عند عموم قبيلة العسكر فإن كلمة ملكي تعني زول درجة تانية. لا يعرف الضبط والربط يعني سبهلل وما عارف حاجة عن الدنيا. الضباط يعتبرون أنفسهم طبقة أعلى من غيرهم من الملكية من أمثالنا. وكانت البنات يغنين للضباط منذ أغنية يجوا عايدين وسلاح المكسيم في اربعينيات القرن الماضي. وكُنّ كذلك يقلن ويفضلن العريس الذي يكون إما ضابط بدبورتين أو مغترب سنتين. ويبدو لي أن دولة الضباط والمغتربين انهارت على عروشها ولم يعودا هم المفضلان كعرسان. وظهرت الاغنية التي تقول يا مغترب يا تاجر غرب. ولكن دولة تاجر الغرب مازالت سائدة بعد زوال عرش المغترب. (طبعا انا غرباوي برفع في اسهم عيالي اولاد الغرب يا البنات). نسمع الضباط يتحدثون عن شرف الجندية وشرف الكاكي وشرف الكاب البورية وال Big hat وهلم جرا. ويقولون أن أي إهانة للكاكي الذي هو شرف الجندية التي من شرف الوطن فلا عقاب لها غير الموت. ولكن عشنا وشفنا .. كيف يهان ضابط عظيم وبدرجة عميد من سلاح الاستخبارات وهو السلاح البريمو الذي لا يدخله أي ضابط ما لم يكن من الضباط المميزين ومن أوائل دفعته في الكلية العسكرية. أي ضابط تبوأ قيادة سلاح الاستخبارات صار رئيساً للأركان ومن ثمّ قائداً للجيش إلا فيما ندر، والله أعلم. لا يداخلنا اي شك أن العميد الركن عصام مصطفى من الضباط المميزين طالما وصل هذه الرتبة الرفيعة. ولا أظن أن الشجاعة تنقصه فكل السودانيين شجعان لان عنترة بن شداد هو جدهم الأكبر. ولهذا حاولت أن أجد تفسيراً لاستسلام هذا الضابط وانصياعه لأوامر ملكية من وجهة نظره ليسمح لهم بتفتيش القطار ومن ثمّ إهانته الإهانة الكبرى بالضرب والجلد على ظهره كمن كان في حفل زواج في منطقة يكون البطان أحد مراسم الزواج!! لكن الرجل كان في الضعين فكيف يتأتى ذلك؟ ماذا يقول هذا الضابط لجنده الذين يقودهم .. ولزملائه من الضباط العظام والصغار؟ لكن ما هو أدهى وأمر ماذا يقول لبنات أعمامه عن كيف استسلم وانبطح للضرب المبرح من ملكية فقط يحملون سلاحاً مثله ومثل جنده؟ لو قلنا للحكمة والرجل كان لا يريد أن يدخل في كلاش مع الجنجويد فسمح لهم بتفتيش القطار تفادياً للمشاكل ونال الجنجويد مبتغاهم بتفتيش القطار ولم يعثروا على شئ ذي بال، فما سبب الضرب؟ لا أعرف سبباً إلا واحداً من اثنين. إما أنه تفاصح بكلمات لا تسمن ولا تغني من جوع وفيها ناب قول استفزّ الجنجويد أو وجد الجنجويد ضالتهم في ذلك الضابط لأسباب يصعب الافصاح عنها! إن كان سعادة العميد يعلم أن الجنجويد أعلى مرتبة عند الحكومة من الجيش فقد أخطأ بتطاوله على الجنجويد. أما إن كان يعرف أن الجيش هو صاحب الاولوية والأعلى مكانة عند الدولة فكان يجب عليه الدخول في حرب مع الجنجويد والحشاش يملأ شبكته. لكن يبدو أن الرؤيا في هذا الأمر ضبابية بصورة لا يستطيع معها المرء تبيان اين توجد الحقيقة وكيف يتصرّف في مثل هذا الحالات. كما يقول الضباط كان على سعادة العميد عمل تقدير موقف والخروج بأقل الخسائر الممكنة ويتجنّب ما أصابه وأصاب جنده من فضيحة بجلاجل. (العوج راي والعديل راي). كباشي النور الصافي زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها https://www.youtube.com/user/KabbashiSudan kelsafi@hotmail.com