الخامس من حزيران لم يكن نكسة فقط كما صوره هيكل بل كان نكبة !!..

 


 

 

تمر علينا بعد يومين ذكري أليمة شرب كأس مرارتها كل العرب والمسلمين وكانت هزيمة مذلة نتيجة لعوامل كثيرة وأوجه قصور شابت حياة العرب والمسلمين عندما استكانوا للدعة والراحة وركنوا لحياة الملذات والشهوات وتركوا لهذه الدويلة الصغيرة أن تنمو وتترعرع وتقضي حوائجها بالكتمان وبالمثابرة الدؤوبة في البحث والعلم والاختراع والاستفادة من كل ثانية في تطوير أنفسهم وتجهيز مقدراتهم للكيد للعرب والمسلمين ونحن من جانبنا وكشعوب مغلوب علي أمرنا صدقنا حكامنا من الرؤساء والملوك الذين كان آخر همهم تحرير فلسطين وعندما هجمت الطائرات الإسرائيلية في ذاك اليوم المشؤوم وضربت المطارات المصرية وشلت سلاح الجو وقد كانت الطائرات في هناجرها تنعم بنوم هنيء واحلام يقظة برمي إسرائيل في البحر كما قال كبير المهرجين جمال عبد الناصر الذي ام يجد من كل جنرالاته من يعهد إليه بوزارة الدفاع غير عبد الحكيم عامر الذي كان ميدانه ليس الكر والفر بل الغزوات النسائية والليالي المخملية ورغم أنه كان غافلاً وساهيا وخارج الشبكة إلا أن الهزيمة المرة والفضيحة الداوية جعلته ينزوي عن المسرح بالانتحار المزعوم وقيل إنه مات مسموماً ولحق به عبد الناصر بعد سنتين وبتشجيع كبير من السودان ارض اللاءات الثلاثة خرطوم الصمود وقف عبد الناصر علي رجليه وبدأ حرب الاستنزاف التي توجت بنصر أكتوبر عام ٧٣ وتجرعت اسرائيل لاول مرة هزيمة ارجعتها الي جحرها وصيرتها أقل من صرصور وعاد الصهاينة مرة أخري ودخلوا علي البطل السادات وبمساعدة أصدقائهم الكبار أصحاب الوزن بدأوا في تلميع السادات والنفخ في غروره الشخصي بأنه رجل سلام وذهب الي تل أبيب وجاءت اتفاقية كامب ديفيد وتشرزم العرب من جديد وتم نقل مقر جامعة الدول العربية لتونس وتم اغتيال السادات في حادثة المنصة وجاء حسني مبارك الدكتاتور الذي تفاني في خدمة أبناء الأفاعي والخنازير وحول مصر الي ضيعة عائلية كان في نيته أن يورثها لأبنائه وهبت مصر في ربيع عاتي ورمته في مزبلة التاريخ وجاء الكيزان بالانتخابات وساروا علي طريقة كيزان جنوب الوادى رغم تحذيرات الامام الصادق المهدي لهم ولم يسمعوا النصيحة الغالية وقفز عسكري اخر اسمه السيسي علي الكرسي وقام بتصفية الثورة وافرغها من محتواها واعاد نظام مبارك من جديد وأقام لمبارك جنازة عسكرية حاشدة وتمت تبرئة أبنائه من كل التهم الموجهة إليهم !!..
وقام تحالف جهنمي بين الإمارات والسعودية ومصر مهمته اجهاض ثورات الربيع العربي ورجع العرب من جديد مثل ثور الساقية يدورون مغمضي العيون حول التطبيع وإسرائيل صارت صديقة وحبيبة لمعظم الدول العربية والسودان وقع في فخها وصارت للقيادة السودانية الممثلة في العسكر زيارات ماكوكية سرية لإنجاز التطبيع ولكن الثورة المجيدة لم ولن تسمح بهذا الانبراش المذل !!.
وحتي تركيا التي تزعم بأن الاتحاد العالمي للمسلمين يوجد في أراضيها وأنها من المدافعين الصلبين عن فلسطين والقدس زار وزير خارجيتها أوغلو تل أبيب ووسط الابتسامات والمجاملات قال وزير خارجية العدو مفتخرا أن أول من طبع مع إسرائيل من المسلمين كانت تركيا !!
هذه التركيا التي هرب إليها كيزان السودان بصحبة مانهبوه من مال وفير وخير عميم فوجدوا في استنبول المهد الحنون والراحة بعد أن هربوا بليل من غضبة الثوار الاشاوس !!..
إن الكيزان وتركيا حربا علي اخوتهم ولكن مع بني صهيون سمن علي عسل !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء