البروف حامد فضل الله في تجلياته الفلسفية ومصطلح الهيرمنيوطيقا المقدسة

 


 

 

تمتاز كتابات الباحث والاديب البروف حامد فضل الله، دائما بالعمق الفكري والدلالات الفلسفية الباهرة،فهو طبيب روائي وقاص ومثقف متعدد المواهب له حضوره ومكانته في المشهد العلمي الثقافي الألماني بتعدد منابره...وغالبا ما ترد في كتاباته ،حتي العابر منها، عبارات ومصطلحات علمية وفلسفية جديدة تشغل القارئ وتدخله في متاهات جديدة تشغله عن الموضوع الأساسي.
وفي مقاله الأخير، المنشور بهذه الصحيفة بعنوان( كولونيالية الإسلام السياسي: أزمة الوطن والوطنية والمواطنة في خطاب الإخوان..السودان نموذجا )،الذي تناول فيه استعراض الأفكار الأساسية في كتاب الدكتور فتح الرحمن التوم الحسن ،أستاذ الفلسفة بجامعة النيلين،بذات عنوان الكتاب،وردت في مقال البروف حامد، عدة كلمات ومصطلحات تلفت ولاشك،نظر القاريء العادي، وقد تحول بينه وبين قراءة النص قراءة سليمة إن لم تجد من يسلط الضؤ عليها.
ورغم تعدد هذه الكلمات إلا أن كلمة( الهيرمنيوطيقا)كانت هي الأبرز بين كل الكلمات...وهنا إضاءة حول المصطلح علها تفيد القارئ غير المتخصص خاصة في مجال الفلسفة.
جاء ذكر المصطلح في المقال،نقلا عن كتاب الدكتور فتح الرحمن ،في شكل أسئلة مترابطة مع بعضها البعض وفي سياق متصل ،علي النحو التالي:
(هل دول المسلمين دول دينية؟) (هل الخلافة مسألة سياسية اتفاقية ام مسألة دينية؟)،( هل يوجد مؤشر فقهي بين الدين والحكومة، واسطورة الدولة الدينية والانتهاك الهيرمنيوطيقي ؟).
تقول بعض الدراسات أن المصطلح طهر لأول مرة في القرن السابع عشر،في كتاب للراهب ( يوهان دانهاور) وهو معلم لاهوتي معروف،في كتابه ( الهيرمنيوطيقا المقدسة ) ،للتفريق بين التأويل اللاهوتي الفيلولوجي، عن التأويل القانوني ( الفيلولوجي هو علم النصوص القديمه )...ويقال أن يوهان دانهاور،هو أول من قام بتفسير رسالة الرسول بولس وفقا للمنهج الفيلولوجي.
وتوجد دراسات اخري تقول أن ارسطو، هو أول من وضع معالم التجربة التأولية، ولكن تطورا كبيرا قد حصل لهذا المصطلح بتطور مراحل التفكير البشري.
ايضا هناك مدرسة فلسفية مهتمة بدراسة وتفسير النصوص وفي فقه اللغة واللاهوت والنقد الادبي،ولكن غالبا ما يستخدم المصطلح في الدراسات الدينية للدلالة علي دراسة وتفسير النصوص الدينية.
نخلص من ذلك،بأن( الهيرمنيوطيقا ) قديما كانت منهج تفسير للكتاب المقدس واصوله وأحكامه ،كما نجد عند القديس أوغسطين،ثم تطور الأمر وارتبط المصطلح بالشعر والروايات حيث إتقان الحديث عند الآخرين، وحسن التقديم والمهارة في التأويل...
والهيرمنيوطيقي هو رجل اختصاص مثقف في حقله،وهو باحث كلي له منهجه المستقل وغايته في ذلك تجنب سؤ الفهم.
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@ hotmail.com

 

آراء