الفرق بين الحلو وعقار!!

 


 

 


diaabilal@hotmail.com

ربما يتساءل الكثيرون عن أوجه الشبه والاختلاف بين  الفريقين /عبد العزيز الحلو ومالك عقار، وهما يديران حربين شبه منفصلتين في جنوب كردفان والنيل الأزرق.
الفروق الأساسية يمكن حصرها في المقدرات والعلاقات. الحلو تغلب عليه النزعة العسكرية. وعقار شديد الاعتناء بالتكتيك السياسي، مستفيداً من أساليب العقيد جون قرنق في المناورة والتمويه والاستقطاب.
ترتب على ما سبق، أن الحلو يحتفظ بسيطرة نسبية على قواته  ويملك مقدرة ومعرفة أكثر اتساعاً في أساليب حرب العصابات وتكتيكاتها المفاجئة. ويستفيد من حس الجندية العالي لدى أبناء جبال النوبة في تنفيذ مغامراته.
عقار يستخدم أسلوب الإيحاء، في إبراز مقدراته العسكرية أكبر مما هي عليه. لذا هو شديد التكتم على إمكانياته العسكرية ويستعيض عن ذلك القصور بالاستعراضات العسكرية وفتح خطوط للمناورة السياسية عبر مستويات متعددة محلية وخارجية.
الحلو منغلق لحد ما. ولا يجيد التواصل مع القوى السياسية في الشمال، وله تجربتان فاشلتان وهما لواء السودان الجديد في حرب ما قبل نيفاشا وتجربة إدارة قطاع الشمال ما بعد العودة للخرطوم.
عقار يجيد التواصل مع  هذه القوى ولكن على طريقة قرنق. وهي السعي للاستفادة منها في المنعطفات الحادة. لذا سارع في الاتصال بالمهدي والميرغني مباشرة بعد أحداث الجمعة الأخيرة، ولم يغلق خطوط التواصل والاتصال مع الحكومة.

الحلو رغم عمله في لواء السودان الجديد وقطاع الشمال لم يستطع استقطاب شماليي الحركة لجانبه في حربه الجديدة وإن حقق بعض النجاح على جبهة دارفور.
عقار يحتفظ بعدد من المستشارين من شماليي الحركة من خارج الولاية أمثال عبد المنعم الجاك والنذير إبراهيم، وله علاقة وطيدة بالدكتورين الواثق كمير ويوسف أحمد المصطفى واستقطب لجانبه من الاتحاديين التوم هجو ومن حزب الأمة الفاضل محمد علي بلة، ومتزوج من أسرة الأمير نقد الله.
وعقار كان في أيام قرنق يحتفظ بوضع شبه مستقل عن الحركة الأم مركزية جوبا. بينما ظل الحلو من أكثر قادتها ارتباطاً بمركزية الجيش الشعبي بـ(بالفام)، وهو القائد العسكري الوحيد الذي شارك في كل جبهاتها العسكرية في الجنوب والشرق وكردفان ودارفور.
خيارات الحلو في الاستقطاب تمتد نحو عدد من حركات دارفور وفي الإسناد تقتصر على جنوب السودان عبر أعالي النيل والوحدة. أما عقار فهو يملك خيارين:
في الاستقطاب.. أبناء القبائل المشتركة مع إثيوبيا. وفي الإسناد دولة الجنوب. واحتمال دولة إثيوبيا، في حال توتر العلاقة مع الحكومة السودانية.
علاقة عقار بالقيادات السياسية بالمؤتمر الوطني أفضل من الحلو الذي اقتصرت علاقاته بأحمد هارون وفسدت العلاقة أيام الانتخابات
أخيراً .. الهدف العسكري الاستراتيجي لعبد العزيز الحلو حقول النفط في جنوب كردفان، أما هدف عقار فهو خزان الرصيرص.

 

آراء