الفتنة كيزانية بامتياز

 


 

د. زاهد زيد
19 April, 2023

 

الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ، ونعرف أن الفتنة أشد من القتل ، لأن القتل نتيجة واحدة من نتائج الفتنة ، والكل يعرف ذلك إلا كيزان السوء ، الحالمين بالعودة للسلطة ولو على جماجم السودانيين .
كل تحركات الكيزان في الفترة الأخيرة كانت تشي بالحرب ، لقد حشدوا كل قواهم لاشعال الفتنة بين الدعم السريع و الجيش ، وأتتهم الفرصة على طبق من ذهب ، عندما فشلت المفاوضات بينهما ، وقد لعبوا الدور الكبير في فشلها ، و من خلال الرصد الدقيق قامت عناصرهم في الجيش بمهاجمة معسكرات الدعم السريع صباح ذلك اليوم في مجموعات صغيرة تتحرك من معسكر لآخر للايحاء بهجوم منظم من الجيش عليهم .
نجح الكيزان في مخططهم واشتعلت الحرب ، والآن ينفخون في النيران وكعادتهم يريدون أن يركبوا على ظهر الجيش للعودة للحكم .
مظاهر فرحتهم بالفتنة لا حد لها ، ويملأون الساحة الآن بشعارات دعم الجيش والوقوف معه ، وقبل أن ينتصر الجيش يبشرون بنهاية العملية السياسية و قتل الالتفاق الاطاري .
اذا العملية برمتها خطط لها الكيزان الذين هم أصلا سببها يوم أن ساندوا الجنجويد و حولوه من قاطع طريق ومجرم حرب ليكون الدعم السريع ، وفصلوا له قانونا اجازوه من مجلسهم النيابي الكسيح ، و تركوه يتسلح و يقوى يوما بعد يوم على حساب كل قيم الجيوش و القوانيين العالمية والاقليمية والمحلية .
ثم أن البرهان وزمرة اللجنة الامنية ، كانت متردة وخائفة من أي تعامل حاسم مع الدعم السريع ، لذا قبلوه معهم في المكون العسكري ونصبوه نائبا لقائدهم في مجلس السيادة ، وفي كل المراحل كان البرهان ومن معه من كيزان السوء يخططون لضربه ، لذا قاموا بتوريطه في مجزرة فض الاعتصام ، وحاولوا الصاق التهمة به وحده ، وللأسف كان حميدتي وقواته في قمة السذاجة و عدم التصديق بما وجدوه من مكاسب سمحت لقائدهم بالتحرك داخليا وخارجيا بمنتهى الحرية .
كانت خشية البرهان ولجنته الامنية ومن خلفهم الكيزان من الدعم السريع في مكانها ، فقد تضخم بفضلهم هذا الكيان حتى باتت له محاكم و سجون ويمتلك أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة ، وخلف حميدتي خبراء ومستشارون يخططون له .
من المسؤول عن كل هذا ؟ هل هناك غير كيزان السوء ؟
كان ولايزال من أوجب الواجبات محاكمة كل من ساهم ومهد لقيام الدعم السريع وأولهم الكيزان وقائدهم المخلوع البشير والبرهان الذي خلفه .
المحصلة هي أنه في حالة استمرار الحرب فلن ينتصر حميدتي مهما كانت المواقع التي هو فيها ، هذا محال بحكم المعطيات التي أمامنا .
سيتم القصاء على الدعم السريع لازالة عقبة كبيرة أمام الكيزان في سبيل السلطة ، ولن يتركوا فرصة للصلح وهم في تعطش للانتقام من حميدتي الذي غدر بهم يوم ان اصطف خلف مصالحه الخاصة ولم يدعمهم في كثير من الاحوال الا مداراة .
ويتوهمون انه حالما يقضون على حميدتي سيتفرغون للقضاء والانتقام من خصومهم المدنيين ، ولا استبعد ان ينصبوا لهم المشانق من الآن .
اذا لن يكون القضاء على حميدتي نهاية المطاف بل هي البداية فقط . وستتلوها ايام سوداء من القمع بتهم مساندة المتمرد حميدتي .
هذا للاسف ما سيحدث قريبا جدا .
في كل هذه المشاهد المغيب عمدا هو الشعب . الذي لم تكن له يد في صنع هذا الواقع المرير ولا هو طرف في هذه الحرب التي هي كيزانية حميدتية بالدرجة الاولى ، تصفية حسابات و مقدمة لعودة الانقاذ الثانية .
ما مصير جنرالات الحرب القابعين تحت الأسرة ، المرتجفون خوفا من مصيرهم بعد القضاء على حميدتي ؟
هذا ما سنتحدث عنه في سيناريو ما بعد الفتنة . ان شاء الله

zahidzaidd@hotmail.com

 

آراء