الدكتور خالد المبارك ..(أسوأ شاذ آفاق) عرفته

 


 

سارة عيسى
27 June, 2012

 




لا أعرف ماذا تعني وظيفة مستشار إعلامي في سفارة السودان في دولة كذا أو بدولة  كذا ، كنت أعتقد أن الرئيس البشير بعد أن قام بتصفية جيش المستشارين في قصره سوف يواصل هذه العملية لتمتد حتى تصيب الفروع في الخارج ، كلنا نعلم أن تكلفة المعيشة غالية في لندن، وتكلفة المستشار في هذه المدينة تساوي أضعاف أضعاف ما ندفعه لمستشار الداخل ، وربما يقول قائل أن سر بقاء جيش المستشارين في سفارات السودان في أوروبا سببه أن دورهم يختص بإبعاد مذكرة القبض الصادرة بحق الرئيس البشير ، لكنني لا أراهم يحققون ذلك الهدف ، فهم اصبحوا جيشاً يواجه الحركة الشعبية إعلاميا ونسوا الهدف الذي تم توظيفهم من أجله  ، والرابط من هذا الحديث هو الحلقة التي بثها تلفزيون بي.بي.سي يوم أمس ، حيث شارك فيها كل من دكتور خالد المبارك والأستاذ الباقر عفيفي ، وقد دُهشت لأسلوب الدكتور خالد المبارك في الدفاع عن الإنقاذ ، فالرجل كما أسلف البعض يحمل شهادة دكتوراة وشهادة أستاذية في المسرح ، وهو في بلد قال عنها شكسبير أعطني مسرحاً أعطيك أمة ، لكن يوم أمس كان دكتور المبارك كالمهرج في السيرك يسير على الحبل ولا ينتبه لمواقع قدميه  ، وكان واضحاً قيامه بالتشويش على الأخ الباقر عفيفي اثناء الحديث ، لكن الأمر الذي أعجبني هو هروبه عن الإجابة عندما سأله مقدم البرنامج عن حجم الفساد في شمال السودان .. فرد عليه دكتور المبارك أن الفساد موجود في أمريكا وبريطانيا !!! هذا ذكرني بقصة طالب فاشل في مادة التاريخ ،  قام قبل  الامتحان بحفظ مقالة عن سياسة الخليفة عبد الله الداخلية  ظناً منه أنها سوف ترد في اسئلة الإمتحان ، ولكن خابت توقعاته ، فالسؤال الذي ورد كان عن السياسة الخارجية  ، فما كان من صاحبنا إلا أن امسك القلم بيده  وكتب : قبل أن نناقش سياسة الخليفة عبد الله الخارجية علينا الكتابة عن سياسته الداخلية ، إذاً دكتور المبارك هو جزء من الفكاهة السودانية ، هو جزء من مدرسة الأفندي الذي كان يزعم في التسعينات  أن طعام سجن كوبر سبب التخمة للسجناء السياسيين  ، ومدرسة عبد الله محمد أحمد وعبد الباسط سبدرات وغيرهم عن الباحثين عن الشهرة والمال  في بئر الإنقاذ ، وقد أفتخر دكتور المبارك بوطنيته لأنه يمثل حزب المؤتمر الوطني في الخارج ، لكنني أملك له سؤالاً مهماً  ، فهل يا ترى لا زال يحتفظ بجنسيته البريطانية ؟؟ وما أعرفه عن هذا الشأن أنه تحصل على الجنسية البريطانية عن طريق الإدعاء بأنه لاجئ سياسي . والوطنية الحقة تتطلب منه التنازل عن هذه الجنسية وتسليمها لأصحابها وذلك بسبب إنتفاء حالة اللجوء السياسي عن شخصه .
ندخل ثانية في عالم الأرقام من جديد ، دكتور خالد المبارك يقول أنه لا توجد قوى في السودان تستطيع إخراج مائة ألف متظاهر ، وهو بهذا الرقم أصبح كريماً أكثر من الرئيس البشير الذي خرج للشارع يوم الجمعة ورأى بأم عينيه الناس وهم  يهتفون له ، وأنا اقول أن أمام الثوار تحدي كبير ، فلو فشلت هذه الثورة فسوف نعيش في الذل والمهانة طيلة حياتنا ، ولو فشلت هذه الثورة سوف يسترقنا البشير ونافع وعبد الرحيم محمد حسين بعد أن  يحولوا كل الشعب السوداني لسلة دافعي ضرائب ، فرجال الإنقاذ شجعان عندما يأمنون وثعالب حين يخافون ، هذه الثورة على الرغم من محدوديتها إلا أنها بثت في نفوسهم الخوف وقد بلغت قلوبهم الحناجر ، فالثوار يملكون قضية عادلة وواضحة ، يطالبون بالعدل ومحاربة الفساد وتوفير لقمة العيش الكريمة .
قرأت أن نابليون بعد خسر معركته الأخيرة ضد أنجلترا فكر في الهرب إلى أمريكا ، وبالفعل تخفى في سفينة كانت مشحونة بالنبيذ ، وعندما أعترضت السفن البريطانية هذه السفينة  وقامت بتفتيشها عرض ربانها على نابليون الاختباء في برميل فارغ حتى لا يقبضه الإنجليز ، رفض نابليون الفكرة وقرر الإستسلام ، لو كان الإنسان عظيماً عليه أن يختار نهاية عظيمة ، سألت نفسي ماذا لو كان الرئيس البشير في هذا الموقع ؟؟ وهو قد فعل أكثر من ذلك عندما وضعنا في الضيق والضنك في سدة الحكم مقابل أن يفلت من سيف المحكمة الدولية .

sara issa [sara_issa_1@yahoo.com]

 

آراء