التجديد الديني/ الاقتصادي لمشروع الأستاذ محمود محمد طه/ مقاربات جديدة في محاضرة بالجامعة المستنصرية .. إعداد/ دكتور عبدالله الفكي البشير

 


 

 

 

التجديد الديني/ الاقتصادي لمشروع الأستاذ محمود محمد طه/ مقاربات جديدة في محاضرة بالجامعة المستنصرية، عنوانها: "الثروة وأخلاق العصر: قراءة في ضوء انثروبولوجيا الدين"

إعداد دكتور عبدالله الفكي البشير

نظم قسم الانثروبولوجيا والاجتماع بالتعاون مع شعبة التعليم المستمر في كلية الآداب، الجامعة المستنصرية، بغداد، العراق، محاضرة إلكترونية بالعنوان أعلاه. قدم المحاضرة الأستاذ الدكتور جعفر نجم نصر، أستاذ انثروبولوجيا الدين وعلم اجتماع الدين، بكلية الآداب، الجامعة المستنصرية، وذلك في تمام الساعة التاسعة من مساء الاثنين (بتوقيت بغداد) 15 يونيو 2020. وقد شارك في المحاضرة أكثر من (60) من الأستاذات والأساتيذ من الجامعة المستنصرية وجامعات عراقية أخرى، ومن داخل العراق وخارجه، من المملكة المغربية وبريطانيا وفرنسا، وكندا، وغيرها، إلى جانب بعض الباحثين والطلاب. وترأس الجلسة الدكتور مهند عاصي أمرط، أمين مجلس كلية الآداب.

