الذين يبشرون ولازالوا يؤمنون بعظمة ومستقبل الأمة السودانية.

 


 

 

تعكف، ويجتهد، هذه الأيام ،نخبة من العلماء والخبراء السودانيين، في إعداد وصياغة النظام الأساسي لتجمع الخبراء والاستشاريين والباحثين الأكاديميبن، بأمل عرضه علي الجمعية العمومية المزمع عقدها في السابع والعشرين من شهر أغسطس الجاري.
هذا التجمع ،كما بشرنا به، في مقال سابق،يختلف عن كل التجمعات المهنية والفئوية السابقة التي نعرفها ،من حيث التكوين والتوجه والأهداف..فهو توجه معني بالوطن ورد الجميل له....توجه علمي بالدرجة الأولي ،يضم في عضويته كل التخصصات المعرفية ،فضلا عن ما يمتلكونه من خبرات وتراكم معرفي اكتسبوها كن خلال عملهم في مواقع أكاديمية وبحثية متميزة داخل وخارج السودان.
والفكرة الأساسية المستهدفة ،لهذا التجمع،هي وضع ( رؤية وطنية للسودان) خلال فترة زمنية محددة ،تختلف كليا عن خطط وبرامج الدولة المتعارف عليها ، كالخطة الخمسية أو العشرية كما درجت الحكومات التقليدية ،والتي في اغلبها لا تنفذ ،لأنها مجرد أفكار هلامية لا تسندها خطط أو برامج علمية فضلا عن تشبعها بالحزبية أو الجهوية وعدم الشعور بالمسؤولية الوطنية.
رؤية السودان الوطنية، هي نظرة مستقبلية لما يجب أن يكون عليه السودان،و إنسان السودان،وفق رؤية واضحة ومحددة الملامح، وتخطيط سليم ،وأهداف إجرائية قابلة للقياس معدة ومرسومة مسبقا،وهي الصورة التي نرغب في أن يكون عليها المجتمع السوداني حرصا منا علي مستقبل الأجيال القادمة ،فهي تعني ،أيضا، تصورا حيويا مزدهرا لسودان تسوده العدالة والمحبة.
ووفقا للمقترحات المطروحة،حتي الآن، فإن خطوط الرؤية الوطنية العامة ،يجب أن تعكس تطلعات الشعب السوداني كافة،بحيث يتم توظيف كل الخبرات وبذل قصاري الجهد من أجل تحقيق أهداف الرؤية، التي تشمل، فيما تشمل،مرتكزات اساسية ،منها التنمية البشرية ،بتطوير وتنمية إنسان السودان و السمو بحسه الوطني فوق كل الاعتبارات الأخري ،فالسودان الوطن فوق الجميع.
ومنها التنمية الاجتماعية والتنمية الصناعية والتنمية البيئية وغيرها من المرتكزات الأساسية لتحقيق أهداف الرؤية الوطنية.
وأخيرا،وهذا ما يجب أن يعرفه الجميع، فإن ما ينشده هؤلاء العلماء ويسعون لتحقيقه من وراء تلك الرؤية،ليس له أي تبعية بالنظام أو الدولة الحاكمة او الأحزاب السياسية أو ما شابه ذلك، بل هي رؤية ( متعدية)ومتسامية:
(Transcendental )
فوق كل المكونات البنيونة لأجهزة الحكم القائم ،لأنها ببساطة تمثل روح الشعب السوداني وتطلعاته نحو المستقبل الزاهر الأمين.
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com

 

آراء