الصين بدعوتها للرئيس البشير تكون قد اتجهت نحو تصحيح السياسة الدولية. بقلم: الشيخ/ احمد التجاني

 


 

 



الشيخ/ احمد التجاني أحمد البدوي

ان دعوة الصين للرئيس البشير لزيارتها لها دلالاتها العميقة ومغازيها البعيدة فهذه الزيارة لا تعني باي حال من الاحوال زيارة رئيس من دول العالم الثالث لدولة كبرى لها اثرها الكبير على السياسة الدولية ووضعها المميز بحق الفيتو في مجلس الامن ووضعها الاقتصادى الراجح لكن هذه الزيارة تعني ما تعني واول ما تعنيه ان الصين قد استيقظت من غفوتها وانتبهت عن غفلتها عن ما يجري في العالم من سياسة انفرادية قد اوصلت العالم الى ما هو عليه الان من حروب وفتن وسوء ادارة بحكومات غير مرغوب فيها لدى شعوبها وانهيار اقتصادى. زيارة البشير للصين تعني الرفض الضمني لقرار المحكمة الدولية .زيارة البشير تعني ان الصين سوف تكون لها سياستها الخاصة بها في مستقبل الايام تجاه القضايا الدولية والاقليمية وكذلك تعني الزيارة ان الصين استدركت انها الاقوى اقتصاديا وعسكريا  ولها من القوة ما يدفع عنها و انها الاكبر كثافة سكانية والاحسن موقعا والاكبر احتراما وقبولا لدى الشعوب وذلك بعدم تدخلها في سيادة الدول وشئونها الخاصة وان الشعوب المستضعفة هي الاقرب لها . الصين علمت ان الاقتصاد الغربي آيل للسقوط وانها هي المؤهلة لملأ الفراغ الاقتصادي وقيادة العالم اقتصاديا كما فهمت الصين ان الثورات الشعبية في العالم ما هي الا ثورات ضد السياسات الغربية والحكام الموالين للغرب والمتعاونين معه في نهب ثروات الشعوب واذلالها واضافت الى علمها ان امريكا في اضعف احوالها وليس لديها ما يخيف بعد ان ظهرت بعض المهددات لوجودها منها الانهيار الاقتصادي المتوقع وفقدان ثقة الشعوب وحلفائها في المنطقة .زيارة البشير اشارة وضوء اخضر الى الذين يتوقون الى الحرية والانعتاق والمتمردين على السياسات الغربية انهم سيجدون من يقف معهم ويساندهم ضد العبودية والاسترقاق الحديث المتمثل في السياسة الغربية بقيادة اميركا وصويحباتها . ....  فبعد ان اعتبرنا دعوة الصين هذه خطوة نحو تصحيح السياسة الدولية نأمل ان تتبع ذلك خطوات تطال الامم المتحدة واعادة تنظيمها وتعديل ميثاقها .كما على الصين ان تسعى لتكوين كتلة من الدول الحرة لمقاومة الظلم والبلطجة التي تمارسها امريكا وان يكون التعامل وفق تبادل المنافع دون التدخل في شئون الدول كما يمكن لهذه الكتلة ان تضم ايران وتركيا والبرازيل وفنزويلا وبعض الدول بشرق اسيا. وهذا هو المطلوب والا ان الشعوب ماضية لتحقيق اهدافها  وسوف تصل الي غاياتها ان شاء الله وتكون بذلك قد عزلت وانعزلت عن كل متكبر جبار ونقول للرئيس البشير انه بزيارته قد تبوأ مبوأ دوليا عظيما بالاضافة لمكانته السابقة لدى شعوب العالم العربي والافريقي والاسلامي وهذا اكدته لنا زيارتنا الاخيرة للمغرب وموريتانيا والسنغال فاول ما يسأل عنه في السودان  الرئيس عمر البشير وباعجاب ونذكر الرئيس البشير ان هذه المكانة الدولية لم تجد ما يكافؤها في الداخل لا لعلة في الرئيس لكن بسبب ما وصل اليه الحال من فساد مالي وغلاء محير ووهن اصاب كل اجهزة الدولة وغياب كامل لهيبة الدولة بالاضافة لتفش القبلية والجهوية والتي كانت هى السبب الرئيسي لما آلت اليه الحال في المجتمع واجهزة الدولة لانها أي القبلية والجهوية قد تقدمت الكفاءة والتأهيل في التوظيف لذا قد فشل اغلب ابناء الولايات في ادارة ولاياتهم فصارت المعارك تدور داخل الولايات بين السياسيين لاعتلاء المناصب مستقوين بقبائلهم غير ملتفتين للمصلحة العامة مما خلف تفكك وفتق في النسيج الاجتماعي وعدم تجويد في الاداء
هذا ونطمن الرئيس البشير ان الشعب ليس له ما يعول عليه ولا أمل الا في شخصه وهذا يحتم عليه ان يخطو خطوات تجعل الصورة الداخلية والخارجية تتشابه وتتطابق لابد من خطوات تهز الوضع هزا لتدارك ما تبقى من ارض الوطن وللحفاظ على ما فضل من تماسك اجتماعى وولاء وطني ولاعادة هيبة الدولة الادارية والعسكرية والولاية على المال العام وهذا لا يتم الا بابعاد من تسبب في هذا الوضع واظنهم السياسيين فعلى الرئيس الا يتردد ويخطو خطوة جريئة والشارع معه تبدأ بتقليص الحكم الفدرالي وتجميد العمل الحزبي ولو الى حين ولو ادى ذلك الى تعليق العمل بالدستور مع الالتزام ببعض التعهدات ويعقب ذلك تعيين ولاة عسكريين لكل الولايات واسناد ادارة المعتمديات الى ضباط اداريين من القدامى اصحاب الخبرة اذا حدث هذا نكون قد حصرنا الفساد المالي والصرف الغير محسوب في اضيق نطاق كما اننا بذلك نضمن لما تبقى من السودان سلامته من المتربصين ونؤمن على قوميته ووحدته المهددة بالقبلية والجهوية وبسط الامن للصانع والزارع والساعي والراعي بالاضافة الى ما يوفره ذلك من مليارات ممليرة تتمثل في مخصصات الولاة والمعتمدين والمجلس الوطني والحزب الحاكم والاتحادات والنقابات ذات الميزانيات المفتوحة وهذا يساعد بدوره في خفض الضغط على المواطن من رسوم وجبايات وقد لا تحتاج الحكومة الى أي زيادة في السلع والضرائب ولان ثمانين بالمائة من الميزانية رواتب ومخصصات ولو حسبنا قيمة ما يركبه هؤلاء من عربات ووقودها لكان كافيا لحل كثير من مشاكل الخدمات الضرورية .افعل ذلك سيدي الرئيس والشعب معك قبل ان يفوت التدارك والذي يعني نهاية السودان بمن فيه وما فيه واذا حدث ذلك تكون مسؤوليتكم امام الله والتاريخ كبيرة افعل ذلك سيدي الرئيس قبل فوات الاوان  واذا عزمت متوكلا على الله والله الموفق.وانا اكتب هذا المقال اتمنى من الذين يهمهم امر هذا البلد ولهم صلة بالرئيس ان يوصلوا له هذا الحديث ................والدال علي الخير كفاعله .
ahmed altijany [ahmedtijany@hotmail.com]

 

آراء