ملخص المحاضرة


استهل الأستاذ الدكتور جعفر نجم نصر محاضرته، قائلاً: إن هذه المحاضرة كان يمكن أن تكون بعنوان: (الوجود ينفعل بالجود: الثروة بالمنظور العرفاني) انطلاقاً من منظور المفكر السوداني الأستاذ محمود محمد طه، صاحب مشروع الفهم الجديد للإسلام، لما قدمه من رؤى وأفكار ومفاهيم جديدة في الاقتصاد والسياسة والاجتماع والأخلاق، وغيرها. فالأستاذ محمود محمد طه يشير لواقعة مهمة وهي: عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤم أصحابه، كان أن رفع يديه للتكبير، ثم هوى وهرول للحجرة، ورجع، رأى بعض الاستغراب في أعين أصحابه: قال: لعلكم راعكم ما فعلت، قالوا: نعم يا رسول الله، قال: فإني تذكرت أن في بيت آل محمد درهما، فخشيت أن ألقى الله وأنا كانز.. لقد بنى الأستاذ طه على هذه الواقعة وغيرها أهمية سنة النبي في خاصة نفسه لموضوعة الرزق والثرو ة.. ووجد فيها الأستاذ محمود أهمية لأجل أن تكون مدخلاً لبعث الإسلام والفهم الا قتصادي فيه بنحو جديد.
أوضح المحاضر بإن موضوعي الثروة والأموال في الانثروبولوجيا وفي الفكر الديني حظيت بأهمية كبرى، وهي تتصل اتصالاً وثيقاً بإنسانية الإنسان والمنحى الأخلاقي لديه، فآلية التصرف بالثروة تعد معياراً محورياً لفهم الإنسان، ومثلما يقول الأستاذ محمود محمد طه: "اختبروهم بالأموال"، إذ سيخرج ويتمايز الإنسان الأخلاقي عن الإنسان العابث. (يذكر أن المحاضر هو مؤلف كتاب: الإسلام الكوني والإسلام العربي: محمود محمد طه والحل الصوفي للشريعة).
وأضاف المحاضر إن هذا المعنى الكلي قد أكده الكثير من المتصوفة وخير مثال لذلك الشيخ ابو العباس السبتي الذي كان لديه فلسفة عرفانية خاصة في (الصدقة) أو الإنفاق عموماً.. إذ أسس مذهبه على الإحسان وكان يقول: أصل الخير في الدنيا والآخرة الإحسان، واصل الشر البخل.. ولقد ربط بين التصدق والعبادة. إذ أول الشهادتين: بأنها تدل على أن مال الدنيا يملكه خالق لا شريك له يعطيه لعباده من أجل أن يتخلوا عن شطر منه. وتأويله لتكبيرة الصلاة برفع اليدين: معناه لديه اعتراف الإنسان إنه لا يملك شيئا وكل ماله لله.. والركوع: مشاطرة المال بحسب تأويله مع الفقراء.. والزكاة: معناها لديه التعود على العطاء لأجل تزكية النفس المستمرة.
وذكر المحاضر بأن ابن الزيات التادلي قال في كتابه (التشوف لأهل التصوف) إن أمره بلغ ابن رشد الفيلسوف الكبير وأرسل أحدهم يستعلم عن حقيقة أمره.. فلما رجع وتحدث عن مشاهداته المستمرة، قال ابن رشد عنه قولته المشهورة: ان هذا الرجل مذهبه الوجود ينفعل بالجود...لأنه ما أن يأتيه أحد ويسأل عن حل معضلته أو شأن من شؤونه إلا قال له: تصدق ويتفق لك كل ما تريده..
أشار المحاضر إلى حديث الانثروبولوجست مارسيل موس Marcel Mauss عن أهمية الهبات وتبادلها ليس في المجتمعات البدائية ولكن في المجتمعات المعاصرة كذلك؛ ا لأمر الذي تلمسناه لدى العرب قبل الإسلام. ولفت الانتباه إلى الباحث التونسي محمد الحاج سالم الذي قدم أطروحة دكتوراه استناداً إلى التأطيرات النظرية والمنهجية لـ (مارسيل موس)، وكان عنوانها (من الميسر الجاهلي إلى الزكاة الإسلامية: قراءة إناسية) وأكد فيها على أمر غاية في الأهمية وهي مسألة تحول بعض الطقوس الدينية والعادات الاقتصادية، والمتمثلة بالميسر وما يعني في ممارسة تشير إلى التصدق بالثروات في علية القوم على المعوزين وكيف أصبحت تشير إلى، فيما بعد، الزكاة الإسلامية.
