الترحال ما بين المغرب العربي والسنغال
12 May, 2011
لقد من الله علينا بزيارة مباركة في صحبة مباركة ضمت الشيخ مجاهد الشيخ أحمد الشيخ النور الزاكي خليفة والده وشخصي والشقيقين محمد الحافظ وعثمان التجاني للمغرب العربي والسنغال وكان الغرض من الزيارة الوقوف على أحوال الاسلام والمسلمين وأهل الطريق التجاني هذا وقد دفعنا لذلك ما أصاب الاسلام من لطمات ولكمات من قبل اعدائه الذين لازال شغلهم الشاغل الصد عن الاسلام وايقاف مده المتزايد في أوروبا وغيرها لا لأن الاسلام ذلك البعبع والغول الذي يخوفون به الشعوب فيصفونه بالارهاب تارة وبالتخلف تارة أخرى لكنهم يفعلون ذلك لأنهم علموا أن الاسلام هو الوسيلة الوحيدة لتحرر الشعوب من هيمنتهم واستكبارهم , فسعوا الى هدفهم ذلك بشتى السبل ومنها افتعال الفتن والحروب بين المسلمين والمسيحيين كما حدث في نيجيريا ومصر وغيرها واثارة الكراهية بين الأقليات المسلمة غير العربية مع العرب , كما هو حادث في العراق بين الاكراد والعرب.وفي شمال افريقيا بين البربر والأمازيق والعرب. وكانوا هم الراعين لمشكلة جنوب السودان منذ مائة عام الى أن أوصلوها لفصل جنوب السودان وأظنهم وراء التفجيرات التي تحدث في الكنائس والمقاهي والأسواق وقد تزامن وجودنا في المغرب مع تفجيرات مراكش التي صار ضحيتها اكثر من خمسة عشر برئ اكثرهم اجانب وقد ذكرت في مقالات سابقة ولا زلت أصر أن الذي يحدث من تفجيرات ليس له علاقة بالاسلام والمسلمين وقد ظل يكتنف ذلك الغموض والذي يحتاج الى وقفة تأمل , كيف يكون هذا من الاسلام والاسلام يقول في نصوصه القرآنية صريحة العبارة قطعية الدلالة :(( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)) فالنص ذكر مجرد نفس ولم يحدد ان كانت هذه النفس مسلمة أو كافرة فكيف يكون هذا من الاسلام والاسلام قد ذكر أن الله أدخل امرأة النار بسبب هرة حبستها جوعا حتي ماتت وأدخل رجلا الجنة بسبب كلب سقاه من العطش ,كيف من يقول بذلك ان يحرض على قتل الأبرياء وان كانوا كفارا ففي تفسيري لهذه الآية السالفة الذكر أن الذي يقتل هؤلاء الأبرياء قد قتلهم مرتين مرة بأنه لم يدعوهم للاسلام ومرة ثانية بأن غيبهم عن الحياة وحال دونهم ودون وصولهم الى الحقيقة وقد يكونوا باحثين عنها خاصة الذين يأتون الى ديار المسلمين والاسلام يفترض علينا أن نبلغهم الدعوة في ديارهم فكفونا شر الوصول اليهم وأتوا الينا فقتلناهم قبل أن ندعوهم الي الاسلام فارحموا الاسلام يا هؤلاء ودعوه فانه موعود ولا تحولوا دونه بهذه الأفعال اللا اسلامية وهذا في حالة الافتراض الضعيف أن الذي فعل هذا مسلم . لكن مع هذه المرارات والغبش الذي علق بالاسلام وجدنا الحال مطمئنا أكثر مما كنا نتوقع ففيما يخص الطريق لم نجد ما يزعج وخاصة ما يثار حول أهل السنغال والذين عرفوا بأهل التربية بل وجدنا الطريق كما عهدناه أورادا وأذكارا وفي موريتانيا التقينا بخلفاء أكثر البيوت التيجانية عراقة ووجدنا سندهم في الطريق يتصل بالشيخ ابراهيم نياس رجل كولخ ومنها اسرة الشيخ المشري والشيخ محمد الحافظ الشنقيطي الكبير وهو اول من نشر الطريق التجاني في مورتانيا واسرة الشيخ مولود فال الذى اخذ منه الشيخ محمد دوليب واغلب المقدمين في مورتانيا ونيجيريا وتشاد يتصل سندهم بالشيخ ابراهيم وخليفته الحالى الشيخ أحمد التجاني وما يهمنا في الامر ان الطريقة التجانية وجدناها كما هي ما عليها من سوء الى جانب ذلك رأينا عند هؤلاء الكرم الحاتمي الاسطوري الذي قرأناه في القصص فعشناه في الواقع ولمسناه حسا والمعروف ان الضيف يبحث عن اهل الكرم ليحل عندهم ضيفا لكن وجدنا