الاقتصاد والبيئة والامن القومي في السياسة الاميركية

 


 

 

يسم الله الرحمن الرحيم

 

 

Mohamed Zein-Elabdin [mohamzein@gmail.com]

في نهايات عهد الرئيس بوش او بالاحري حكم المحافظون الجدد بدأت غيوم داكنة تلف سماء العالم وحدثت متغييرات اقتصادية واخري كان لها اثرهاالبارز في تعديل مسار العلاقات الدولية والنظام العالمي  وكان اعظمها أثرا الكارثةالمالية والاقتصادية التي سادت العالم بسب انهيار سوق العقارات في الولايات المتحدة والذي تبعه انهيار البنوك  الاميركية ثم تبعتها الانهيارات في اوربا رغم المبالغ الضخمة التي ضختها البنوك الاوربية لاحتواء أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة وبالرغم من المشتروات الهائلة لسندات الخزانة الاميركية بواسطة الصين  الا ان  الاقتصاد العالمي هوي  في هبوط حاد  (Nose Dive ) وبشكل لم يحدث منذ ثلاثينات القرن الماضي .التحسن في الولايات المتحدة بداء اعتبار من تصديق الكونقرس الامريكي بملغ 700 بليون دولار اضافة الي خطة  خطة الاصلاح الاقتصادي والتي تعاونت فيها الادارة القديمة مع الجديده  والكونقرس والاتحاد الفدرالي بشكل نادرا ما يحدث والسبب هوان الكل يعلم ان الكارثة ستضرب الجميع  . كل الدلائل الان تشير الي ان الاقتصاد الامريكي والعالمي بداء يسترد عافيته. بالرغم من  التعاون في مجال أحتواء الكارثة المالية والاقتصادية  الا ان هنالك   صراع شرس  بداء منذ تولي اوباما السلطة  وهنالك حملة ضخمة  علي السياسات الخارجية لاوباما وادارته  يقودها نائب الرئيس السابق ديك تشيني بحجة ان سياسات اوباما تهددالامن الفومي الامريكي كما وان الاهداف الاخري للحملة تختص بارباك وتعطيل خطط الرئيس اوباما الخاصة بسياسات  التغيير واظهارها بالضعف والتفريط في امن الولايات المتحده  كما وتهدف الحملة   الي زعزعة ثقة  المواطنين   في هذه السياسات لكسب الانتخابات القادمة بواسطة المحافظين  .

عنوان المقال يحتوي علي البيئة والمقصودهنا انبعاث الغازات وأتارها الضارة  ولاشك انه قد حدثت متغييرات كبيرة وايجابية وارتبطت بالكارثة الاقتصادية التي ضربت العالم مؤخرا. اوباما الان تواجهه حزمة من المعضلات التي ترتبط ببعضها البعض وهي: الرعاية الصحية ,الاقتصاد ,الامن القومي والبيئة.

 

الرعاية الصحية في الولايات المتحدة   بدأت تكلفتها ترتفع بارقام فلكية وانه بحلول عام 2050 سوف تستهلك  40%  من الاقتصاد الامريكي  ولذلك أخذت حيزا وجهدا كبيرا من ادارة الرئيس بوش .

البيئة  واثارها الكارثية علي الولايات المتحدة والعالم والعامل المؤثر هنا  هو  أنبعاث الكربون واثره في ارتفاع درجة حرارة الجو   والاثار البيئية الضارة التي ستترتب علي ذلك وتنعكس سلبا علي الحياة فوق سطح الكرة الارضية هو انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون CO2    )  يشكل  ثلثي كمية الغازات الناتجة عن ظاهرة البيت الزجاجي ) اوبعبارة اخري الاثار المترتبة علي الاحتباس الحراري .

سياسات التغيير شملت  جانب يختص بمستقبل البشرية في رحلتها عبر متاهات القرن الحادي والعشرين  وكانت الادارة السابقة ترفض التعاون في هذا الصدد.

الانبا ء السارة التي ستحملها الولايات المتحدة معها  لمؤتمر كوبنهاجن  في ديسمبر2009   هي انخفاض انبعاث الكربون بالنسبة للولايات المتحدة بنسبة 9% خلال العامين المنصرمين  ( الرقم حسب الواشنطن بوست بتاريخ 20 سبتمبر 2009 ) .

بالرغم من ارتفاع معدلات الاستهلاك للبترول والفحم الحجري  الا أنه حدث انخفاض اعتبارا من عام 2007 ونلاحظ ان ذلك مرتبط ببدايات الكارثة الاقتصادية في الولايات المتحدة والعالم وعدم وجود الاستثمارت   ومشروعات جديدة خاصة  في مجال الصناعات التي  تعمل بالفحم الحجري بالرغم من التركيز والجهود المبذولة  علي الدراسات التي تختص بتقليل انبعاث الكاربون وهويشكل الخطرالحقيقي للبيئة نسبة لكمية الغازات الضارة التي تنتج عنداحتراق  الفحم الحجري (Fossils  Fuel ) وايضا للاحجام عن التمويل للصناعات المرتبطة بذلك ولقلة الطلب ولعوامل اخري. واضافة لتعليق المشروعات الاستثمارية  الجديدة في هذا المجال  يمكن ان نضيف توقف العديد من المصانع التي تعمل بمثل هذا النوع من الطاقة والتي تتسبب في انبعاث الكاربون بكميات كبيرةفي الجو نسبة لقدمها  .

