الطفلة السورية “شهد” تتمنى خيمة

 


 

 

"شهد" كغيرها طفلة مخيم جميلة
في حدود شمال سوريا الحبيبة
أضناها العذاب وطول السهر
أضناها صبر السنين والكدر
ضياع الدروس و أحلى ايام العمر
والليل كعادته مخيف و جدا طويل
تلفه الرياح و صراخ صغار وعويل
وهجمة شتاء قارس فجأة حلت عنيفة
عاصفة تموج بتساقط حبيبات الجليد
غزيرة جدا عنيفة شينة
غطت كل الوادي الفسيح
لا سكن فيه الناس تستريح
أو يقي من برد أو يستر من عيون
لا نار تدفي ولا خبز يشبع بطون
لا خبر من كريم يفرح النفوس الحزينة
بنت العشرة " شهد" شاحبة غلبانة ونحيفة
طفلة "أمورة" لكن أضناها طول النزوح
جسمها البض لم يسلم من خشونة أو جروح
في عينيها الشرود والهوان والإكتئاب
ضاع السكن وطال التشرد والغياب
من هول متاهات مجهول السنين
في راس السنة والناس محتفلين
والفقر ضنين سؤلت شهد ماذا تتمنين؟
كان الجواب يقطع القلوب كالسكين
نظرت تاهت والتفكير غطته غيمة
ووجهها الشاحب يجمل ألف ليلة
والبطانية العتيقة تغطي رجليها النحيلات
تزاحمت عليها الأفكار والخيارات
صمتت والبرد يعكر صفاء الأمسيات
وبعد تفكير قالت في حياء "أتمنى خيمة"
ورددتها …أكدتها وهي تعاين "خيمة "
د. عبدالمنعم عبدالمحمود العربي
رمضان 1444-2023
المملكة المتحدة
يا ترى هل تجاوب أهل الخير فمنحوها خيمة؟؟؟
ليتهم فعلوا وليت الحكومة الظالمة صحيت من نومها ومن نسيان واجباتها نحو شعبها
حرام والله جيل واعد هكذا يضيع
https://youtu.be/zrBKjji38Sg?si=zduCSTM-JI92mhPq

لماذا أنشر هذه القصة اليوم؟ الشتاء القارس وأمور أحداث أخري مماثلة هي التي تذكرني
كنت يوماً في ذات مساء أشاهد قناة الجزيرة وصدفة شاهدت مقطع زيارة مصور القناة لمخيم اللاجئين بشمال سوريا وكيف قد كشف سوء حال ذلك المخيم المتهالك المنسي. خاصة كيف كانوا يعانون من عواصف رعدية وكمان جليدية أثناء تواجدهم في خيام مهلهلة لا تناسب حتى لسكن الحيوانات. كتبت هذه القصيدة وضاعت في زحمة الآيباد. ذكرتني بها الصور المأساوية التي تنقلها لنا هذه الأيام عدسات التليفزيون عن معاناة نازحي الحروب في السودان وفي غزة والعالم المسلم يتفرج ودواوين الزكاة تغلق أبوابها والحكومات المجاورة تعتبر ما يجري في كل من السودان وغزة "شأن داخلي"

الطفلة السورية الجميلة "شهد" ، أسأل الله أن يتولاها وأهلها ويصلح حالهم ، كانت رمزا بل " أمنيتها" الغالية أطروحة كاملة وكافية تبين لكل العالم ببلاغة وعفوية أن جل الساسة والحكام في بلاد المسلمين لا يخافون الله ولا يوم الوعيد وهم يتربعون على كراسي الحكم الوثيرة. لا كسبهم الله ولا كسب الله كل الدول ذات المصالح المشتركة معهم وهي بكل قوة عين تدعمهم

اللهم رد كل أهل السودان الذين نزحوا ردا جميلا مظفرا إلى ديارهم وانزل السكينة والأمن والأمان والاستقرار والرخاء تعم كل ربوع الوطن السودان وكذلك غزة وكل النازحين من سكان سوريا وبلاد المسلمين . السياسي والحاكم البليد وأرعن هو الذي يضرم النار في أرجاء بيته "قاصدا أو غير قاصد، فكلاهما لا فرق" فتحصد كل شيء كحصاد الهشيم والضحية الوطن وكل مواطنيه. المثل السوداني "البصيرة أم حمد" أيضاً بليغ العبارة للذين يعقلون
قالوا "الرهيفة التنقد" وللأسف في السودان بالفعل قد انقدت. من سيرفعها ؟ الله أعلم.

مشهد مقابلة الطفلة شهد يوجد على الرابط المبين أعلاه على موقع اليوتيوب

aa76@me.com

 

آراء