الاستراتيجية الدراكولية
عمر الدقير
22 May, 2022
22 May, 2022
ما حدث اليوم وما ظل يحدث، منذ انقلاب ٢٥ أكتوبر، من قمعٍ مفرط واسترخاصٍ لسفك الدماء وإزهاق الأرواح يجعل الذئاب تستحق الاعتذار لكل ما ألصِقَ بها من صفات وحشية.. فالانقلاب خلال شهوره السبع، برصاصه وقنابل غازه وزنازينه، يتفوق في التوحش على الذئاب وغيرها من سلالة الضواري في الغابة.
كأنّ العقل الذي يحدد لسلطة الانقلاب استراتيجية تعاملها، في مواجهة المقاومة السلمية، يستوحي تدابيره الأمنية من رواية “دراكولا”- مصّاص الدماء- التي كتبها الايرلندي برام ستوكر عام ١٨٩٧م.. يكفي تأكيداً لذلك ما حدث اليوم، في مدينة أمدرمان، حيث لم يكن الموكب مركزياً، ولم يكن معلناً ما يعني محدودية المشاركين فيه، ولم يكن فيه غير هتاف الحناجر والأيدي العزلاء الملوحة بشارات النصر، ومع ذلك قابلته الأجهزة الأمنية بوحشيةٍ بالغة وشراسةٍ في القمع أوقعت شهيداً وعشرات الجرحى، ثم واصلت ذات الحملة الوحشية في مواجهة المواكب التضامنية العفوية التي خرجت في مناطق أخرى!!
إذا كان هدف هذه الاستراتيجية “الدراكولية” هو الترويع بهدف التركيع ثم الاستسلام للأمر الواقع، فقد طاش سهمها لأن الحرية أحياناً تكون أغلى من الحياة ولذلك يموت الشهداء دفاعاً عنها.. أما إذا كان الهدف هو التيئيس من المقاومة السلمية لدفع المزاج العام للقبول بعملية سياسية فطيرة تفضي للتصالح مع الانقلاب أو سد الآفاق أمام أية عملية سياسية تنهي الانقلاب وتسترد مسار التحول المدني الديموقراطي، فعليهم أن يعلموا أن الشعوب- بالفعل- تيأس من خيرٍ في أنظمة الاستبداد ولكنها لا تتصالح معها مهما توحّشت في القمع، بل هو يأسٌ غاضب يفضي لأعلى درجات الأمل والإصرار على التغيير.. في هذا السياق نذكرهم بمقولة الكاتب الفرنسي، البير كامو، للنّازيين الذين حاصروا بلاده خلال الحرب العالمية الثانية: “لقد حاصرتمونا بشكلٍ خانق، لكنّكم زوّدتمونا بالسِّلاح الذي سنهزمكم به.. اليأس”.
/////////////////
كأنّ العقل الذي يحدد لسلطة الانقلاب استراتيجية تعاملها، في مواجهة المقاومة السلمية، يستوحي تدابيره الأمنية من رواية “دراكولا”- مصّاص الدماء- التي كتبها الايرلندي برام ستوكر عام ١٨٩٧م.. يكفي تأكيداً لذلك ما حدث اليوم، في مدينة أمدرمان، حيث لم يكن الموكب مركزياً، ولم يكن معلناً ما يعني محدودية المشاركين فيه، ولم يكن فيه غير هتاف الحناجر والأيدي العزلاء الملوحة بشارات النصر، ومع ذلك قابلته الأجهزة الأمنية بوحشيةٍ بالغة وشراسةٍ في القمع أوقعت شهيداً وعشرات الجرحى، ثم واصلت ذات الحملة الوحشية في مواجهة المواكب التضامنية العفوية التي خرجت في مناطق أخرى!!
إذا كان هدف هذه الاستراتيجية “الدراكولية” هو الترويع بهدف التركيع ثم الاستسلام للأمر الواقع، فقد طاش سهمها لأن الحرية أحياناً تكون أغلى من الحياة ولذلك يموت الشهداء دفاعاً عنها.. أما إذا كان الهدف هو التيئيس من المقاومة السلمية لدفع المزاج العام للقبول بعملية سياسية فطيرة تفضي للتصالح مع الانقلاب أو سد الآفاق أمام أية عملية سياسية تنهي الانقلاب وتسترد مسار التحول المدني الديموقراطي، فعليهم أن يعلموا أن الشعوب- بالفعل- تيأس من خيرٍ في أنظمة الاستبداد ولكنها لا تتصالح معها مهما توحّشت في القمع، بل هو يأسٌ غاضب يفضي لأعلى درجات الأمل والإصرار على التغيير.. في هذا السياق نذكرهم بمقولة الكاتب الفرنسي، البير كامو، للنّازيين الذين حاصروا بلاده خلال الحرب العالمية الثانية: “لقد حاصرتمونا بشكلٍ خانق، لكنّكم زوّدتمونا بالسِّلاح الذي سنهزمكم به.. اليأس”.
/////////////////