البرهان … وإهدار الوقت !!
محمد موسى حريكة
1 June, 2022
1 June, 2022
musahak@hotmail.com
في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021 أعلن البرهان إنقلابه المشؤوم ، والذي جاء فيه (ولتصحيح مسار الثورة تقرر الأتي ، إعلان حالة الطوارئ في جميع إنحاء البلاد ) ثم يمضي البيان محشوا بالتبريرات الانقلابية التي صاحبت تاريخنا الوطني إلي أن يختتم قائلا (تاسعاً وأخيرا :تجميد عمل لجنة إزالة التمكين حتي تتم مراجعة منهج عملها وتشكيلها علي أن تكون قراراتها نافذة وخاضعة للإجراءات القانونية ........) وكما يقول الناس عادة في إختصار ثرثرة الخبثاء (خد آخرو) وفي هذه الحالة تحديدا فإن أوله وأخره هو مربط الفرس في تلك الثرثرة الانقلابية المحتشدة بالأكاذيب وليْ عنق الحقائق.
فحالة الطوارئ التي إبتدر بها البرهان زمنه البئيس قد ألحقها بمرسوم أطلق فيه يد أجهزته القمعية ودون محاسبة حتي تمهد له الطريق في إقامة ملكه العضوض. ومن ثم إنطلق في ترويض القضاء ليصبح أداة طيعة في يده ليجهز به علي كل إنجازات لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 89 وليطلق يد شركائه السابقين في تدمير ونهب ثروات البلاد ، فقد كانت لجنة تفكيك التمكين تقض مضجعه وهي تقترب من تلك الممالك المالية التي يتعهد برعايتها بل هو جزء أصيل من ترسانتها التي امتهنت سرقة ثروات البلاد علي مدي ثلاثون عاما أو يزيد ، وأعاد البرهان إلي الخدمة المدنية كل اللصوص الذين أمتصوا دماء شعبنا، وأمتدت تعييناته من السيادي إلي قادة الجيوش والأمن ومدراء البنوك والمؤسسات المالية والدبلوماسيين ومدراء الجامعات وذلك بإعادة تدوير نفايات الفلول ورموز الاسلام السياسي .لقد أطفأ كل القناديل والثريات التي أوقدتها ثورة ديسمبر في عمرها القصير .
وحينما حاول التقدم بعربة التاريخ المشبوهة لم تسعفه مواهبه الانقلابية ، فقد كان شباب المقاومة يسدون عليه الطرق والآفاق ولم تستطع آلة القتل الدموية والعنف والسجون والمنافي والاختطاف والتغييب أن توهن من عزيمة الشعب في ذلك الطريق الشاق من أجل الحرية والسلام والعدالة .
قال البرهان في بيانه الانقلابي (سنحرص علي إكمال مطلوبات العدالة والانتقال ، وتكوين مفوضية صناعة الدستور ،مفوضية الانتخابات ،مجلس القضاء العالي ، المحكمة الدستورية، مجلس النيابة قبل نهاية شهر نوفمبر من العام الحالي) وهو يعني 2021.
فالبرهان لا يدرك حركة التاريخ ويجهل تماما نتوءات تلك الارض التي يسير عليها ،وتعوذه تفاصيل الثورة التي زعم أنه قد أرسلته العناية الإلهية لتصحيح مسارها !
لقد مضت الان سبعة أشهر من إنقلابه وهو عاجز خائر في متاهته وعزلته التي يحاول تبديدها بزيارة مدرسة إبتدائية طرفية قائمة في فضاء سلاح المدرعات وتخلو حواشيها من الناس ، أو الانطلاق نحو الفشقة وإلي قوقعه العسكري مخاطبا الجنود رافعا قبضته في خطبه التي تحملها رياح التاريخ الي اللامكان ثم يعود إلي عاصمة البلاد وليختتم ليل الطوارئ التي إستنها بغزوة الكلاكلة التي أزهق فيها روح شابين من شباب المقاومة لترتفع حصيلة الشهداء منذ إنقلابه إلي ثمان وتسعون شهيدا ،هذا عدا المئات من شهداء فض الاعتصام أو الذين ألقي بهم في النهر النيل ، والذين تضمهم المشارح وتفسخت جثثهم في مأساة لم تزل فصولها جارية ولم تؤرق له جفن. وكيف بالذين قبورهم بلا شواهد في سفوح وأودية دارفور .
البرهان لايدرك أنه والثوار لا يتحدثون لغة واحدة وكما تقول الحكمة ( فإن كل فجوة نفسية بين الحاكم والمحكوم تؤدي الي الثورة ) فهؤلاء الشباب يشاهدون رفاقهم تزهق ارواحهم أمامهم في تلك المسيرات السلمية وبعضهم يؤخذون الي السجون والمنافي كما يتعرضون إلي إمتهان الكرامة الانسانية وفي أبشع صورها وأصبح في حكم المستحيل أن تتغير صورة الطاغية التي رسمها البرهان لذاته عبر تاريخنا السياسي الملتبس . وفي هذا الأسبوع حاول إعادة عقارب الساعة للوراء حين أعلن (رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين) في محاولة منه أن يمضي بإنقلابه نحو تواريخ أخري .....،هذا الرجل وبنزوة السلطة وشهواتها كل الذي يفعله أنه يبدد تاريخنا الوطني وفق أهوائه وإهواء أساطين الفساد وفاقدي الخيال السياسي الذين يحيطون به .
فكيف لبلادنا أن تدخل فصلا جديدا من تاريخها وبذات الممثلين المهرجين علي خشبة ذلك المسرح المحترق والبرهان سادر في مزاجيته ولعبة تبديد التاريخ .
لقد آن له أن يفهم نداء الشارع في مقولة أحد الشعراء
يا سائق عربة التاريخ المشبوهة توقف
فالنور الأحمر مضاء
....
