التسوية مكسورة “وأي شي تَهَبْشو بِنْكَسِر!”، كما قلتَ يا البرهان !!

 


 

 

قال نزار قباني:-
" فى مُدنٍ صارت بها مباحثُ الدولةِ عرّابُ الأدب
مسافرون نحن فى سفينةِ الأحزان
قائدُنا مرتزقٌ
وشيخُنا قرصان....... "

* تلك صورة رسمها الشاعر نزار قباني، ونشاهدها، مكَّبرةً، في السودان الآن، مشخَّصَةً في المرتزق حميدتي وبجانبها يشخِّص البرهان حقيقة القرصان.. ونرى الأحزان تغمر مدن وبوادي السودان، بلا أملٍ للفرح في الافق!

* لكن ما بال البرهان يبدو في هيئة قرصان حائر، شارد الذهن، مرتبك؟!

* تحدث جمعة أرو، آخر وزراء داخلية نظام عمر البشير، عن لقاء تم بين مجموعته وبين البرهان الذي جأر بمرارةٍ شاكياً حالته المعكوسة في أحوال السودان، ومنكفئاً على ذاته المسلوبة الإرادة:- ” أي مِحِل في البلد دي تَهَبْشُو بِنْكَسِر”!

* وحديث البرهان هذا حديث من خان القسم واغتصب السلطة ليحكم البلد، ولما اسْتَشْكَلَتْ عليه الحاكمية وكيف يؤسس للحكم، عكف (يهبِّش) عشوائياً في الظلام علَّه يعثر على ما يوطد صرحَ حكومةٍ وعد بتشكيلها خلال أسبوع من اغتصابه للسلطة..

* ومضى أسبوع تلَتْهُ أسابيع، تجاوزت ال 50 أسبوعاً، والبرهان لا يزال (يَهبِّش) في الظلام، بحثاً عن سبيل لتوطيد سلطته، وبحثاً آخر عن منجاةٍ من الورطة التي تورط فيها بدَفْعَةٍ قويةٍ من (الناطِّر) محمد الأمين تِرُك ومناورات الأرادلة وضجيج أرباب اعتصام الموز وهتاف التوم هجو:-" ما بنرجع إلا البيان يطلع!"

* لكن، انكسرت جميع محاولاته للحكم كما فشلت محاولاته للنجاة من ورطة الانقلاب، ولم تشفع له حتى محاولة تجميل صورة الانقلاب بإطلاق سراح د. حمدوك، في يوم 21 أكتوبر2011، بل إنكسرت شعبية د.حمدوك لمجرد (هَبْشَة) البرهان لاستغلال تلك الشعبية تجميلاً للانقلاب؛ وما انكسرت شعبية حمدوك إلا لأن أي شيئ في السودان (يَهَبْشُو) البرهان (بِنْكَسِر)، وفق ما قاله البرهان نفسه!

* واليوم، نرى البرهان (َيهَبِّش) في ساحات تسويةٍ سياسيةٍ يُراد أن تنشأ بينه وبين تحالف قحت التي نراها تمضي معه يداً بيد في طريق الانكسار، رغم دعم اللجنتين الثلاثية والرباعية للتسوية ورغم ضغوط امريكا والدول الغربية لتحقيقها، ورغم (الجذرة) التي تلولِّح بها بعض الدول العربية لسعاة التسوية..

* ويخطئ البرهان إن ظن أنه وجد ضالته في تلك التسوية المرسومة بعناية وكتمان شديد، وقد وقّع على مسودة دستور المحامين بعد أن أجرى بعض التعديلات عليها بحيث تحصِّنه وتحصِّن عصابته، حصانةً شبه مطلقة، باعتبار مسودة دستور المحامين هذه هي المرجعية الأساسية للتسوية السياسية الوشيكة..

* ومسودة دستور المحامين، حسب ما تتداوله الوسائط،، تقرأ:-
“ لا يجوز إتخاذ إجراءات جنائية ضد أي من أعضاء مجلس السيادة أو الوزراء أو أعضاء المجلس التشريعي أو حكام الأقاليم والولاة والوزراء الولائيين أو أي عضو من أعضاء المؤسسات الدستورية المنشأة بموجب هذا الدستور دون أخذ الإذن اللازم من المجلس التشريعي”.

* ويجدر ذكر أن مسودة دستور المحامين هذه تمت صياغتها تحت إشراف مؤسسة أمريكية خيرية تهتم ب" صناعة السلام والعدالة الانتقالية والدعم القانوني للدول الخارجة من نزاعات وصراعات طويلة"، واسم المنظمة:- (مجموعة القانون والسياسات الدولية العامة PILPG)..

