الأستاذ أحمد إدريس عبدالماجد- رحمة الله عليك فى عليين

 


 

 

إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34) سورة لقمان. صدق الله العظيم

فجر اليوم الأحد الثالث والعشرين من شهر يوليو ودعت دنيانا الفانية رجلا خلوقاً موقراً أستاذ علم النفس أحمد إدريس عبدالماجد الذي كذلك نحسبه من الصالحين ومن أهل الجنة الكثر الذين يعيشون بيننا يعطرون أيام دنيانا الكئيبة بما كانوا يتمتعون به من فرح وتفاؤل وتوكل على الله ونكران الذات في حسن وصدق تعاملهم مع الآخرين بل تحملهم الصبر على الإلتفات لمشاكل الآخرين والتصدي لحلولها بما يرضي. كل تلك الصفات التى تجتمع مع أريحية المعشر الطيب والكرم والتقدير للصغار والكبار والتصدق على الضعفاء كانت خلق الأستاذ أحمد، تلك الشخصية التي صقلها التدين السهل الوسطي فاكتملت في شخص أحمد مثالاً يحتذى للمعلم الذي يُفٓهِّمْ من لا يفهم عندما يحاضر طلاب الجامعات أو مخاطبا جمعاً أو مؤانسا ضيوفه.
تربطني بالأستاذ أحمد إدريس المصاهرة الطيبة المثالية في نوعها وجوهرها وإن كانت العلاقات الأسرية والأخوية تحتوينا صداقة ومحبة منذ سنوات بعيدة من قبل فى زمن لم يخطر ببالنا أننا سنكون اسرة واحدة. زوجته الفاضلة السيدة الاستاذة سعاد هي إبنة الدكتور الباقر إبراهيم الشقيقة الكبرى لزوجتي.
الأستاذ احمد إدريس ابن عم الدكتور الباقر إبراهيم أخصائي العيون رحمه الله ، ولد في كسلا ودرس الجامعة ببيروت والدراسات العليا فى علم النفس في جامعة بريستول ببريطانيا والولايات المتحدة الاميركية. درس في كلية التربية بجامعة الخرطوم ومنها مبعوثا بجامعة الملك سعود بالرياض لسنوات عديدة حتى نال المعاش فعاد إلى رحاب الوطن واستقر بمنزله في أمدرمان. منزلاً كان عامراً بالقرآن والخير والبركات والكرم وضيافة لا تنقطع خدماتها بكل طيبة نفس سواءً كان ذلك في السعودية وحتى دوماً هنا فى السودان. كان حادباً على رفع مستوى أبناء أفراد الاسرة الممتدة وباراً بأهله خاصةً شقيقاته وابنائهن ، كان جمل شيل كما يقول السودانيون وهم يصفون الرجل الشهم الكريم الاجواد. كان طيباً وجميلاً فى طلعته وحديثه ومجالسته نسمة "ربيعية" تبهج النفوس وتزيل الغم وكان مرحاً مزاحه يزيل الهم ويخفف عناء سفر هذه الدنيا التي صارت كئيبة أخيرا وحاضراً في سنوات وطننا التي لا زلنا نعاني من تداعياتها بحرب ضروس شردت الناس غصبا عنهم من ديارهم الحبيبة التي بنوها بمجهود عرق السنين من جهد العلم والتحصيل والإغتراب، منهم من أدركه الموت فى طريقه إلي ملجأ يحميه أو مات بعد أن رحل الي غير رجعة وإن كان يأمل فى العودة لداره. هكذا غادر داره الأستاذ احمد ادريس وهو على فراش مرض عضال أقعده سنوات عدة ليجد الملجأ في دنقلة المضيافة التي لم يكن يعرفها ولا تعرفه ولكنها صارت الوطن الصغير الجديد المضياف ولو لفترة قصيرة . وبعد إقامة شهرين فقط كان للقضاء والقدر الموعد المحتوم اليوم حيث لا تدري نفس بأي أرض تموت. لقد مات ودفن فى تربة طاهرة بشمال الوطن الحبيب
القلب يحزن والعين تدمع وإنا عليك يا أخي الحبيب أحمد وعلى فراقك لمحزونون. نعزي أنفسنا وأسرتك الممتدة الموقرة وأخص هنا الإبن الدكتور أيمن إبنك الأكبر بالولايات المتحدة الاميركية وأشقائه هناك وشقيقاته بأميريكا والإمارات العربية المتحدة والاخ السيد إبراهيم الباقر ابراهيم وأشقائه وشقيقاته والباشمندس المستشار طيران صلاح الزين بدبي.
اللهم أغفر لعبدك أحمد ادريس واجعل الفردوس الأعلى مسكنه واجعل قبره روضة من رياض من رياض الجنة
إنا لله وإنا اليه راجعون. العزاء لكل زملائه وتلاميذه في السودان والمملكة العربية السعودية
عبدالمنعم

drabdelmoneim@gmail.com

 

آراء