الحاج وراق يفجر قاعة اجتماعات الاسلامويين بالدوحة -2-

 


 

 


Awatif124z@gmai.com
دار معظم محتوى الورقة التي  تقدم بها المناضل ( الحاج وراق) حول الحقوق السياسية في ظل تصاعد التيارات الاسلاموية والتي غالبا ما تسعى لاقامة اما  ( نظام اسلامي) اوما يمكن أن يطلق عليه ( دولة اسلامية ) وما أن يتحقق لها ذلك حتى تتحول – وبقدرة قادر- الى دولة استبدادية لا تكتفي بمجرد السيطرة على السلطة السياسية وانما تتخذ من هذه السيطرة وسيلة لاعادة صياغة الحياة بأكملها واخضاعها لما  يسمى بـ ( أسلمة المجتمع ) في حين ان هناك نصوص دينية كثيرة تتحدث عن ( أنتم أعلم بشؤون دنياكم ) كما أن شمولية الاسلام  ستؤدي بالنتيجة الى انكفاء حضاري يغلق عالم  المسلمين على خصوصية تقوم على ( بيعة) غير محددة الاجراءات او الفترة الزمنية ووجود نظام سياسي مستبد يؤدي ايضا الى تمييز ضد النساء وضد من يعتنقون الديانات  الاخرى والى تقديس المشاريع السياسية مما يبعدها عن  المساءلة أو النقد فيكون الحاكم ظل الله  في الارض وبالتالي لايجوز معارضته أو نقده أو مساءلته  والا أصبح أي معارض  له انما مرتكب لمعصية الخالق وخارج عن الملة كما يقود – مثل هذا النظام المسبتد - بالضرورة الى تقديس مستوى معين من المعارف باعتبارها معرفة مطلقة وينجم عن  ذلك اغلاق عملي لامكانية اي تقدم علمي مع صيرورة الحياة واستمراريتها .
وقال ( وراق ) أيضا – خلال طرحه لآرائه عبر ورقته التي قدمها وأثارت حفيظة معظم الاسلامويين  الذين  اكتظت بهم  قاعة الاجتماعات بشيراتون الدوحة – أن هؤلاء الاسلامويين الذين يدعون  انهم يطبقون الاسلام ( نصوصا تحتمل أكثر من وجه ) ولكنهم  – في الغالب الأعم  - لا يستندون لتطوير منهج متسق ونظامي لمعالجة النصوص مما يدخلهم  في التلاعب باستخدام تلك النصوص واخضاعها وفقا  لمصالحهم في كل  مرة مما  يضعف الثقة في استنارتهم  ورسالتهم التي يدعون انهم يسعون من خلالها لتنوير  المجتمع . وأكد (وراق) أن  هؤلاء الاسلامويين  تمسكوا بالاسلام العقابي واقامة الحدود مما ابعده عن  ضمانة كرامة  الانسان وحريته وسعادة في الحياة مؤكدا أن ما من عاقل يمكن له ان يختار السودان مثلا أو ايران  او السعودية  بديلا عن سويسرا ... وأشار ( وراق ) ضمنا الى أن الاسلامويين كثيرا ما  يتمسكون بالقشور وما يخدم اغراضهم الدنيوية رغم ما يتسم به الاسلام من  سماحة وعدل ومساواة ورحمة حينما يطبق تطبيقا صحيحا ويصبح ليس سلعة تباع وتشترى وانما سلوكا ومنهجا ومعاملة .
واختتم ( وراق) مداخلته التي كانت حديث القاعة حتى بعد انتهائها وتفرق الجميع بين ردهات الفندق بالوقوف امام تجربة حكم الاسلامويين في السودان مؤكدا انها  كانت  التجربة الاسوأ في التاريخ الحديث لهذا البلد المنكوب وانها انتهت الى الفشل واستشراء الفساد في كافة مفاصل الدولة : فساد اقتصادي , فساد سياسي , فساد اجتماعي . ولكن يظل الفساد الاخلاقي هو أبرز تجليات ذلك الفشل الذي قاد – في نهاية المطاف- الى الابادة الجماعية واغتصاب النساء وقتل الابرياء من الاطفال وحرق القرى وانتهاكات واسعة لأبسط حقوق الانسان مما نتج عنه  تشرد ونزوح ولجوء .
وطالب ( وراق ) في ختام ورقته الاسلامويين  الحاكمين في السودان- ان  ارادوا  تقويم التجربة وتغيير طريقة تفكيرهم وتصحيح المسار - أن يتواضعوا كمسلمين  ديمقراطيين ويستلهموا القيم الدينية على قاعدة ( لا  اكراه في  الدين ) وان يبسطوا الحريات من تعبير وتنظيم وتظاهر وتجمع .....الخ .
*قال لي الكاتب الصحفي (عبدالوهاب بدر خان ) مازحا ونحن نخرج من القاعة في نهاية الجلسة :
’’ كيف ذلك وهذا حـــــاج عندكم ؟ ’’  اشارة الى اسم  ( الحـــــاج وراق) مع حدة ما طرحه من حقائق بحق الاسلامويين وهم يتربعون على سدة الحكم .

 

آراء