* هذه هي حقيقة المسودة التي يصر تحالف قحت على أن مشروعها تم بصياغة سودانية صرفة، ١٠٠٪، ويشدد التحالف على أن ما يجري بينه وبين الجنرالات في الخفاء ليس تسوية إنما هو حل سياسي!

* إنهم يمكرون مكراً كبَّارا، ويتحاشون كلمة تسوية لأنها تحمل بين طياتها الرِدة عن أهداف الثورة.. وفي مقدمة الأهداف القصاص لدماء الشهداء وإعاقات المصابين، وعدم منح أي نوع من الحصانات للقتلة، سواء أكانت الحصانة مباشرة أو غير مباشرة..

* لا شك عندي في أن هناك رِدٕةً مبطنةً بين تلافيف التسوية التي تتم في الغرف المغلقة وبكتمان شديد.. بينما الشباب يهتفون في مليونياتهم پأعلى صوت:- الردة مستحيلة! الردة مستحيلة! الردة مستحيلة!

* وقد وجّهت لجان المقاومة، في بيان لها، انتقادات حادة للقوى السياسية الساعية للتسوية، وقالت إن تلك القوى «تركض نحو التسوية السياسية مع السلطات العسكرية، التي تتحمل مسؤولية قتل الشباب خلال المظاهرات السلمية»..

* تقول لجان المقاومة ذلك، بينما تتلهف أمريكا والدول الغربية وبعض الدول العربية لإكمال التسوية بأي شكل يحافظ على مصالحها المستقبلية في السودان، وما الآليتان الثلاثية والرباعية سوى آليتين منشأتين لغرض تحقيق إستقرار الحكم في السودان، بأي شكل حكم كان الاستقرار..

* ذكرت قناة الحدث، قبل يومين، أن الآلية الثلاثية طالبت جميع الأطراف بالالتزام بالاتفاق الوشيك وتنفيذه، وهي نفس الآلية التي اجتمعت مع لجان مقاومة (إنتحلت) صفة لجان مقاومة الخرطوم، ثم نشرت خبر ذلك اللقاء على الصفحة الرسمية للبعثة الأممية المتكاملة لدعم الإنتقال “يونيتامس”

* وجاء نفي قويٌّ في بيان نشرته تنسيقية لجان مقاومة الخرطوم متبرئة من حضور الاجتماع المذكور وقالت: " لم نكن جزءً من هذا الإجتماع و لم نفوِّض من ينوب عنا لحضوره."

* ولم تكتف تنسيقيةِ لجان مقاومة الحرطوم بذلك بل نصحت بعثة اليونيتامس و مبعوثها (فولكر بيرتس) على: "عدم العمل على شرعنة من ينتحلون صفة تنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم من أجل اي مناورات تسوية و إضفاء مشروعية لعملية التسوية الجارية الآن..)!

* وفي لقاء مع صحيفة الراكوبة قال القيادي بحزب البعث، عادل خلف الله، أن الحرية والتغيير ليست طرفاً من أطراف التسوية السياسية، وأن الصراع السياسي الحالي لا يدور بين قوىً مدنية في مواجهة قوى عسكرية، إنما هو صراع بين قوى تؤمن بالانتقال الديمقراطى، وتقاوم الانقلاب، وبين قوى ضد الانتقال الديمقراطي..

* ويقول عادل أن الآلية الثلاثية ومعها البرهان يدوران في حلقة فراغ زماني يحاولون من داخله الجمع بين النقيضين المتصارعين..

* وهذا يؤكد أن التسوية مكسورة ولذلك يظهر البرهان في هيئة قرصان حائر، شارد الذهن، مرتبك!

* إن البرهان مُنهكٌ من كَتْرة (الهِبِّيٰش) والإنكسار، وفي تقديري أن فولكر مُنهكٌ هو الآخر!

.- حاشية.. وحاشية..

# يتحدث المرجفون عن الرشد السياسي والعقلانية، ويرمون من يعارضون التسوية بالباحثين عن المعادلة الصفرية في الصراع مع جنرالات اللجنة الأمنية.. وينسون أن البرهان وجنرالات اللجنة هم الذين أسسوا للمعادلة الصفرية ونظرية (يا غرقتَ ياجيت حازما!)، فأبأحوا قتل الثوار في الشوارع وداخل البيوت وفي المعتقلات.. يقتلون الڜباب بدم بارد، كي يبقوا هُم على قيد الحياة، محصنين عن المساءلة وللأبد..

# ويتحدثون عن أن من يعارضون التسوية يساعدون الكيزان ضد ثورة ديسمبر المجيدة!

# كتبتُ على صفحتي بالفيسبوك:-
التسويةُ باطلةٌ والباطلُ باطلٌ، ولا يضيرُ ثورتَك إن اتفقتَ في القول ببطلانها مع الكيزان!!

oh464701@gmail.com
//////////////////////

 

آراء