الكيزان … الوجه الآخر للشيطان

 


 

فيصل بسمة
27 July, 2021

 

بسم الله الرحمن الرحيم وأفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

تعالت كثيراً نبرات المدافعين عن الكيزان ”الكويسين“ من الذين يدعون إلى المصالحة معهم و إدخالهم في العملية السياسية الجارية ، و في مقدمة المدافعين فئة الكيزان أصحاب المصلحة الحقيقية ، يليهم المنتمون إلى جماعة الكيزان من الذين ركبوا سرجين: سرج التدين المظهري و قطار الثورة و لبسوا عبآءة الثورية و شَالِها و طفقوا يمارسون الكذب و فقه التقية ، و يأتي من بعدهم المتكوزنون المخدوعون بنفاق الكيزان و فكرهم الضآل و المبهورون بماكينة الدعاية الكيزانية الكاذبة ، و من خلف أولئك يصطف المدافعون من جماعات الأرزقية و المحاصصات و التي ما زالت تحلم بعودة الكيزان و الرجوع إلى عصر المواسير و (الهَبِر) و الفساد المقنن ، هذا عدا أرتالٌ من الطبقات الطفيلية الحاقدة على الثورة التي قطعت عنهم الإمدادات و حجبت عنهم فتات الموآئد الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) ، و في ذيل القآئمة يقبع الإنسان السوداني البسيط الذي خدعه الخطاب الكيزاني الديني الملغوم الذي يدغدغ و يخاطب تطلعاته الدينية في حياة دنيا طاهرة و آخرة باقية فيها الجنان الممتلئة بالحور العين.
إبتدآءً:
يتفق (يؤمن) كثيرون من عامة الشعوب السودانية أنه لا يوجد كوز صالح إطلاقاً...
ثانياً:
المدافعون المناصرون لجماعة الكيزان ينتمون إلى فئاتٍ متعددة جمعتها عوامل متداخلة و معقدة مثل: الفكر الضلالي و فساد العقيدة و قصور الوعي و كراهية الآخر و المنافع و المصالح الدنيوية و أشيآء أخرى عديدة...
ثالثاً:
يعتقد كثيرون أن مجرد الإيمان بفكر الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) الضآل و الإنضمام إلى (الجماعة) أو مساندتها يجعل المنتمي في خانة (غير السوي) و قآئمة الضلال و الفكر الديني المنحرف و ما يصاحب ذلك من ظلم و إرهاب و كراهية و عنف...
هذا الحديث عن ”المصالحة“ إن أتى من الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) فإن ذلك يقع في دآئرة (الإِختَشُو ماتوا) ، و يدعو إلى الإستغراب و التعجب إذ أنه يأتي من جماعة إقصآئية فشلت في التصالح مع نفسها و مع الآخرين فيما أتيح لها من فرص و وقت و موارد لتفعل ذلك...
و إن أتت الدعوة من فئات المتكوزنين و الأرزقية و الطفيلية السياسية و الإقتصادية فإن ذلك لا يستحق عنآء و جهد الرد...
أما إن أتى الحديث من البسطآء من المخدوعين دينياً فهؤلآء في حوجة مآسة و عاجلة إلى الهداية و الإرشاد و التبصير...
يتفق كثيرون أن كل المنتمين إلى الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و المتحالفين معهم و المدافعين عنهم يعجزون تماماً عن تفصيل ”إنجازات“ الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و ما قدمته للشعوب السودانية من خدمات و مشاريع إنمآئية و إستقرار و رفاهية ، أو توضيح حقيقة ما فعلته الجماعة تجاه تنمية الموارد الغنية الهآئلة التي كانت متاحة لهم خلال الثلاث عقود من الإنفراد المطلق بالحكم و السلطة و كل موارد الدولة السودانية...
و لقد أبانت التجربة السودانية الموثقة أن الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و لما تمكنوا من السلطة و الدولة في بلاد السودان لم يرى لهم مشروع فكري أو إنجاز إقتصادي أو تنموي أو إستثماري ، و لم يعرف عن الجماعة غير الكبت و البطش و القتل و الفساد و تبديد الموارد و التفريط في هيبة الدولة السودانية و الشعارات السياسية/الدينية الرخيصة و الفارغة المحتوى ، و الدليل على ذلك ما خلفوه ورآءهم من القتل و الإبادات و النزوح و الهجرات و الفساد و التردي في القيم و الإنهيار و الأوضاع المزرية البآئسة و التي شملت كل المجالات و القطاعات و كآفة مناحي حياة الشعوب السودانية بعد ثلاث عقود من الحكم الغير راشد...