وذكر المحاضر أن الفكرة الجوهرية التي نلتقطها من هنا نظرياً ومفاهيمياً هي مسألة الإنفاق الدائم وضرورته في الإسلام، والذي عده المستشرق المعروف مكسيم رودنسون Maxime Rodinson في كتابه المهم (الرأسمالية والإسلام) بمثابة جانب عقلاني وأخلاقي لا قدرية فيه، خلافاً لأطروحات عالم الاجتماع الشهير ماكس فيبر الذي عدَّ الإسلام غير مالكاً لإمكانية قيام نظام اقتصادي منظم فيه.
واستخلص المحاضر بأن الإشكالية الكبرى هنا كما يبشر كارل بولانيي Karl Polanyi في كتابه (التحول الكبير الأصول السياسية والاقتصادية لزمننا المعاصر)، وكما يشير تشارلز تايلور Charles Taylor في كتابه (المتخيلات الاجتماعية الحديثة) ضمناً، هي مسألة انتقال العالم بأجمعه وتحت وطأة تضخم رأسمال في الاقتصاديات الهبة، إلى (اقتصاديات السوق) تلك الانتقالية التي أسهمت في صناعة الرأسمالية المتوحشة، وطغيان (الفردانية) التي أشار إليها لويس دومون Louis Dumont أحد تلاميذ مارسيل موس.
وبيَّن المحا ضر بأن هذه الانتقالية بحسب فكرة زيغمونت باومان Zygmunt Bauman عالم الاجتماع وصاحب الأطروحة الشهيرة (الحداثة السائلة)، أشار إلى نشأة الإنسان الذي لا يعبئ بالآخرين، لفقدانه الحس الأخلاقي وانشغاله الدائم بالاستهلاك وتجميع الثروة بل يجد لذته في جمع المال فحسب، وما ساند ذلك هو بروز التسليع الديني أي (تسليع المقدس) وكل ما يتصل فيه، فهذا السوق بحسب رؤية موريس غودلييه Maurice Godelier لم يسلب عن الإنسان القدرة على الانفاق أو الهبات، بل أصبح يتاجر بمتعلقات دينية؛ ولمّا وجدت الدول الليبرالية الغربية أن الانفاق الأخلاقي لمساعدة المعوزين والفقراء قد شح، فرضت فوائد وضرائب على أموال هذه الطبقة المترفة لأجل أن يدفعوا (لا عن طيب خاطر) أموالاً للمعوزين.
وأوضح المحاضر بأنه في ثنايا كل ذلك تظل أخلاقيات القرآن المؤكدة بخمس وثمانين آية على الانفاق وعلى رفض الاكتناز الذي تحدث عنه الأستاذ محمود محمد طه في مشروعه لتجديد الإسلام بعده سنة النبي صلى الله عليه وسلم في خاصة نفسه عبر (الحادثة الشهيرة أثناء الصلاة) وغيرها من الحوادث بمثابة سياسة اقتصادية مالية لا يمكن أن تسود العالم إلا بعد أن تهيمن عليه أخلاقيات (الإنسان).
وختم المحاضر حديثه قائلاً: وهنا يطل القرآن بآياته الكريمة تبياناً لذلك كله بما حملته من رؤية، أخلاقية في عصرنا الذي أصبح الاكتناز شعاره ورفض مساعدة الآخرين دثاره؛ فالقرآن كمركزية أخلاقية (للإنفاق) إزاء أخلاقيات الليبرالية والحداثة الفائقة التي فقدت بوصلتها الأخلاقية.
وفي ختام حديثه تقدم المحاضر بعظيم شكره وتقديره لعميد كلية الآداب وأسرة الكلية، ولرئيس قسم الأنثروبولوجيا والاجتماع وأسرة القسم، على جهودهم من أجل تنظيم المحاضرة، ولرئيس الجلسة عل حسن النظام والإدارة. وعبر كذلك عن شكره وامتنانه للأستاذات والأساتيذ والباحثين والطلاب على مشاركتهم وإثرائهم للحوار. كما دعا المحاضر الجامعة المستنصرية إلى المزيد من الاهتمام بمشروع الأستاذ محمود محمد طه الفهم الجديد للإسلام، من خلال تنظيم المؤتمرات واللقاءات الحوارية حوله، وتوجيه الطلاب والباحثين لدراسته، فهناك الكثير من الموضوعات والأفكار والمفاهيم الجديدة التي ينطوي عليها المشروع، إلى جانب الحلول للكثير من مشاكل وقضايا المسلمين والإنسانية جمعاء.

