التبسيط والتهوين المخل! (1)
محـمد أحمد الجاك
6 June, 2022
6 June, 2022
بـهدوووء_
إن الاستعراض العسكري الذي قام به أبي أحمد بالأمس ، ومع حجم الحشود على الحدود الشرقية للسودان ، بالاضافة إلى التصريحات السابقة لوزير خارجيته ، والتي تزامنت مع معارك في جبهة تغراي ، بالإضافة إلى التصريحات التي قدمتها الحكومة الأثيوبية بخصوص ملف دعم مقاتلين جبهة تغراي ، والتي وافقها فيها الرئيس اسياسي افورقي ، ما هو إلا نذير لحرب قادمة على الجبهة الشرقية.
وليعلم القادة العسكريين بأن لغتهم المهادنة بخصوص هذا الملف والتي ظلت تترجى و وتسترحم المجتمع الدولي و نظام أبي أحمد ، ماهي إلا تقاعس عن المهمة الوطنية واسترخاص لدماء سالت في سبيل حفظ مكتسبات المزارعين في تلك الأراضي و أهالي المناطق، بكل تأكيد لا أحد يرغب في الحرب ، ولكن ان يقوم نظام أبي أحمد بدعم مليشياته على الحدود الشرقية ، وأن تذهب الدماء هدرا ، بلا أي ضرورة ، خصوصا في ظل تعنت نظام أبي بالجلوس وطرح اشكالية الحدود على اللجان الفنية و تقديم مسودات حلول واضحة ، ماهو الا ابتزاز وغباء ، وعليه يجب ان تدك معسكرات المليشيات الاثيوبية داخل أراضيها .
وعلى الذين يقولون أن القوات المسلحة تخوض حرباً بالوكالة ، فهؤلاء ماهم إلا مجرد متخاذلين ، لا يفهمون بشكل جدي مؤمرات اثيوبيا وحلفاءها على الأراضي السودانية ، بكل تأكيد لا أحد ينكر حجم المصالح التي يجب أن تجمع الطرفين على أسس مشتركة و مواجهة مخاطر المجاعة و التغير المناخي ، و المصالح الاستراتيجية بخصوص الأمن الغذائي ولكن لن نسمح لأبي أحمد أن يبني نظامه على جماجم جنودنا و مصالح مزارعينا واحتلال أراضينا .. اما يكفي أن هنالك مثلثا وجزءا عزيزا من بلادنا تحت الاحتلال المصري حتى الآن ؟!
الفشقة تمثل مشروع ارتكاز استيطاني للقوميين الأمهرة .. و ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺗﻤﺘﺪ ﺣﺘﻰ ﻋﻤﻖ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻔﺸﻘﺔ ﻭﺣﺪﻫﺎ، ﺍﻟﺘﺒﺴﻴﻂ ﺍﻟﻤﺨﻞ ﻭﺍﻟﺘﻬﻮﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﺼﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺸﻔتة ﺃﺧﻄﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻔﺘﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻬﻮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺘﺒﺴﻴﻂ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺗﻜﺘﻴﻜﺎﺕ ﺍﻟﺸﻔﺘﺎ ﻓﻲ ﺗﻬﺠﻴﺮ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻋﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻭﺇﺭﻫﺎﺑﻬﻢ ﻣﻊ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺃﻥ ﻫﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﻔﺘﺎ ﺗﻌﺪﺕ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﻧﻬﺮ ﻋﻄﺒﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﻯ ﻏﺮﺏ ﻧﻬﺮ ﻋﻄﺒﺮﺓ ﻭﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﺘﻢ ﺗﺤﺖ ﺯﺧﻢ ﺇﻋﻼﻣﻲ ﻭﺇﺳﻔﻴﺮﻱ ﻛﺜﻴﻒ ﻋﻦ ﺍﻹﺧﺎﺀ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻧﻴﺎﺕ. ﺇﺷﺘﻬﺮﺕ ﻋﺼﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺸﻔﺘﺎ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﺍﺋﻴﺔ ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺗﻮﺟﺪ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ، ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻣﻬﺮﺍ ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺗﻤﺖ ﺗﻐﺬﻳﺘﻬﺎ ﺑﺄﻓﻜﺎﺭ ﺗﻮﺳﻌﻴﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﻭ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺇﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻭ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ
(2) اعتبار
إن القاريء لهذه الوضعية السياسية ومنذ فرض شروطها على الواقع السياسي السوداني ، يرى أن هناك اتفاق ضمني بين هذه الأطراف على الوضعية المختلة هذه ، وأن الخلاف الأساسي بينهم ليس خلافا على مبادئ وطنية أو مصلحة وطنية ، لذلك مضت الوثيقة الدستورية ، واتفاقية السلام بكامل اشكالياتها ، بل حتى ما حدث عشية 25 اكتوبر لم يغير شيء.
