الدول المهرْوِلة دِي (معانا ولا مع الخيانة)؟!

 


 

 

* إن سألتني عن معطيات الراهن السياسي، أقُّلْ لك إنها صناعةٌ مكوَّنةٌ من متعدِّد:- أمريكية- أوروبية- خليجية-مصرية، تركية، وهلمجر؛ لكن تركيبتها سودانية.. وجميع الدول المذكورة تدفع، بقوة، لاحتفاظ (الخيانة) بكرسي السلطة في السودان، غضَّ النظر عن تصنيف نظام الحكم القادم..
* لا تسلني عن هوية (الخيانة)، فأنت تعرفها حق المعرفة، لأنك تعرف جنرالات اللجنة الأمنية منذ (تَلَُبُوا) من الشباك، وانضموا لثورة ديسمبر المجيدة، ثم غدروا بالثورار المستنجدين بهم، فالتهب "غضب الأمة اتمدد نار" في كل الشوارع..
* تراجع الجنرالات، تحت ضغط الشارع الملتهب، ذاك الشارع الذي كان يقود الثورة وتتبعه الأحزاب السودانية التي كانت، في البداياتء تراقب أحداث الثورة من على الرصيف.. والآن، نفس الأحزاب، تتطاول على الشارع لبناء دولة المدنية والديمقراطية، مع أنها أحزاب سقطت مرات ومرات في مادة الديمقراطية، ولا تزال قابعة في سنة أولى ديمقراطية منذ عام ١٩٥٦!
* وفي تقديري للراهن السياسي أن أحزابنا السياسية تمارس الشغب، اليوم، مع بعضها البعض في مدرسة الديمقراطية، بينما الجنرالات ينتهزون فرصة شغب الأحزاب، وعدم تنظيم الاصطفاف النزيه في صف الثورة، فيمارسون هوايتهم في (الخيانة) للقفز على السلطة..
* وكلنا نعلم أن أمريكا توزِّع صكوك الديمقراطية وحقوق الإنسان على الدول، وفق معايير مصالحها الذاتية،كما نعلم أن روسيا (داكَّه) مادة حقوق الانسان، وما (شايْلة) مادة الديمقراطية، أصلاً، ولا يهمها سوى مصالحها.. ونعلم أن غاية غايات الجنرالات الاحتفاظ بما اكتسبوه من سلطة وثروة، بعد الثورة، ويتوجسون خيفة من المساءلة عن جرائم ربما ساقتهم للمشانق والدِرْوات العسكرية متى قامت في السودان ديمقراطية (موزونة) بمؤسسات تتقدمها مؤسسة القضاء، لذا يبحثون عن مَهْرَب..
* و لا يخفى علينا أن جميع الدول المهرولة للسودان تسعى لمصالحها، وأيسر أبواب تحقيق تلك المصالح هو باب الجنرالات المتَوتِّرِين.. لذلك نراها على عجلة من أمرها تهرول إلى السودان، زرافات ووحداناً، من الخليج وأمريكا وروسيا ومصر وتركيا وإسرائيل، وجميعها.. جميعها تقف (مع الخيانة) أمام باب الجنرالات.. وكلها تسعى لمصالحها..
* وقد وجد الجنرالات مَهْرَبهم في تلك الدول الساعية لتحقيق مصالحها بالوقوف ( مع الخيانة).. وما تأييد أمريكا للإتفاق الإطاري، وتهديداتها بوضع العقوبات على كل من يعرقل الاتفاق الإطاري، إلا لمصالحها.. وما إزجاء روسيا الوعد للجنرالات بمدهم بالسلاح، ودعمهم باستخدام حق الفيتو في مجلس الأمن، إلا لتحقيق مصالحها..
* تعتقد الدولتان أن الجنرالات صمام أمان لمصالحهما، طالما للجنرالات قدرة على فرض إرادتهم بعد أن نجحوا في خلخلة بناء ثورة ديسمبر المجيدة.. وأنهم الكرت الرابح في الصراع بين المدنية والعسكرية.. وينسحب هذا الاعتقاد على دول الخليج، كما تنسحب على إسرائيل الطامعة في التطبيع مع السودان..
* إن جميع هذه الدول تقف بكل قوتها (مع الخيانة).. ولا يهمها إذا فشل الإتفاق الإطاري ( الأصلي) وصار هجيناً من أم قاهرية وأب خرطومي، ولا خوف على مصالح الدول المهرولة طالما الكلمة العليا سوف تكون بيد الجنرالات..
* وشرع البرهان في تقديم ( السبت) لروسيا، في شكل قاعدة عسكرية، ووعدته روسيا بتقديم (الأحد) تلبيةً لمطالب الجنرالات بتوفير المزيد من الأسلحة والمعدات، "، علاوة على استخدام حق الفيتو في مجلس الأمن..
* والبرهان وحميدتي مرتاحان على كف القدر، يمدان لسانيهما للجان المقاومة (الحرة)، وكأن الأمر قد حُسم، وكأن التوقيع على الإتفاق الإطاري قد تم عند اللفة المظلمة بالأحرف غير المرئية للجان المقاومة (الحرة)..
* " المتغطي بأمريكا عريان" جملة قالها حسني مبارك، أيام زنقته الشهيرة، ورددها عمر البشير، حين انزنق، وحمل البرهان الجملة على مَحْمَل الجد، وها هو يحتاط للأمر، فيطلق سراح عدد من مهربي الذهب التابعين لمرتزقة فاغنر الروسية..
__________________________
حاشية... حاشية... حاشية... حاشية...
- كشفت مصادر مطلعة للراكوبة عن توجيهات صدرت من عضو مجلس السيادة ابراهيم جابر لرئيس نادي النيابة أحمد الحلا بشطب بلاغات مدونة في مواجهة 35 روسي يعملون في وظائف مختلفة بمصنع معالجة مخلفات التعدين واستخلاص الذهب المملوك لذراع (فاغنر) في السودان منطقة العبيدية..

osmanabuasad@gmail.com

 

آراء