الطريفي زول نصيحة..

 


 

كمال الهدي
20 April, 2024

 

أعجبني جداً تسجيل صوتي لرجل واعٍ إسمه محمد علي الطريفي حمل فيه الشعب السوداني جزءاً كبيراً من مسئولية الحرب العبثية الدائرة في وطننا منذ عام ونيف، والحقيقة أننا ظللنا ندعو منذ اليوم الأول للوعي المجتمعي لكونه السلاح الأنجع لوقفها. صحيح أن شعبنا (الضحية) لم يشعلها، لكنه ساهم بالجهل والسذاجة والعاطفة في إستمرارها، والشيء الأكيد أنها سوف تستمر لأعوام قادمة ما لم نمتلك الوعي اللازم، ونكف عن عواطفنا البليدة، فمن غير المعقول أن نصدق بعض كلمات الحق التي يُراد به الباطل بعينه من شاكلة " هذه حرب وجودية" ، فصحيح أن أطرافاً دولية وجدت ضالتها في هذه الحرب، لكن أول من هدد وجودنا هم الكيزان الذين أشعلوا هذه الحرب القذرة مع جنجويدهم لكي يضيعوا ما تبقى من هذا السودان، لذلك فمن العبط الشديد تصديق أن هذا الجيش الكيزاني المجرم حريص على كرامتنا ويحارب من أجلنا. المؤسف أيضاً أن الإعلام المناهض للحرب ضعيف للغاية ويكتفي الكثير من الإعلاميين الشرفاء بنقل وتبادل الأخبار واللايفات من طرفي الحرب، بينما المطلوب هو أن نكثف جرعات الوعي المختصرة ليل نهار في محاولة لإيقاظ الكثيرين من حالة التخدير التي يضعهم فيها إعلاميون أرزقية ووسخ لا تهمهم سوى مصالحهم الذاتية، ومع إرتفاع أصوات هذه الفئة من الكتاب والكاتبات الكذوبين عديمي الضمائر والأخلاق، لا نجد في الجانب الآخر ما يكفي، بل أن بعضنا يرددون كلاماً نظرياً عن الوعي الكبير للشعب السوداني، مع إن الإنقسام حول حرب مدمرة يعد أكبر دليل على ضعف الوعي، بل إنعدامه الكامل في الكثير من الحالات.
مافي شعب واعي بكتفي بالفرجة علي تشريده وقتل أبنائه وتدمير وطنه وبالرغم من ذلك ينقسم حول الحرب ويتحمس لتبادل الرسائل التي تحرض عليها، ويمضي لأبعد من ذلك في المناكفات وكل أشكال السخافات وكأننا نشجع فريقي كرة متنافسين على بطولات.
كمال الهِدَي
kamalalhidai@hotmail.com

 

آراء