الحرب بين الاخوة الأعداء!! الخاسر الوحيد من الحرب هو الشعب السوداني

 


 

 

أورد موقع بي بي سي عربي خبراً سودانياً مفاده أن شاباً سودانياً يدعى محمد جالي وهو أخ أوسط لكل من مصعب، الأخ الأكبر، ويعقوب، الأخ الأصغر، قد توجه إلى موقع فيسبوك ونشر رسالة إنسانية مؤثرة موجهة لأخويه اللذين يقفان على جبهتين مختلفتين في الحرب الشرسة الدائرة الآن في السودان، إذ يقاتل الأخ الأكبر في صفوف الجيش السوداني ضد أخيه الأصغر الذي يقاتل في صفوف قوات الدعم السريع!! وأمام هذا الواقع المأساوي، أراد الأخ الأوسط، أن يتدخل بطريقته الخاصة وبأسلوب مؤثر، مؤكداً أنه هو الخاسر الوحيد في هذه الحرب المحتدمة بين الاخوة الأعداء ولذلك كتب محمد في موقع فيسبوك رسالة إنسانية مؤثرة الى شقيقيه المتقاتلين وردت على النحو الآتي: "إلى شقيقي مصعب جالي بالقوات المسلحة، ليلة البارحة رزق الله شقيقنا الأصغر بقوات الدعم السريع يعقوب جالي بولد وحتى الآن لا يعلم بذلك. إذا وقع أسيراً في يدك أو وقعت أسيراً في يديه فأخبره بهذا الخبر. أسأل الله أن يحفظكما جميعاً في هذه المعركة التي أرى أن الخاسر الوحيد فيها هو أنا"!!
تفاعل قراء موقع بي بي سي عربي بشدة مع رسالة محمد التي انتشرت بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي ووصف كثيرون رسالة محمد بـ "الأليمة" لأنها تجسد الانقسام والتمزق الذي يعاني منه السودان، تمزّقاً ليس فقط بين أبناء الوطن الواحد بل بين أبناء البطن الواحدة!! وعبر البعض عن أسفهم من قتال الأخوة فيما بينهم "من أجل شخص يريد الزعامة"!!
من المؤكد أن الخاسر الوحيد من الحرب الشرسة الدائرة الآن في السودان هو الشعب السوداني، فقد قٌتل المئات من المواطنين السودانيين بسبب الطلقات والدانات الطائشة وتناثرت جثثهم في شوارع الخرطوم!! وجُرح آلاف من المدنيين السودانيين وعجزت المستشفيات المدمرة عن اسعافهم!! ودُمرت اعداد لا حصر لها من مساكن المواطنين السودانيين واضطر عشرات الآلاف من سكان الخرطوم الى هجر مساكنهم بسبب القصف والاشتباكات العنيفة داخل الأحياء السكنية ونزحوا الى خارجها!! وحتى الطائرات أو الدبابات التي يدمرها ويحرقها الجيش السوداني أو الدعم السريع مدفوع ثمنها من مال الشعب السوداني!!
في الختام لا نملك إلا أن نقول: اللهم أفرغ علينا السلام والأمن والأمان في كل مكان ونَجِّ أهلنا في السودان من أهوال الحرب وتبادل القصف والنيران وأجعلهم جميعاً من أسلم السالمين، آمين يا رب العالمين.

المحامي/ فيصل علي الدابي
menfaszo1@gmail.com

 

آراء