فتح باب النقاش

استهل الأستاذ الدكتور عبدالباقي بدر، عميد كلية الآداب، الجامعة المستنصرية، المداخلات فأشاد بموضوع المحاضرة ومحاورها، وبالمنهج العلمي الذي اتبعه المحاضر في التناول والتحليل، فضلاً عن سلاسة العرض، إلى جانب الاستدعاء لعدد من المفكرين العالميين. كما عبر عميد الكلية عن شكره وتقديره للأستاذات والأساتيذ الذين شاركوا بالحضور من داخل العراق وخارجها.

مداخلة الدكتور عبدالله الفكي البشير، السودان/ كندا

اتيحت الفرصة بعد ذلك للدكتور عبدالله الفكي البشير، متحدثاً من كندا، والذي عبر عن سعادته بالدعوة للمشاركة في المحاضرة التي وصفها بالمتميزة، والمحفزة على التأمل. كما عبر عن شكره وتقديره للترحيب الحار الذي وجده من الأستاذ الدكتور عبدالباقي بدر عميد كلية الآداب، ومن الدكتور بشير ناظر حميد، رئيس قسم الأنثروبولوجيا والاجتماع، ومن رئيس الجلسة الدكتور مهند عاصي أمرط. وذكر عبدالله بأن كلية الآداب بالجامعة المستنصرية عبر نشاطها المستمر والمتجدد، لاسيما هذه الندوة وسلسلة ندواتها التي نظمت والتي ستأتي مستقبلا كما هو معلن عنها، تقدم إسهاماً حقيقاً عابراً للحدود الجغرافية من أجل تنمية الوعي وخدمة التنوير، فضلاً عن المسؤولية الاجتماعية والثقافية التي تجاوزت فيها حدود العراق، لتتسق في ذلك مع تاريخ ودور العراق وإسهاماته العظيمة في التراث الإنساني. فالتحية والتقدير مجدداً لعميد كلية الآداب ولأسرة الكلية على هذه الجهود العظيمة. والتحية كذلك للمحاضر الأستاذ الدكتور جعفر نجم نصر، على ما قدمه وظل يقدمه من عطاء معرفي وإنتاج فكري متميز، لاسيما إسهاماته في دراسة مشروع الأستاذ محمود محمد طه. فقد كان الأستاذ الدكتور جعفر من أوائل الأساتيذ في العالمين العربي والإسلامي، الذين عبروا عن احتفائهم بمشروع الأستاذ محمود محمد طه، وتعاطوا معه وفقاً للأسس العلمية والواجب الثقافي والمسؤولية الأخلاقية للعلماء والمفكرين، فأطل علينا من قلب الجامعة المستنصرية في العراق بدراسته المتميزة والجديدة والشجاعة وغير المسبوقة: (الإسلام الكوني والإسلام العربي: محمود محمد طه والحل الصوفي للشريعة). وقد خلص الدكتور جعفر في دراسته هذه، قائلاً: "إن الأستاذ طه وبحسب أطروحاته تلك قدم السقف أو الحد الأعلى من التجديد الذي لا يمكن لأحد أن يقدم أعلى منه بحسب اعتقادي".
ثم قدم الدكتور عبدالله مداخلة ركز فيها بإيجاز على مفهوم الأخلاق عند الأستاذ محمود محمد طه. وتمحورت المداخلة حول ثلاثة أسئلة كان الأستاذ محمود محمد طه قد طرحها وأجاب عنها انطلاقاً من مشروعه الفهم الجديد للإسلام. والأسئلة هي: ما هي الأخلاق؟ ولما ذا يجب أن نكون أخلاقيين؟ وما علاقة المسؤولية بالأخلاق في الإسلام؟ وأوضح عبدالله بأن الأخلاق في الإسلام، كما يقول الأستاذ محمود محمد طه، ليست هي الصدق، والأمانة، وغيرهما من الفضائل السلوكية المحمودة. وإنما هذه نتائج الأخلاق، وثمرتها، ولكن الأخلاق هي حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة، وهي مسئولية أمام الناس، وأمام النفس، وأمام الله.
وعن لماذا يجب أن نكون أخلاقيين؟ أوضح الدكتور عبدالله بأن الأستاذ محمود محمد طه أجاب عن هذا السؤال، قائلاً: يجب أن نكون أخلاقيين لأن ذلك يعطينا الفرصة لنكون أحراراً، وبالحرية نتحرر من الخوف، الذي هو العدو الأول والأخير للإنسان. ثم ربط الدكتور عبدالله ما بين سؤال الأخلاق، الذي غايته الإنسان وهو سؤال الراهن العالمي، بما يشهده العالم اليوم من ثورات وتوق للتغيير، لا سيما الثورة ضد العنصرية. إن هذه الثورات تنشد، في ظل تنامي الوعي وأشواق الأجيال الجديدة، المراجعات للإرث الحضاري والإرث الاستعماري، فيما يتصل بحقوق الإنسان وكرامته. كما أضاف الدكتور عبدالله بأن جائحة كورونا التي يشهدها العالم اليوم، تؤكد وحدة المصير المشترك للإنسانية، الأمر الذي يجعل العالم مواجهاً بسؤال الأخلاق أكثر من أي وقت مضى، ومطالباً في ظل "عالم ما بعد كورونا" بإيجاد أنماط جديدة للتعاون وبناء الشراكات.
وختم الدكتور عبدالله مداخلته داعياً لفكرة جاءت بعد تفاكر مع الدكتور جعفر نجم نصر، وهي تنظيم ندوة الكترونية حول مشروع الأستاذ محمود محمد طه لمزيد من الحوار والتداول وبناء الشراكات العابرة للجغرافيا والأطر الثقافية.

