، بتحول المصادر والجهود إلى الصراع
- تدني مستوى العلاقات والترابط بين الأشخاص .
- وقت الصراع مستقطع من الوقت لأمور تكون أكثر أهمية .
- يتم اتخاذ قرارات غير مناسبة في المواقف المختلفة بين الأطراف .
- المكانة والذات تصبحان أكثر أهمية من العقل والواقع .
- إمكانية الكلفة الزائدة لتغطية تكلفة التحضير للتفاوض ووقت التفاوض أو التحكيم وربما الكلفة القانونية .
(11)
النتائج المحتملة الأربع للصراع :
- نتيجة موجبة +2 = الطرف (أ) (+1 )والطرف (ب) (+1) ، يشعران بالرضا وتسوية الصراع .
- نتيجة صفر = الطرف (أ) يشعر بالرضا (+1) ولكن الطرف (ب) يشعر بالاستياء (-1).
- الحصيلة صفر = الطرف (أ) يشعر بالاستياء (-1) ولكن الطرف (ب) يشعر بالرضا (+1) .
- النتيجة -2 = الطرف (أ) لا يشعر بالرضا (-1) وكذلك الطرف (ب) والصراع مستمر
أنواع الصراعات :
() شخصية :
- الصدامات الأيديولوجية
- الصدامات المتعلقة بالنزعات : المغالاة في مقابل الاعتدال .
- الصدامات العمرية : الشباب في مقابل الكبار .
- الصدامات القيمية : المحافظة في مقابل التحررية .
() متعلقة بالمؤسسات :
- الاتحادات ضد الإدارة
- المنافسة داخل المؤسسات
- المنافسة بين المسئولين التنفيذيين وصراع المناصب
(ج) فنية / داخل فرق العمل :
- أقسام تتصارع فيما بينها داخل المؤسسة
(د) قومية :
- الصدام على الثروة : الفقراء ضد الأغنياء
- الحروب الأهلية .
(د) دولية :
- الحرب الباردة
- الحرب ضد الإرهاب
- حرب الدول
(12)
طرق تسوية الصراعات :
() التركيز على القوة :
- عادة ما يفوز الطرف الأكثر قوة ، وكما قلنا صاحب القوة يصبح صاحب الحق وهذا هو موقف فائز/ خاسر ، ولكن يظل الصراع قائماً لأن الخاسر يشعر بالاستياء . أما إذا كان الطرفان متساويان وهي موقف خاسر / خاسر فينتج كارثة من الصراع وهو ما تم بشأن ( المؤتمر والحركة الشعبية ) حيث لا يحقق أي من الطرفين مكاسب .
() التركيز على الحقوق :
- في هذه الحالة تخضع القرارات للمتطلبات القانونية ، أو الثقافة الزائدة لدى الطرفين المتنازعين ، ويكمن الوصول لاتفاق ما ، ولكنه لا يضمن تسوية الصراع ، وبعد اتخاذ القرار يمكن أن يظل الطرفان على حالهم من عدم الرضا ( وهو ما تم في نيفاشا ) .
(ج) التركيز على المصالح المشتركة :
- لأن كلا الطرفين المتصارعين يعتمد على الاخر ، عليهما أن يستمرا في التعايش معاً ، فإن الاتفاق الذي يتم التوصل غليه من خلال إدراك المصالح المشتركة ، يمكن أن يؤدي للتوصل لحل مرض للطرفين في اغلب الحيان . وهذه علامة الحل حقيقي للصراع .
(13)
مستويات الصراع :
- يبدأ من : الضيق ويصعد إلى الانزعاج ثم إلى الغضب ثم في نهايته إلى العنف .
- الضيق : المشكلات أو الصعوبات ليست خطيرة ولكن تم تجاهلها .
- الانزعاج : المشكلات تجلب إحباطاً متزايداً ويبدأ التوتر في التزايد وتتوقع صعوبات .
- الغضب : المشكلات تجلب مشاعر وأحاسيس قوية بالظلم والعداوة . ويبدأ التعبير عن الاعتراضات بشكل انفعالي .
- العنف : يُعتقد أن الموقف الذي تم اتخاذه مبرر تماماً . يصبح الثأر والانتقام همل الشغل الشاغل ، وتصبح هناك حاجة للفوز ، بغض النظر عن التكلفة . والحاجة ليتكبد الطرف الاخر الخسارة ز ويتم التعبير عن الاعتراضات بشكل مادي ويتطور للعنف .
(14)
الختام :
ليس من السهل البقاء في موقف الضعيف ، والإحساس بعدم القدرة على فرض الواقع الديمقراطي على النظام أو السلطة وغياب الشراكة والحرية والعدالة . هذا ما قاد مباشرة إلى تصريح رأس الدولة أول أيام الانقاذ ، بأن من يريد أن يصارعنا أن يحمل السلاح مثلما حملناه نحن ( الزارعنا غير الله اليجي يقلعنا ) . لقد وصلت الصراعات إلى حدود العنف والتقتيل والتصفية العرقية ، وقد لجأت بعض أطراف المعارضة للنظام إلى قوة السلاح . وتحولت القوة العسكرية إلى اختراق حقيقي لمراكز القوة في السلطة ، واستطاعت الحركات في الأطراف أن تكون لها القوة على مقارعة النظام بوسائله . وأحدث ذلك إعادة توازن للقوى ، بل خرجت بعضها بتوازن قوى ليست لها الجماهير المعادلة لقوتها على الأرض .
وبقيت الأحزاب التي تتصارع سلمياً ، قيد السيطرة الأمنية للنظام والتدجين . هي تراوح مكانها من الضعف ولم تحقق شيئاً . بعضها اشتركت وقبلت الذلة والمسكنة والفتات . ولكنها لم ترض بحالها وتعطل الصراع أو تأجل ، وهو ما يبقي الحال الراهن مدة أطول . ومن هنا يتعين القيام بالخطو الواسع ، والتغيير الدراماتيكي من أجل استعادة توازن القوى بين الذين لديهم غلبة الجماهير ، وليست لديهم القوة المسلحة لمنازلة النظام وأجهزته .
عبد الله الشقليني
17/8/2012
*
abdallashiglini@hotmail.com
ححححححححح