الخصومة بين الصحافة والسلطة خرافة تتناقض مع الواقع

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الصحافة لها دور عظيم في تقويم الحكومات الراشدة بحيث تكون رقيبة ناقدة بصيرة لكل مجريات الأحداث في الدولة وبها يتم التقويم وفى صلاحها صلاح الأمة .ولكن دورها الآن خارج نطاق التقويم لأنها مقيدة ببراثن السلطة الحاكمة فهي التي تتحكم فيها وتعين القائمين بأمرها المتبعين لقراراتها محللين حرامها لذلك قل دورها وانحط شأنها .علماً  بأن علاقة التبعية هي من أخطر العلاقات ولها نتائج سلبية كثيرة على تطور الصحافة وفى اعتقادي أهمها تدهور مصداقية وسائل الإعلام الحكومية حيث تنظر إليها الجماهير والشعوب على اعتبارها أداة للسلطة الحاكمة في التبرير والحديث بشكل مستمر عن انجازات وأمور ينبغي أن نتجاوزها ونخطط لغيرها . أن الحديث عن الصحافة وعن قرارات الحكومة بشكل يتناقض مع الواقع الذي تعيشه الشعوب جعلها تتعامل مع وسائل الإعلام باعتبارها وسائل تروج كذب الحكومة ، ولعل من أشهر التعبيرات التي يتناولها العامة من أبناء الشعب ده كلام جرايد ، فنحن نحتاج لوسائل إعلام يثق فيها الشعب تصور له بشكل واقعي ما يدور في دهاليز السلطة  ولكن تجربتنا مع الإعلام الحكومي المسخر لخدمة الدولة لا تساعد على فهم مايقال ويكتب لذلك يقابل بسخرية وأحيانا لايهتم به احد والتجارب كثيرة . مع ملاحظة أن تبعية الإعلام للسلطة يؤدى إلى تناقص السند الشعبي لحرية الصحافة في مواجهة الحكومات مما أدى إلى ازدياد قوة الحكومات في الوقت الذي تناقصت فيه قوة المجتمع المدني ، وهذا بدوره أدى إلى ضعف المشاركة الجماهيرية في الانتخابات على سبيل المثال وأعنى خروج المواطن للانتخاب بإرادته أعنى انه متفهم لدوره ويعرف لمن يصوت وفقاً للبرنامج الموضوع من المرشح .أن تناقص مصداقية الصحافة وعدم ثقة الشعب فيها شوه صورتها حيث نظر إليها الجمهور كوسيلة حكومية للدعاية . وحتى يتسنى حصول الصحفيين على المساندة الشعبية لحريتهم وعلى ثقة الجماهير فيما يقدمونه من مضمون يجب عليهم أن يكافحوا للتحرر والخلاص من تبعية السلطة ويعملوا على بناء علاقة جديدة مع السلطة والجمهور بحيث يجبروا السلطة على احترام وظيفتهم كممثلين للجمهور يقومون نيابة عنه بالبحث عن المعلومات لتحقيق حق الشعب في المعرفة .وحماية المكتسبات والتي  تخص الشعب وكيفية حماية هذه المكتسبات ، الصحافة تحتاج لوقفة ورؤية جديدة تسير بها وفق مضامين ومعايير تضمن حريتها وبالمقابل تضمن شفافيتها وتضمن حرية الفكر والتعبير الذي يؤدى في النهاية إلى خلق دور المواطن لمعرفة ما عليه من حقوق وواجبات ، العمل الصحفي يحتاج إلى ثقافة متنوعة علماً بأن التخصص في المجال الصحفي شيء جميل يحتاج لدراية بمعرفة واقع الحدث ومدى مواكبته لإحداث الساعة وبمعنى آخر قراءة ما سيكون بعده هذا ما نفتقده ، نحتاج لتحليل موضوعي للإحداث والله قرأت تحليلاً قبل فتره ليست بالقصيرة لازال في ذاكرتي يخص مسألة مياه النيل ، فالمحلل ليست له أي رؤية في الموضوع الذي حلله فجاءت كل النتائج والفرضيات خطأ وبالمقابل قرأت تحليلا في ذات الموضوع لآخر أعجبني كثيراً  للواقعية والموضوعية .الكتابة الصحفية  في تصوري وليدة الفطرة فالكتاب بعده المعرفي يجب أن يكون شاملاً مرتبط بالواقع متزين بالموضوعية ، وأذكر إنني في إحدى الجلسات الأدبية وكان الجمع يناقش من هو الاعلامى وهل الكتابة موهبة أم دراسة ؟ شارك في هذه الندوه جمع محترم من الاعلامين المخضرمين وأمنوا جميعاً على جانب الموهبة وإذا صقلت بالدراسة تكون غاية المطلوب لهذه الرؤية نجد الكثير من كليات الإعلام العالمية يقدم لها الراغبون بعد مرحلة التخصص إذ انه جاء مزوداً بالمعرفة وانا أعرف مجموعة من الاعلامين المميزين طرقوا هذا المجال بالموهبة فقط وأصبحوا   الآن في مقدمة الركب  المهم حرية الصحافة تعنى حرية الفكر والسؤال الذي اطرحه وآمل أن يكون مجالاً للنقاش والحوار هل تبعية الصحافة للسلطة تؤدى إلى تناقص مقدرات الصحفيين المهنية ؟؟؟؟؟؟؟
         Eidris2008@gmail.com  

 

آراء