إن إخفاقات الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و فسادهم و جرآئمهم من الأمور الموثقة و التي لا خلاف عليها ، و التي يعرفها و يلم بتفاصيلها القاصي و الداني ، و التي لا تحتاج إلى السرد أو التفصيل...
لقد أثبتت تجربة الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) في بلاد السودان أن تنظيم الجماعة حزب سياسي متآمر يروم السلطة و الحياة الدنيا ، و يستغل العاطفة الدينية للشعوب السودانية من أجل الوصول إلى السلطة عن طريق الدسآئس و المؤمرات و الخداع و النفاق و الكذب و الإتجار بالدين و فقه التقية...
الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و كل أحزاب و جماعات الإسلام السياسي ذات فكر ضآل لا علاقة له بالإسلام لا من قريب أو بعيد ، فكر بني على نظريات و تفسيرات خآطئة لدين الإسلام و تأويل مغلوط للقرآن الكريم و إدعآءات باطلة في السنة النبوية و السيرة الشريفة...
منهج و مبدأ هذه الجماعات هو أن الغاية تبرر الوسيلة ، و على هذا الأساس أفتوا بجهل عظيم في تكفير المجتمعات و الجهاد و علوم الإجتماع و الإقتصاد و بقية العلوم بل و كل أمور الحياة ، و مارسوا ذلك عملياً ، و أفسدوا على الناس في الكثير من أنحآء العالم حياتهم و معيشتهم ، و ضلوا و أضلوا كثيراً الكثير من عباد الله ، و شوشوا عليهم أفكارهم ، و أفسدوا عليهم دينهم...
الإسلامي السياسي حجر على الشعوب السودانية و شعوب أخرى الحرية في الإختيار و الإعتقاد التي كفلها الله سبحانه و تعالى لعباده:
(لَاۤ إِكۡرَاهَ فِی ٱلدِّینِۖ قَد تَّبَیَّنَ ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَیِّۚ فَمَن یَكۡفُرۡ بِٱلطَّـٰغُوتِ وَیُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ وَٱللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ)
[سورة البقرة 256]
الخلاصة:
الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) جماعة من البشر غير سوية جمعتهم عاهات إجتماعية و علل نفسية و ثقافية و عوامل إقتصادية...
الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) هي الوجه الآخر للشيطان...
الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) هم الشيطان نفسه...
لم تقدم الجماعة المتأسلمة للعالم فكراً بنآءً نيراً و لا تجربة إيجابية و لا مثالاً يحتذى...
الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) تنظيم سياسي متطرف لم يقدم للبشرية سوى كل ما هو سلبي مثل الفكر المنحرف الضآل و الدسآئس السياسية و الإقصآء و التكفير و الفرقة و الإرهاب و القتل و الخراب و الدمار بإسم الدين...
أما بعد:
كل الشعوب السودانية مع الحق و العدالة حتى لهؤلآء الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) ، الظالمين المفسدين المتاجرين بإسم الدين ، لكن كل الشعوب السودانية تأكد و تصر على أهمية المحاسبة و المسآءلة و التقديم للمحاكمات العادلة و العقاب تعقبها التوبة و الإقلاع و إعادة التأهيل ، و ذلك لأن أفراد الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) يمثلون خطراً إجتماعياً و دينياً عظيماً ، و لا يمكن إعادتهم و إدماجهم في المجتمع قبل المحاسبة و العقاب و التوبة و الإقلاع و إعادة التأهيل...
التقدم إلى الأمام:
و حتى يتم ذلك الأمر و حتى يأمن المجتمع شرهم فإن المكان الأنسب و الأصلح لأفراد الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) خصوصاً الناشطين منهم هو البقآء ورآء جدران السجون و معاهد الإصلاح الديني/التربوي و الإجتماعي...
ختاماً:
و يبقى خالداً شعار الثورة الأبدي:
أي كوز ندوسو دوس...
يبقى شعاراً مرفوعاً و علماً خفاقاً حتى يتوب و يقلع و يرعوي آخر كوز...
و لعنة الله على الظالمين...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة

FAISAL M S BASAMA

fbasama@gmail.com
///////////////////////

 

آراء