الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل: بيان بمناسبة الذكري الثالثة والعشرين لإتفاقية السلام السودانية

 


 

 



بسم الله الرحمن الرحيم
الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل: بيان بمناسبة الذكري الثالثة والعشرين لإتفاقية السلام السودانية
الميرغني – قرنق
_______________________________________
تمر علينا الآن الذكري الثالثة والعشرين علي توقيع إتفاقية السلام السودانية والتي تعرف بإسم ( الميرغني – قرنق ) ، والبلاد تمر بمرحلة بالغة التعقيد ، في ظل مستجدات الساحة السياسية السودانية ، وما تشهده البلاد حاليا من تطورات خطيرة أدت إلي فقدان جزء عزيز من الوطن. وتلاحق تداعيات الأحداث بما يهدد الإستقرار والأمن ويؤدي إلي تفتيت ما تبقي من وحدة البلاد.
وغني عن التذكير أن الحزب الإتحادي الديمقراطي ظل منذ نشأته في العام 1953م يعر عن ضمير الأمة السودانية وتطلعاتها المشروعة في حياة حرة كريمة ، كما ظلت وحدة السودان أرضا وشعبا القائمة علي الإختيار الحر هدفا إستراتيجيا للحزب الإتحادي الديمقراطي في برامجه لإدارة البلاد.
إن تاريخ الحزب الإتحادي الديمقراطي يذخر بسجل وطني مشرف فيما يعتعلق بقضايا الوحدة والسلام ، وتشهد علي ذلك فترات الحكم الديمقراطي الثلاث وفترات الحكم العسكري الثلاث أيضا . ولقد إطلع الحزب بكل الأمانة والإخلاص بكافة مسؤولياته الوطنية تجاه قفضايا وحدة الوطن وتحقيق السلام في ربوع البلاد ، وتمشيا مع حرص الحزب علي وحدة السودان ، فقد مد جسوراً من التواصل والتفاعل مع الحركة الشعبية لتحرير السودان ، وتوج ذلك بالتوقيع علي إتفاقية السلام السودانية في 16 نوفمبر 1988م والمعروفة بإتفاقية ( الميرغني – قرنق ) في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا . والتي قامت علي أساس ترسيخ وحدة السودان ترابا وشعبا ، وقد تميز التواصل مع الحركة الشعبية بالإلتزام بالعهود والمواثيق ، وكانت سمته التفاهم المشترك حول القضايا كاغة. الأمر الذي أدي للمحافظة علي وحدة الوطن لمايزيد عن العقدبن من الزمان.
إن الحزب الإتحادي الديمقراطي في ظل ما تشهده البلاد حاليا من تطورات خطيرة بعد إنفصال الجنوب ، وما تعانيه وحدة البلاد من مهددات ماثلة ، يعلن لجماهير الشعب السوداني في الشمال والجنوب معاً وللقوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني وللدول الشقيقة والصديقة المهتمة بتمسكه بوحدة السودان ترابا وشعبا ، وذلك تأسيسا علي مبائده الراسخة بأن الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد لتحقيق تطلعات الشعب السوداني في الشمال والجنوب والمتمثلة في السلام والإستقرار السياسي والتنمية الإقتصادية ٍوالإجتماعية المتوازنة والشاملة ، وغنطلاقا من إيمانه التام وقناعاته الأكدية بأن وحدة السودان ستظل راياتها مرفوعة بأيدي أبنائه الشرفاء . وكانت مبادرة السلام السودانية ( الميرغني – قرنق ) ترجمة صادقة لهذه المباديء ، ومحطة بارزة في مسيرة الحزب من أجل تحقيق السلام والوحدة الوطنية.
إن الحزب الإتحادي الديمقراطي وهو يحتفي بهذه الذكري ، يؤكد علي أن الأزمات الوطنية المستفحلة ،  لايمكن إيجاد حل دائم وعادل لها إلا من خلال الحوار الوطني الجاد والمسؤول بين أبنائه كافة. وفي هذا الصدد فإن تمسك الحزب بمبادرة رئيسه مولانا السيد محمد عثمان الميرغني الداعية لتحقيق الوفاق الوطني الشامل وينادي بالدخول في حوار وطني سوداني تشارك فيه كل القوي السياسية ، وتحضره دول الجوار السوداني المهتمة بوحدة السودان وإستقراره ، بحيث تتاح فيه الفرصة كاملة لكل القوي  السياسية السودانية لطرح رؤاها حول قضايا الوطن ، وصولا إلي إقرار حلول مجمع حولها ٍ ومتفق عليها  لمعالجة الأزمات الوطنية ودرء المخاطر عن البلاد.
كما يجدد الحزب في هذه الذكري موقفه الثابت والمبدئي من عملية التحول الديمقراطي وإشاعة الحرايت وكفالة الحقوق وإلغاء القوانين المتعاضرة معها ، وذلك ضماناً لخلق مناخ ديمقراطي سليم تستطيع البلاد من خلاله مواجهة الإستحقاقات المقبلة .
والله المستعان ،،،

 

آراء