الإستقالة .. الدرسِ

 


 

 

كلام الناس
أعلنت رئيسة جكومة ولاية نيو ساوث ويلز غلاديس بريجيكليان إستقالتها من الحكومة والبرلمان وهي في قمة نجاحها وعقدت مؤتمراً صحفياً مفتوحاً صباح أمس الجمعة لتوضح أمام الرأي العام في الولاية وأستراليا أسباب إستقالتها.
أظهرت الإستطلاعات الأولية التي أجرتها إذاعة إس بي إس في نفس اليوم ردود فعل مختلفة مابين مؤيد ومعارض لهذه الإستقالة لكن غالبية من أدلوا بوجهة نظرهم إحترموا موقفها الشجاع، واعتبر المراقبون هذه الإستقالة أهم حدث في الولاية وفي أستراليا هذا العام.
قادت بريجيكليان وأركان حربها الحملة القومية لمكافحة كوفيد19 وتشجيع المواطنين على أخذ اللقاح وسط معارضة ومظاهرات ضد التطعيم لكنها واصلت حملتها وظلت تتابع وتعلن يوميا نتائج الحملة حتى بلغت نسبة الحاصلين على الجرعة الأولي أكثر من 80% وأكثر من 60% أخذوا جرعتي التطعيم وأوشكت الولاية على الدخول في مرحلة تخفيف القيود وفتح الحدود.
تعتبر بريجيكليان اول إمراة تتولى منصب رئاسة الحكومة من حزب الأحرار وثاني إمرأة في تاريخ رئاسة ولاية نيوساوث ويلز، وقدتم إختيارها شخصية العام السياسية عام 2019 من قبل مؤسسة ماكينون المتميزة بالولاية وكانت بريجيكليان قد حققت في ذلك العام فائضاً قدره 700 مليون دولار.
كانت بريجيكليان قد تمكنت من الفوز بمقعد البرلمان عام 2003 واستمرت محافظة على الفوز على مدى خمس جولات إنتخابية، وعقب إستقالة مايكل بيرد من رئاسة الجكومة بالولاية عام 2017م رشحت نفسها وفازت لتصبح رئيسة حكومة نيوساوث ويلز رقم 45، ، يحسب لها أنها ساهمت في إنجاز مشروع إصلاح الصحة الإنجابية الذي تم بموجبة تحريم الإجهاض بالولاية.
إستقالت رئيسة ولاية نيوساوث ويلز بمجرد إعلان مكتب المفوضية المستقلة لمحاربة الفساد مناقشة تورطها في علاقة غرامية مع نائب برلماني سابق مشتبه في تهم فساد واستغلال صلاحية منصبه في البرلمان وخضعت للتحقيق حول إحتمال وقوع سوء أمانة من جانبها ولم يكتمل التحقيق بعد، لكنها خرجت لتعلن للراي العام في نيوساوث ويلز واستراليا إستقالتها.
خرجت بريجيكليان لتعلن في موقف أخلاقي مشهود عبر المؤتمر الصحفي الذي عقدتهصباح الجمعة أمس لتوضح أسباب إستقالتها قائلة : رغم أنني أحب عملي وخدمة الولاية لكن لم يكن امامي خيار إلا الإستقالة.
إنه درس في أدب الإستقالة الذي يفتقده في بلادنا للأسف كثير من القادة والحكام والساسة الذي "يكنكشون" في مناصبهم حتى وإن عم الفساد في البلاد وفشلوا في إدارة دفة الحكم.

 

آراء