الاعتداء على الصحفيين

 


 

 

توالت الاعتداءات على الصحفيين خلال اليومين الماضيين، الأمر الذي يبدو وكأن هذا الاعتداء يتم بطريقة ممنهجة لتركيع الصحافيين وكسر أقلامهم، ففي آخر اعتداء وقع على الصحفيين ولا نظن أنه الأخير، ما حدث للمدير الإداري لصحيفة المواكب الأستاذ سامي الطيب، ووفقا للزميل الصحفي عثمان شبونة الذي تناول واقعة الاعتداء على صفحته بالفيسبوك، ان مجموعة من المشاركين في موكب أمس السبت 16اكتوبر، اعتدت على الاستاذ سامي ونهبت هاتفه النقال ومتعلقاته الشخصية (على طريقة متفلتي تسعة طويلة)، وعلق أحد الظرفاء على عملية نهب الهاتف بأن جماعة موكب الأمس ربما عقدوا حلفاً مع مجموعة تسعة طويلة واستقطبوهم للمشاركة في الموكب، وأفاد شبونة على صفحته أن سامي نقل للمستشفى لتلقى العلاج مما يشير لوحشية الاعتداء. وكان الطيب قد نقل فيديوهات لايف تثبت مشاركة عدد كبير من طلاب الخلاوى في المواكب التي يرعاها حميدتي والبرهان، وعدد من حركات الكفاح المسلح من بينها العدل والمساواة، وحركة جيش تحرير السودان مجموعة مناوي، وتجد المواكب دعما كذلك من فلول المؤتمر الوطني ويشار الى ان سامي الطيب كان قد تعرض لاعتداء سابق عند تغطيته موكب الزحف الأخضر. وقبل حادثة الاعتداء على سامي، كان الزميل الصحفي محمد أمين يس مراسل جريدة الشرق الأوسط اللندنية، قد تعرض للاعتداء الجسدي واللفظي والمنع من أداء واجبه الصحفي، بواسطة ضابط رفيع يحمل رتبة لواء في الجيش السوداني، وكان يس قد دون ما وقع عليه من اعتداء على موقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك) كشف خلاله ملابسات التعدي عليه. وأكد ياسين تعرضه للضرب والاهانة من ضابط برتبة لواء في الجيش السوداني، بالقرب من القصر الجمهوري بالخرطوم. وأوضح أن الإعتداء تم أثناء تغطيته موكباً نظمه المحامين لتسليم مذكرة للشق العسكري في مجلس السيادة الانتقالي بخصوص نقل رئاسة المجلس للمدنيين وأضاف: قال لي الضابط بالحرف أمشي بلا صحفي بلا كلام فارغ معاك، نحن مابنعرف لينا صحفيين ولا صحافة وتابع: احفظ وجه هذا الضابط جيدا وعلى استعداد ان اتعرف عليه من بين المئات..أما ثالثة الأثافي فقد وقعت على مراسل قناة (الشرق) الإماراتية حسام بيرم، وذلك عقب منع جهاز المخابرات بكسلا مراسل القناة من أداء عمله الصحفي ومنعه من إجراء مقابلات صحفية مع بعض الجهات..
الملاحظ الذي يثير القلق أن هذه الاعتداءات المتوالية وقعت في غضون أيام قليلة، الأمر الذي يشير الى ان هناك تخطيط ممنهج لمحاصرة الصحافة والتضييق على الصحفيين وارهابهم من اداء عملهم المهني، وهذا التعدي والانتهاك الصارخ لحرية الصحافة، يفرض علينا أن نعلن بالصوت العالي رفضنا واستنكارنا لاعتقال أو حبس أو الاعتداء على أي صحفي ومنعه من ممارسة عمله، أو أي كاتب لسبب متصل بقضايا النشر والاداء الصحفي أو لرأي عبر عنه كتابة، فلا قضية تعلو على قضية الحريات التي لا بد ان تتقدم على كل القضايا وقبل اي هدف لا يمكن تحقيقه الا اذا ما امتلكت الشعوب حريتها في التعبير والتنظيم، اذ ان المجتمع والدولة لا يقويان الا بقوة الشعوب المشاركة بقوة في صنع حاضرها وتقرير مصيرها والتطلع لمستقبلها.
الجريدة

 

آراء