الدكتور عبدالله حمدوك طموحاته متواضعة!

 


 

 

* يمكن تقييم مسار الفترة، بعد مرور عامين، على سفوط النظام بأنه مسار معوَّج وفي حالة عدم توازن لأن بوصلة متخذي قرارات الثورة مرتبكة تشوِّش على الثوار.. ولا حسم للمواقف الواجبة الحسم، أمنية كانت أم اقتصادية أو عدلية.. فالقضاء عاجز عن تحقيق العدالة والمحكمة الدستورية معطلة ومنصبا رئيس القضاء والنائب العام شاغران.. واغتصب مجلس شركاء (الدم) مهام الجمعية التشريعية.. ولم يتحقق ما هتف به الثوار، "الدم قصاد الدم، ما بنقبل الدية.."، والقَتَلة هانئون إما في سجن كوبر أو في السيادة على مجلس السيادة!

* ويتحدث دحمدوك عن الانسجام المثالي بين المدنيين وبين جنرالات اللجنة الأمنية.. ولا يتحدث عن إذعان المدنيين للجنرالات وتنفيذ أوامرهم الصادرة مباشرة أو بالإيحاء مثل الأمر المباشر بإقالة الوزير د.أكرم عن وزارة الصحة، أو الأمر الصادر بالإيحاء بإذلال مدير المناهج د.القراي إذلالاً ماساً بكرامته الشخصية والعلمية الشامخة.. أو الاستغناء عن علم العالم البروفيسور محمد الأمين التوم بدعوى التحري الأمني عن سجلاته (الأمنية)..

* فتمت إقالة د.أكرم.. وإجبار د.القراي على تقديم استقالته بعد تغاضي رئيس الوزارء عن مقابلته والاستماع لوجهة نظره.. كما تم وضع البروفيسور محمد الأمين التوم على الرف، ولم يتم الاعلان عن سجلاته الأمنية وهي سجلات أشرف من سجلات من بيدهم القلم..!

* وجد جنرالات اللجنة الأمنية أن المدنيين ليسوا ( مطَرة بدِّسّوا منها العِدّة) أحدثوا من التعديلات في الوثيقة الدستورية ما جعل اتخاذ القرار في السودان بيدهم.. وصاروا هم الطائر المحكي والمدنيون صدىً لما يقولونه هم..

* ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل فرض جنرالات اللجنة الأمنية على المتاعيس المدنيين مجلساً أسموه مجلس شركاء الفترة الانتقالية، سلبوا بمقتضاه صلاحيات المجلس التشريعي وتوغلوا في صلاحيات مجلس الوزراء بجرة قلم..

* وفي الاسبوع الماضي، قرر مجلس الوزراء ب(الاجماع) تسليم البشير وثلة من عصابته لمحكمة الجنايات الدولية.. ومجلس الوزراء في انتظار موافقة مجلس شركاء الدم على القرار!

* أيها الناس، إن الساحة السياسية السودانية اليوم أشبه بميدان كرة (الدافوري) حيث الشوت (ضفاري).. والضرب والكسر والخرخرة هي السمات المميزة لممارسة اللعبة.. ود.حمدوك لا يعرف اللعب في ميادين الدافوري، علاوة على أنه يفتقر إلى الجرأة واقتحام الصعاب.. وتينك خصلتان مطلوبتان في القيادي الناجح..

* أيها الناس، إن ما زاد حالة عدم انضباط القرارات المصيرية في السودان ضِغثاً على على إِبَّالَة أن بطانة حمدوك من الخبراء والمستشارين شديدو النهمة في الشأن الخاص ضعيفو الهِمَّة في الشأن العام الذي أضحى في توهان دائم يدور حول نفسه..

* هذا هو حال السودان اليوم..

* ووصل الصحفي الاستقصائي الشهير الأستاذ فتحي الضو البلاد فوجد الشعب هو الشعب الثائر المتطلع للديمقراطية والحياة الكريمة الذي يعرفه (جوَّه وبرَّه) ، لكنه وجد الحكومة في مستوى أدنى من تطلعات الشعب الذي أسقط أعتى الأنظمة بنضال سلمي أدهش الدنيا..

* فلا غرابة في أن يقول فتحي الضو:-
"في تقديري، وباختصار شديد، إن كل ما حدث لم يلامس طموحات الثورة، وإن جاز لي تقييم الحكومة الانتقالية وأيضاً الدكتور عبدالله حمدوك طموحاته متواضعة..."

* الحقيقة قالها الأستاذ فتحي الضو بدبلوماسية هادئة النفَس.. أما الحقيقة المجردة فهي أن د.حمدوك فشل فشلاً ذريعاً (حتى الآن) في معالجة أزمات السودان الداخلية، رغم أنه نجح في إدارة الأزمات السودانية الخارجية بدرجة فاقت كل تصور!

osmanabuasad@gmail.com
/////////////////////

 

آراء