الكرم هناك يبحث اهله عن الضيوف ويجرون وراءهم ليكرمونهم ولم يكتفي هؤلاء على اكرامنا بالذبائح والطعام فقد اشفعوا ذلك بما سمعناه من علم وافهام ولم يغفلوا بعد الترحاب وحسن الخطاب بان اوتروا ذلك بالكتاب فكان لكل شيخ مؤلفات قد خصنا منها بشيء ولقد رجعنا وكل واحد منا يحمل مكتبة فيها من امهات الكتب ما فيها اما عن الدعوة الى الله والاسلام فهي الاصل ولا شك ان الطريق نفل لكنه يؤهل صاحبه ليكون داعيا الى الله كما امر وبالوسائل التى ارادها في قوله "ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هي احسن "وقوله "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) فأهل الطريق هم اكثر تاهيلا واستعدادا لذلك من غيرهم لقد وجدنا الدعوة عندهم تمشى على رجلين مرعية برجال بذلوا جهدهم ومالهم لتكون كلمة الله هى العليا ولعلهم هم المعنيين بقوله تعالى "ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين "فهؤلاء القوم ليس لهم هم ولا شغل ولا بيع ولا شراء منتشرين فهؤلاء القوم ليس لهم هم ولا شغل ولا بيع ولا شراء منتشرين في مناطق نائية في الصحراء يعلمون دين الله ويبلغون رسالته ممتهنين تلك التجارة التى لن تبور ففي مورتانيا يسمون دور العلم بالمحاضر او الجامعات المتنقلة حيث تدرس فيها كل العلوم الاسلامية ومن بين هؤلاء الطلبة من يحفظ ألفية ابن مالك ومختصر خليل وغيره هذا دابهم وكانهم ذلك الرعيل الاول من السلف وذلك المجتمع المحمدي الذي جمع كل اصناف البشرية فمن بينهم النيجيري وكانه يمثل بلال الحبشي ووجدنا صهيب الرومي يمثله الفرنسي والامريكي والاسباني وهناك من يمثل القارة الاسيوية من العرب وغيرهم وجدنا هؤلاء يتحلقون حول الشيخ يتدارسون امر دينهم وعند اقامة الصلاة تصطف صفوفهم وقد تساوت الصفوف وتساوت الكتوف والقدم مع لبقدم يتجهون نحو قبلة واحدة يدعون ربا واحدا شاهدين لمحمد صلي الله عليه وسلم بالرسالة ناطقين بكلمة التوحيد لا الوان تفرقهم ولا انساب تباعد بينهم وكان لسان حالهم يقول ويتلوا(انما المؤمنون اخوة)المؤمنون في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد )هذه هي صورة الاسلام لمن لا يعرفه ولمن يريد ان يصوره علي غير حقيقته وهكذا تسير الدعوة سيرا حثيثا الي غاياتها وسوف تبلغها باذن الله وكان ختام ذلك ومسكه زيارة مدينة فاس حيث يرقد شيخنا العارف بالله الشيخ احمد التجاني قدس الله سره ورضي عنه حيث التقينا حفيده الشيخ الزبير ابن بن سالم مد الله في عمره فحادثنا وبركنا .هذه كانت الرحلة والتي ما كانت لتنجح وتصل الي هذه النهايات المباركة لولا اخوة لنا كان لهم الفضل الكبير في ذلك وعلي راسهم الاخ الامير احمد الامير وهو ابن عمنا في النسب مدير شركة اكسبريسو للاتصالات في السنغال ومعه الاخوة في الشركة لما قاموا به من حفاوة ومن كرم الضيافة والشكر للدكتور خالد محمد فرح سفير السودان بالسنغال وكذلك نرسل شكرنا للوزير المفوض بالسفارة السودانية بمورتانيا احمد التجاني سوار لما قام به من عمل جليل نحونا وكذلك مدير شركة شنقتيل للاتصالات واخوته وزملائه في الشركة في مورتانيا ولا ننسي الاخ الناجي بالسفارة المغربية والابناء محمد عبده ومصعب ابن العالياب فالشكروختام الشكر واكثره واطيبه للشيخ احمد التجاني ابن الشيخ ابراهيم نياس وخليفته الحالي والشيخ محمد الحافظ النحوي واخيه الشيخ خليل والشيخ الحاج المشري والشيخ التجاني خليفة الشيخ مولود فال والشيخ الخيري وكل الاخوة الذين لم نذكرهم وهم كثر جزاهم الله عنا وعن الاسلام والمسلمين الخير الكثير.
ahmed altijany [ahmedtijany@hotmail.com]