الرزيقات والمسيرية

 


 

 



السودان رموز شامخة خطت بعملها وإيمانها بالوطن سطوراً من نور. جعلت لنفسها ومن حولها قيمة تاريخية وصارت شواهد عصر لا يمكن تجاوزه لا تاريخياً ولا إجتماعياً ولا غيره. القبائل ركائز إجتماعية ورد ذكرها في القرآن ولم ينكرها رب العباد. قال تعالى في محكم تنزيله: (إنا جعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ... إلى آخر الآية الكريمة). قد يكون هنالك بعض الإنتهازيين الفوريين وهم مانطلق عليهم المغفلين النافعين استغلوا القبائل لمآرب شخصية ومنافع ذاتية ولكن هذه ليست غلطة القبائل ولكنها غلطة من ساقوا القبائل لهذا المصير المشؤوم.
عندما حكم المستعمر السودان راى أنّه لابد من الإستعانة ببعض رجالات القبائل في كل أطراف السودان. وكان غرب السودان له نصيب الأسد  من تلك الزعامات وذلك لأسباب بدهية. فكانت هنالك زعامات يشار إليها بالبنان في كل الغرب. ساعدت تلك الزعامات في استتاب الأمن والطمأنينة للمواطن والحكومة. وهنالك سنختار زعامتين تاريخيتين لما لهما من أثر في ذلك الماضي البعيد ونأسف لما أصاب ما تركوا من دمار سببه أبناء القبائل الذين تولوا أمر قبائلهم خاصة في ربع القرن الأخير.
سلّطت الإنقاذ أحد منسوبي قبيلة المسيرية التي كانت تحت نظارتين معروفتين أحداهما للمسيرية الحُمُر والأخرى للمسيرية الزُّرُق فقام ذلك المحرّش ومحرّض بتشليع القبيلتين إلى عدة إمارات وهي لا تتعدى أن تكون عموديات تحت مسمى إنقاذي جديد. فتفرقت القبيلة أيدي سبأ وصارت كل عمودية قديمة – إمارة جديدة- تعتدي على عمودية جديدة وصارت بينها حرباً الذخيرة الحية والمدافع الرشاشة. وتقاتل أبناء العمومة الذين كان يُعمل لهم ألف حساب ولكن اليوم الله أعلم.
على يدها جنت براقش فعندما تستنفذ قبيلة المسيرية أغراضها لدى الذين دفعوها في هذا الإتجاه فسوف يلفظونهم لفظ النواة بعد أن يتأكدوا أن لن تجتمع لهم كلمة حتى قيام الساعة.. نأمل أن يرعوي المسيرية ويعرفوا الهدف مما يجري لهم قبل فوات الأوان وعندها لا ينفع الندم.
صمدت قبيلة الرزيقات أمام كل وسائل التحريض والتحريش من قبل بعض أبناءهم وبعض منسوبي الحكومة في قمتها فلم يتم تقسيم القبيلة إلى إمارات كما فعلت الإنقاذ مع المسيرية. كما حاولت بشتى السبل إضعاف القبيلة بزجِّها في حروبات مع بعض الحركات المتمردة في دار فور وبعض القبائل المجاورة لهم ولكن كان الرزيقات أوعى من أن يقعوا في مثل هذا الشرك الخبيث. ويعود الفضل في ذلك للزعامة التقليدية لآل مادبو وكبار مشايخ وخيار القبيلة مع بعض أبناء القبيلة المثقفين الذين يعرفون سر التضامن والوحدة. فخاب فأل الإنقاذ. ولكن ماذا أصاب الرزيقات في الآونة الأخيرة؟ هذا ما سنتحدث عنه في المقال القادم بقدرة الله.
نتمنى أن يستمر صمود الرزيقات إلى الأبد وأن يعود للمسيرية صوابهم ويعلموا أن الوحدة هي الخيار الأوحد لهم ليكونوا قوة مهابة وضاربة يخشاها كل خسيس ودنئ متربص بهما الدوائر. فهل سيعون حديثي أم أنا انفخ في قربة مقطوعة؟ (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها
https://www.youtube.com/user/KabbashiSudan

kelsafi@hotmail.com
/////////

 

آراء