التاريخ يكتبه المؤرخون

 


 

 

 


hasabdin1939@gmail.com

 

 


1. جاء في الفصل الثالث من اتفاقية السلام الموقعة في جوبا عن صلاحيات الولاية وفي الفقرة 8-9 مايلي :
" يحق لسكان المنطفتين(النيل الازرق وجنوب كردفان) المشاركة في اعادة كتابة تاريخ السودان.... " وقالت الفقرة 9-9
" ترويج الارث الثقافي والتاريخي لشعوب المنطقتين والدراسة الموضوعية لتاريخنا المشترك بما في ذلك فترة تجارة
الرقيق... "
2- تتردد من حين لاخر منذ فجر. الاستقلال والي يوم اتفاقية السلام هذا الدعوة لاعادة كتابة تاريخ السودان الحديث والمعاصر بأقلام سودانية لتصحيح ما كتبه المستعمر الاوروبي والرحالة والمستشرقون والاكاديميون الاجانب.
3- روي عن الدكتاتور النازي أدولف هتلر انه قال : " كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي... " كناية عن مقته واستهزاءيه بالمثقفين. !
واني لارتاب واتوجس واتحسس قلمي كلما دعت حكوماتنا ودعا سياسيونا لاعادة كتابة التاريخ ربما بهدف تضخيم الذات الوطنية واصطناع الابطال والبطولات بتحوير ولي عنق حقائق الماضي وطمس معالمه.
ولكن ان اريد بالدعوة والندا اعادة القراءة وتفسير الحوادث والاحداث-- لا اعادة الكتابة -- فانها دعوة حق يراد بها المزيد من استجلا الماضي وهو مافعله عشرات المورخيين السودانيين خلال نصف القرن الماضي وما برحوا يكتبون.
4. التاريخ سجل للماضي، والمؤرخ يسجل ماحدث ويكتب متي ولماذا وكيف تحدوه الحيدة والموضوعية، لا يلوي عنق الحقيقة، ولا يصنع ولايضيف للماضي ما لم يحدث.
التاريخ يكتبه المورخون متي رغبوا بوحي من ذواتهم واستظهارا لدربتهم الاكاديمية والتزامهم بمناهج البحث العلمي،
لا طاعة لسلطان او حاكم يوجههم ماذا يقولون وكيف يكتبون.
د. حسن عابدين
اسناذ التاريخ الافريقي بجامعة الخرطوم( سابقا)

 

آراء