في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021 أعلن البرهان إنقلابه المشؤوم ، والذي جاء فيه (ولتصحيح مسار الثورة تقرر الأتي ، إعلان حالة الطوارئ في جميع إنحاء البلاد ) ثم يمضي البيان محشوا بالتبريرات الانقلابية التي صاحبت تاريخنا الوطني إلي أن يختتم قائلا (تاسعاً وأخيرا :تجميد عمل لجنة إزالة التمكين حتي تتم مراجعة منهج عملها وتشكيلها علي أن تكون قراراتها نافذة وخاضعة للإجراءات القانونية ........) وكما يقول الناس عادة في إختصار ثرثرة الخبثاء (خد آخرو) وفي هذه الحالة تحديدا فإن أوله وأخره هو مربط الفرس في تلك الثرثرة الانقلابية المحتشدة بالأكاذيب وليْ عنق الحقائق.
فحالة الطوارئ التي إبتدر بها البرهان زمنه البئيس قد ألحقها بمرسوم أطلق فيه يد أجهزته القمعية ودون محاسبة حتي تمهد له الطريق في إقامة ملكه العضوض. ومن ثم إنطلق في ترويض القضاء ليصبح أداة طيعة في يده ليجهز به علي كل إنجازات لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 89 وليطلق يد شركائه السابقين في تدمير ونهب ثروات البلاد ، فقد كانت لجنة تفكيك التمكين تقض مضجعه وهي تقترب من تلك الممالك المالية التي يتعهد برعايتها بل هو جزء أصيل من ترسانتها التي امتهنت سرقة ثروات البلاد علي مدي ثلاثون عاما أو يزيد ، وأعاد البرهان إلي الخدمة المدنية كل اللصوص الذين أمتصوا دماء شعبنا، وأمتدت تعييناته من السيادي إلي قادة الجيوش والأمن ومدراء البنوك والمؤسسات المالية والدبلوماسيين ومدراء الجامعات وذلك بإعادة تدوير نفايات الفلول ورموز الاسلام السياسي .لقد أطفأ كل القناديل والثريات التي أوقدتها ثورة ديسمبر في عمرها القصير .
وحينما حاول التقدم بعربة التاريخ المشبوهة لم تسعفه مواهبه الانقلابية ، فقد كان شباب المقاومة يسدون عليه الطرق والآفاق ولم تستطع آلة القتل الدموية والعنف والسجون والمنافي والاختطاف والتغييب أن توهن من عزيمة الشعب في ذلك الطريق الشاق من أجل الحرية والسلام والعدالة .
قال البرهان في بيانه الانقلابي (سنحرص علي إكمال مطلوبات العدالة والانتقال ، وتكوين مفوضية صناعة الدستور ،مفوضية الانتخابات ،مجلس القضاء العالي ، المحكمة الدستورية، مجلس النيابة قبل نهاية شهر نوفمبر من العام الحالي) وهو يعني 2021.
فالبرهان لا يدرك حركة التاريخ ويجهل تماما نتوءات تلك الارض التي يسير عليها ،وتعوذه تفاصيل الثورة التي زعم أنه قد أرسلته العناية الإلهية لتصحيح مسارها !
لقد مضت الان سبعة أشهر من إنقلابه وهو عاجز خائر في متاهته وعزلته التي يحاول تبديدها بزيارة مدرسة إبتدائية طرفية قائمة في فضاء سلاح المدرعات وتخلو حواشيها من الناس ، أو الانطلاق نحو الفشقة وإلي قوقعه العسكري مخاطبا الجنود رافعا قبضته في خطبه التي تحملها رياح التاريخ الي اللامكان ثم يعود إلي عاصمة البلاد وليختتم ليل الطوارئ التي إستنها بغزوة الكلاكلة التي أزهق فيها روح شابين من شباب المقاومة لترتفع حصيلة الشهداء منذ إنقلابه إلي ثمان وتسعون شهيدا ،هذا عدا المئات من شهداء فض الاعتصام أو الذين ألقي بهم في النهر النيل ، والذين تضمهم المشارح وتفسخت جثثهم في مأساة لم تزل فصولها جارية ولم تؤرق له جفن. وكيف بالذين قبورهم بلا شواهد في سفوح وأودية دارفور .
البرهان لايدرك أنه والثوار لا يتحدثون لغة واحدة وكما تقول الحكمة ( فإن كل فجوة نفسية بين الحاكم والمحكوم تؤدي الي الثورة ) فهؤلاء الشباب يشاهدون رفاقهم تزهق ارواحهم أمامهم في تلك المسيرات السلمية وبعضهم يؤخذون الي السجون والمنافي كما يتعرضون إلي إمتهان الكرامة الانسانية وفي أبشع صورها وأصبح في حكم المستحيل أن تتغير صورة الطاغية التي رسمها البرهان لذاته عبر تاريخنا السياسي الملتبس . وفي هذا الأسبوع حاول إعادة عقارب الساعة للوراء حين أعلن (رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين) في محاولة منه أن يمضي بإنقلابه نحو تواريخ أخري .....،هذا الرجل وبنزوة السلطة وشهواتها كل الذي يفعله أنه يبدد تاريخنا الوطني وفق أهوائه وإهواء أساطين الفساد وفاقدي الخيال السياسي الذين يحيطون به .
فكيف لبلادنا أن تدخل فصلا جديدا من تاريخها وبذات الممثلين المهرجين علي خشبة ذلك المسرح المحترق والبرهان سادر في مزاجيته ولعبة تبديد التاريخ .
لقد آن له أن يفهم نداء الشارع في مقولة أحد الشعراء
يا سائق عربة التاريخ المشبوهة توقف
فالنور الأحمر مضاء
....