انطلاقا من الانخفاض الكبير الذي حققته الولايات المتحدة  الخاص بانبعاث الكاربون سوف تسعي الي الي الوصول لاتفاق في مؤتمر كوبنهاجن  بخفض الانبعاث عالميا بنسبة قد تصل الي 80% بحلول عام 2020 وبالنسبة للولايات المتحدة فان الكونقرس بصدد سن تشريعات تقضي بخفض الانبعاث بنسبة 15 الي 20% بحلول عام 2020  نلاحظ هنا   ان ادارة بوش كانت ترفض التعاون في هذا المجال  المجال. 

توصلت وكالة عالمية مختصة في مجال الطاقة من خلال دراسة اجرتها الي   ان  بطء حركة الاقتصاد العالمي تسببت في خفض انبعاث الكاربون في الجو .

وعلق Fiona  Harvey المراسل في مجال البيئة لصحيفة الفاينانشيال تايمز في مقال بتارخ 21 سبتمبر 2009 الاتي:

"The recession has resulted in unparalleled fall in green House emissions providing opportunity to move the world away from high- carbon growth, an international Agency has found."

الشركات العالمية الان تطالب باتفاقية يلتزم بها الجميع   والامل معقود في  ان يتمخض مؤتمر كوبنهاجن عن اتفاقية تنقذ العالم من الكارثة المقبلة   وبالاضافة للاخبار السارة عن التحولات الاميركية في هذا الصدد فان الصين وافقت علي الوقوف في الصفوف الاممية لمؤيدي  سياسات خفض انبعاث الكاربون وبالطبع ستوافق الهند.

بالنسبة لسياسات  الولايات المتحدة  في مجالات الامن القومي  فاهمها الحرب ضد الارهاب والتي استنزفت كل طا قات الولاية المتحدة وهي دون شك تؤثر علي الامن القومي للولايات المتحدة و للعديد من دول العالم  ومنها السودان فان البورة او المحور التي تدور حوله  الصراعات الانسانية في اسيا والشرق الاوسط وافريقياومناطق اخري  تنبع بسب مشاكل انسانية والتي ينتج عنها كم هائل من المعأناة الانسانية كالاستيلاء علي الاراضي دون وجه حق وطرد سكانها ليهيمون علي وجوههم دون مأوي اونتيجة للا ضطهاد والاستبداد وعدم المسـأ واة   والشق الاخر هو  الشق الديني والجانب المؤثر هنا هو الاراضي المقدسة وانتهاك حرماتها  مما يؤجج الصراع  ويجلب تعاطف ووقوف بقية المسلمون ضد العدوان  وينقل ذلك الصراع الي مصاف العالمية والابدية  ويتفاقم  الصراع ايضا  بصورة اعظم في ظل سياسة القمع والتأديب والتي  لم تفرز سوي الممارسات الانتحارية والتي لم يمارسها المسلمون  في تاريخهم من قبل ومن يفجرنفسه بقنبلة بموادشديدة الانفجار(المقصود القنابل والمتفجرات العادية وتسمي التقليدية اي غير الذرية) يمكن ان يفجر نفسه بقنبلة ذرية لان النتبجة بالنسبة له  هي الموت اي ان النتيجة واحدة  ومن هنا ينبع التهديد الحقيقي للسلم العالمي . ومثل هذه السياسات  بكل المقاييس لن تنجح والسر في فشلها ايضا هو الانحياذ لاحد اطراف الصراع  بشكل كامل ومستمر وعلي اقل تقدير ان من يتولي مسؤولية ألتوسط للوصول لحل مشكلة لابد ان يظهر العدل وألمساواة بين طرفي النزاع ,حتي يجد القبول.

 المحافظون الجدد يرتبطون  باسرائيل أرتباط وثيق  من الناحية الدينية وبسبب النبؤة  لمستقبل البشرية  وعودة المسيح ومستقبل اسرائيل وكذلك الثقافة  والدفاه عن المصالح الامريكية في الشرق الاوسط مما   جعل ادارة بوش تؤيد اسرائيل بشكل ثابت ومستمرفي كل المجالات  ويتضح لنا الان ابعاد الحملة علي سياسات الرئيس اوباما والتي تنادي بالتغيير  ولاشك ان ادارة اوباما  هي الاقدر علي حل هذه المشاكل   من خلال حيدتها نوعا ما وسينعكس ذلك في  قرارتها لحل المشكلة التاريخية الماثلة الان . هذه العوامل التي تطرقنا لها اصبحت مركزية في العلاقات الدولية والاقليمية والعامل المهم كيفية أدارة الحوار سلميا بدون اللجوءللحرب اوالضغوط التي قد تسبب في أثار كارثية لكل الاطراف كما تتسبب في زيادةالمعاناة الانسانية والتي اصبحت متفاقمة علي مرور الابام .

*     ف.     ر  .

 

آراء