لذلك نجد أن الترتيبات القادمة ستكون بين هذه الأطراف وعلى ذات الأرضية الاولى التي انطلقوا منها جميعاً ، فمن يقود المعترك السياسي أفراد استفادوا من سقوط المنظومة السابقة ، لهذا نجد أن هناك تناغم بين البعثة و الاذرع الدولية حينا و بين القوى السياسية ، وبين البعثة نفسها و القيادات العسكرية احيانا.
لهذا فإن من العقل أن يكون التحرك في اتجاه القضايا لا الشخوص ، و إلى السياسات لا الممارسات ، فلا فرق في القادم من الأيام بين الانجم العسكرية و بين البدلات المدنية ، أو العمائم الاهلية ، أو السحنات الاوربية . فالجميع يعمل من ذات الشروط.
إن كان الموقف التكتيكي يتطلب التعامل مع هذه الوضعية في سبيل التضحية بالمبادئ ، فإن هذا الخطأ حدث في نظام الانقاذ سابقا ، حيث تعامل بتكتيك و شرط الخارج و العام 1995م يشهد بذلك . ويمكن العودة ايضا إلى دفاتر الديمقراطية و الأنظمة السابقة مايو أو نظام عبود لندرك حقيقة المواقف التكتيكية.
(3) الضحك رفاهية
ويلتقيك أحدهم متسائلاً: ، اصبحت لا تضحك ، يعني تضحك كيف ؟ يا استاذ ! و انت تشاهد هذه المأساة ؟ . وانت تحمل هم إذا احد اصدقائك قال لك : ذاهب للمشفي لعلاج والدتي ، لأنه لا يمكن أن يتوفر محلول وريدي للوالدة. تضحك كيف ؟ وانت تشاهد ما يقارب ثلاثة مليون طفل خارج منظومة التعليم ، و التسرب من المدارس وصل نسب خيالية ، تضحك كيف ؟ وانت تشاهد محطات المياه معطلة ، و محطات الكهرباء لثلاثة سنوات ما حصلت فيها صيانة ، ويمكن أن تتوقف عن العمل وتخرج في اي لحظة.
تضحك كيف يا استاذنا ؟ وانت ترى السيانيد متمدد في التربة الزراعية في مناطق نهر النيل و الشمالية ، ونسب السرطانات بتزيد كل يوم في تلك المناطق ، تضحك كيف و الزئبيق بهدد مجتمعات في كردفان بالتشوهات الخلقية للأجنة ، تضحك كيف ؟ وسوء التغذية ضارب عشرة مليون نسمة ، و 14 مليون مهددين بالمجاعة؟!
تضحك كيف وانت كوادرك تهاجروا إلى الخليج كصادر الماشية يومياً ، و انت تعلم إذا حدثت كارثة طبيعية فالبلاد ليس عندها خطة طواريء واحدة ، وأن هنالك بشر من فيضان 2020 يسكنون في الخيام.
تضحك كيف وهنالك مدن المخدرات هلكت شبابها ، وفي جامعات نسبة التعاطي فيها وصلت إلى 40 بالمائة أو يزيد ، تضحك كيف وانت لا زلت تعاني من انتشار الملاريا و الإيدز .
لا يوجد شيء يجعلك تضحك ، بينما هنالك قضايا تجعلك تحمل جبالا من الهموم ، لا لاي سبب آخر وإنما من واقع المسؤولية ، لان بلادنا مليئىة بالأرزقية و اللصوص وعديمي الضمير والشرف والوطنية، و (شوية) نخبة سياسية تعاني من (الهانج اوفر) ، وجيل كامل ما لا يرى ولا يدرك حجم المأساة..!!
لا يوجد شيء يجعلك تضحك ، لانك عاجز ، بلد مؤسساتها في غفلة و عساكرها اغفل لا يوجد شيء يدعو للضحك لأن الضحك أصبح رفاهية ، ولا يوجد في يدك يدك شيء غير العمل و العمل.
أخر الهدوووء:-
أداما دينق : 99 قتيلا منذ إنقلاب 25 اكتوبر وأكثر من خمسة آلاف جريح جراء استخدام العنف المفرط ضد المحتجين السلميين في السودان . هذا هو تصحيح المسار يا برهان ؟؟
mido34067@gmail.com