الشعب يريد رحيل البرهان

 


 

 

بينما البرهان يريد ترحيل الأزمة، وضرب أكثر من عصفور بحجر واحد.

وهذا بالطبيعة ليس حلاً الأزمة.
حل الأزمة يتطلب رحيل البرهان ومن معه من العسكريين الإنقلابيين اليوم قبل الغد، لأن مجريات الأحداث أثبتت أنهم مجرد دمى تحركها المخابرات الأجنبية لمنع السودان من إستكمال خطوات التحول الديمقراطي ومن ثم تحقيق الإستقرار السياسي والتنمية والتطور.

البرهان بدلاً من إعلان إستقالته وطلب العفو من الشعب السوداني، أعطى نفسه صلاحية أن يحدد للشعب ما الذي يجب فعله.

الأمر الذي أكد جهله بمفهوم الثورة ومعانيها وآفاقها في حياة الشعب السوداني ومحيطه العربي والإفريقي والإنساني.

جهل البرهان المركب، بهذا الحدث العظيم، جعله يتعامل مع الثورة كغنيمة يمكن تقسيمها بين الصيادين وكلابهم.!
الثورة ليست غنيمة، وليست حدثاً عفوياً عابراً في تاريخ السودان، بل هي إنطلاقة وطنية واعية للتحرر من حالة الثبات والجمود والدوران في الحلقة المفرغة هي خلاصة لكل نضالات الشعب السوداني منذ الثورة المهدية وحتى ثورة ديسمبر المجيدة.

التي رفعت شعارات ثلاث: حرية سلام وعدالة.

هذه الشعارات لم تأت من فراغ، وإنما جاءت نتيجة نضال مرير وطويل خاضه الشعب السوداني ضد دكتاتورية الإسلام السياسي بقيادة الطاغية عمر البشير وحاشيته الفاسدة التي وصلت إلى السلطة عبر الدبابة وإستمرت فيها ثلاث عقود مظلمة بالإنتهاك اليومي لحقوق الإنسان.

إذن بهذا الفهم الثورة السودانية كانت صحوة وطنية شاملة وطاقة إضافية دفعت المجتمع السوداني بكل مكوناته على إمتداد مساحة الوطن للخروج إلى الشوارع طلباً للحرية والعدالة والسلام.
لذلك ليس من مصلحة الشعب خداع ذاته وتجريب المجرب مرة أخرى، الأمر الذي يبدد مفهوم الثورة ويطيل الأزمة ويعمق معاناة الشعب، لاسيما الفقراء والكادحين والشباب الثوار الذين دافعوا عن الثورة وأهدافها ودفعوا ومازالوا يدفعون أثمان باهظة من أرواحهم ودمائهم يومياً من أجل إستكمال ما تبقى من صفحاتها لإعادة صياغة الدولة السودانية التي أقعدتها الإنقلابات العسكرية والحروب الأهلية، التي عصفت بالكثير من الأرواح والأموال والجهود والوقت.

بعد الثورة العظيمة، حان الوقت
لوضع الأمور في إطارها الصحيح، ثقافياً وسياسياً من أجل بناء دولة حديثة تحقق أهداف الثورة بوضع الحصان أمام العربة، وتطبيق مبدأ أن المؤسسة العسكرية ليس من من واجبها ممارسة الحكم أو فرض الوصاية على الشعب.
هذا المنطق المعوج ما عاد ينفع مع شعب منذ إنطلاق الثورة في عام ٢٠١٨، ظل الثوار يرددون مدنيا ... وهذا يعني توق وإصرار لبناء دولة محترمة تقوم على إرادة الشعب، وإستقلال القضاء وحرية الإعلام، وعدم تدخل الجيش في السياسة.
حتى يتحقق الإستقرار السياسي وتنطلق عجلة التنمية وتنتهى المعاناة ونضع حداً لحياة البؤس والفقر في بلد يعتبر سلة غذاء العالم.

خطاب البرهان خطاب زائف لأزمة حقيقية ..
الثورة لم تنطلق من أجل تبديل طاغية، بطاغية جديد يحدد للشعب والثوار ما الذي عليهم فعله.

هذه قصة مملة عرفتها أجيال سابقة من السودانيين، بل هي محاولة سخيفة لإطالة الأزمة وتعقيدها.

الآن وبعد كل التضحيات التي قدمها الشعب من أجل الحرية والكرامة الإنسانية، الشعب يريد رحيل البرهان ومن معه من العسكريين من المشهد السياسي والعسكري وإفساح المجال لوجوه جديدة من الضباط المستنيرين كي يقودوا الجيش السوداني بوعي وطني عميق يحافظ على حياديته ويرفع من مهنيته وإحترافيته ويبعده عن التدخل في الصراع السياسي بين القوى السياسية المدنية.

جيش يدافع عن الوطن ويحمي حدوده وثغوره.

لذلك خطاب البرهان بتكوين مجلس أعلى من الجيش خطاب إنسان جاهل يعمل على تنفيذ أجندة خارجية إستغلت جهله وولعه بالسلطة لذلك رسمت له هذا السيناريو حتى تتحكم فيه هو ومن معه من وراء الستار .. وبذلك يتم قتل الثورة وتدمير المؤسسة العسكرية والقوى المدنية.!

هذا الأمر يتناقض تماماً مع أهداف الثورة التي تهدف إلى النهوض بالمؤسستين المدنية والعسكرية، وبناء السودان الأخضر سلة غذاء العالم.

Eltayeb_Hamdan@hotmail.com
//////////////////////////

 

آراء