الاعتذار للسلطة الرابعة.. لا يكفي
منصة حرة
manasathuraa@gmail.com
نقدر جداً اعتذار رئيس الوزراء "المحترم" الدكتور حمدوك، عما حدث خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في مطار الخرطوم، وكنا ننتظر ترتيبات احترافية من وزارة الإعلام لتغطية هذا الحدث، ولكن للأسف يبدو أن العمل الفردي كان هو الغالب، لذلك حدثت أخطاء لا تغتفر في العمل الصحافي المتعارف، ونعتبر ما حدث من اعتداء على الزملاء ومنع عدد منهم من تغطية الحدث، وإعداد قائمة "مسبقة" بالزملاء والوكالات والصحف والسماح لهم بالتغطية، عثرة لوزارة الإعلام لتعيد ترتيب بيتها الداخلي، ومعرفة كيفية الأداء بالتناغم مع الوسائل الإعلامية والزملاء الصحافيين والإعلاميين.
عملنا في تغطية مؤتمرات صحافية على مستويات عالية خارج السودان، إضافة إلى تغطية عدد كبير من المؤتمرات المختصة في الاقتصاد والثقافة وغيرها، ولم نجد اعتراض كما لم نتعرض للضرب، وذلك بسبب الترتيب الجيد بين منظمي المؤتمر والوسائل الإعلامية، ولم نشهد عمل ارتجالي وفردي كما حدث في مؤتمر رئيس الوزراء في مطار الخرطوم، لأن الديمقراطية في التعامل مع الوسائل أمر في غاية الأهمية.
تصريح المسؤولة الإعلامية في مكتب رئيس الوزراء "المحترم"، بأن على الصحافيين النقل من وكالة "رويترز"، دليل على عدم خبرتها في العمل الإعلامي، فالجهة المعتمدة التي تنقل عنها الأخبار هي الوكالة الرسمية "سونا"، وليست وكالة دولية تكتب الخبر وفقاً لرؤيتها هي، وهذا في تقديرنا أمر آخر يحتاج إلى مراجعة، ولن نتردد في تقديم دورات متقدمة "مجانية" للزملاء في المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء ليقوموا بواجباتهم باحترافية، وحتى لا تتكرر الأخطاء.
الاعتذار للسلطة الرابعة لا يكفي، وابتسامة وزير الإعلام لن تصلح حالة هذا القطاع، يجب فتح تحقيق شامل في كل ما يتعرض له الزملاء من مضايقات، وهذه الحادثة ليست الأولى منذ تشكيل الحكومة الانتقالية، ولن تكون الأخيرة.
وكما قال "المحترم"، الأجهزة الحكومية الحالية عملت لفترة طويلة تحت وضع شمولي إقصائي عدائي تجاه الإعلام المهني، ويجب أن نصبر حتى يحدث تغيير.
ولكن للأسف نقول لـ "المحترم" حمدوك، لا ننتظر تغير في سلوك الأفراد الذي كانوا يحمون نظاما شموليا، لنستعين بهم في حماية نظام ديمقراطي انتزع عبر ثورة شعبية قدمت شهداء وجرحى ومفقودين، بل نطالب بتغييرهم ونزع صلاحياتهم وتوظيف كفاءات حقيقية لشغل هذه المواقع.
ونبارك للسودان نجاح زيارة وفد السودان برئاسة "المحترم"، وننتظر ثمارها في القريب، ورغم أهمية هذه الجولة الخارجية، وتثبيتها لمسائل كثيرة، ما زال البيت الداخلي "خربا" ويحتاج إلى إعادة ترتيب، ونتمنى من رئيس الوزراء المحترم في الفترة المقبلة، التفرغ للداخل، ومعالجة قضية "فلول النظام البائد"، التي بدأت تتلون بلون الثورة لتتخفى وتنقض عليها في الوقت المناسب، وهنا يجب أن لا ننسى السفارات في الخارج، منها من بدأ يعد للاحتفال بالثورة في خطوة استباقية للتغيير وأخرى تنتظر. دمتم بود
الجريدة