مداخلة الدكتورة كنزة القاسمي، المملكة المغربية

ثم تحدثت الدكتورة كنزة القاسمي، أستاذة علم الاجتماع والانثروبولوجيا، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة ابن زهر، بالمملكة المغربية، قائلة: كنت أتمنى أن يتم التوسع في الحديث عن مشروع المفكر السوداني الكبير محمود محمد طه، الذي اجتهد وفكر وحاول اقتراح تأويل مستجد يمكن المسلمين جميعا من مواكبة التحديات المعاصرة دون التخلي عن دينهم الاسلامي. وقد كشف كتابه "الرسالة الثانية من الاسلام"، عمقا وإبداعا لا نظير له، حين طرح قضتي الناسخ والمنسوخ وخصوصيات المكي والمد ني، وإمكانيات النسخ الجديدة.
وأضافت الدكتورة كنزة، قائلة: نحن اليوم، نحتاج لمواصلة المسير عبر تعزيز الرؤيا النقدية لأنظمتنا ولتاريخنا المجتمعي والمؤسساتي لأجل استشراف مستقبل أفضل. أما أن نستمر في انتقاد الغرب وأخلاقياته وروحانياته مع تعزيز تنظير مفكريهم بجامعاتنا، فهذا ينطوي على إحدى مفارقاتنا المعيقة للتقدم لدينا. فالغرب يدافع عن مصالحه لأنه يعرفها، وهو له أخلاقياته في السياسات العمومية وعبر القوانين المتبناة لديه التي تضمن للمواطنين الحريات الفردية والحقوق السياسية والاقتصادية، كما أن الفرد لديهم يختار أشكال روحانياته بكل حرية وليس عليه من رقابة في هذا المجال.
وختمت الدكتورة كنزة مداخلتها، قائلة: نحتاج في أوطاننا للكثير من الجرأة في النقد والبناء عبر رؤى تهتم بالاستثمار أولا في الانسان/المواطن/ الفرد، في إطار من التصالح مع الذات وبعيداً عن اشكال الانبطاح أمام الغرب. لعلنا نستطيع عبر هاته الأنفة والعزة استرجاع المكانة التي نستحقها بين الأمم.
كما شارك في النقاش عدداً من الأستاذات والأساتيذ بمداخلات قيمة وثرة، الأمر الذي أسهم في إثراء الحوار وتلاقح الرؤى.

عن الجامعة المستنصرية
هي إحدى الجامعات العراقية الحكومية. سميت نسبة إلى المدرسة المستنصرية التي أنشئت في زمن العباسيين في بغداد عام ( 625 ه/ـ 1227م)، على يد الخليفة العباسي المستنصر بالله في وسط مدينة بغداد. وتُعد المدرسة المستنصرية من أقدم الجامعات العربية الإسلامية ومن الآثار العلمية المهمة أنها قامت بتدريس الفقه الإسلامي بالمذاهب الأربعة وخرّجت كثيرا من العلماء، وكانت تستقبل الطلبة من أصقاع الدولة العربية الاسلامية.
والمستنصرية، اسم يستدعي عظمة الحضارة العربية الإسلامية عندما كانت بغداد قبلة المفكرين وينبوع الانتاج الفكري ومن هذا المعنى الخالد تأسست الجامعة المستنصرية عام 1963. تضم الجامعة 13 كلية معظمها في جانب الرصافة، باستثناء كلية الطب وكلية طب الاسنان والصيدلة لوجودهما في جانب الكرخ من العاصمة بغداد . كما تضم الجامعة عدداً من المراكز المتخصصة في مجالات اكاديمية مختلفة. وتعد الجامعة واحدة من كبريات الجامعات العراقية، وتمنح كلياتها شهادات البكالوريوس والدبلوم والماجستير والدكتوراه في مختلف التخصصات التي تدرس فيها.

عن كلية الآداب- الجامعة المستنصرية

أسست كلية الآداب في العام (1963م)، وتضم أقسام اللغة العربية، واللغة الإنكليزية، واللغة الفرنسية، والترجمة، والمعلومات والمكتبات، وعلم النفس، والفلسفة، والانثروبولوجيا والاجتماع، والتاريخ. إلى جانب معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، ومركز اللغات الحية.

abdallaelbashir@gmail.com

 

آراء