المبادرة المصرية قد تنتصر بالبرهان والأمريكان ودول أوروبا !!

 


 

 

كانت أمريكا غارقةً في صرف العقوبات، بمعاييرها المختلة، على الدول المستضعفة .. وحين انتبهت لما كانت غافلة عنه، وهو أن روسيا والصين قد رسختا أقدامهما في العديد من الدول الأفريقية، وفي طريقهما لترسيخهما في كل أفريقيا، هرعت، بعشوائية، محاولةً اللحاق بهما، ومن ثم طردهما كما طردت بريطانيا العظمى من الشرق الأوسط ومن مناطق أخرى، عقب الحرب العالمية الثانية..
* لكن الزمن غَير ذاك الزمن.. وللتاريخ دورات ودورات؛ ويتم سحب بساط السطوة الأمريكية من تحت أرجلها، رويداً، رويداً ليُقدم للتنين الصيني الزاحف.. فالصينيون قادمون بقوة واثقة، وبلا ضجيج كضجيج الأمريكان!
* الصينيون قادمون قادمون، قادمون لإزاحة أمريكا من كرسى القطب الواحد، والأمريكان يعلمون ذلك.. وأن نفوذ الصين التجاري يطغى على كوكب الأرض.. والكُتاَّبُ الأمريكان يعلمون ذلك، ويتوجسون منه.. ويتساءل أحدهم عن كيف يكون شكل العالم إذا احتلت الصين مكان امريكا، فيقول الكاتب Justin Rowlatt:-
( The Chinese Are Coming!)
(investigates the spread of Chinese influence around the planet and asks what the world will be like if China overtakes America as the world's leader...)
ويقول كاتب آخر:- الصينيون قادمون، كيف نستطيع إيقافهم؟!
E Lee:- THE CHINESE ARE COMING. HOW CAN WE STOP THEM!
* لقد تغلغلت الصين وروسيا بعيداً عن أمريكا الغارقة في فرض العقوبات، شططاً، والتي تكيل بأكثر من مكيال، إقتراباً أو ابتعاداً عن مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، بل وتتغاضى عن كل المبادئ السامية التي تتمشدق بها..
* فلا يغرنكم ما تحدثه أمريكا من ضجيج حول المدنية والديمقراطية في السودان.. وحقوق الإنسان، فمصالحها تعلو على مبادئها في أي زمان وأي مكان.. وما يحدث الآن في السودان يعكس سعيها الحثيث وراء مصالحها حتى وإن كان فيه إضرار بالديمقراطية الحقة والعدالة الحقة وكل ما له صلة بحقوق الإنسان..
* لم تكترث بما فيه الكفاية لإنقلاب البرهان وحميدتي على الوثيقة الدستورية، وتغييرهما لمسار الثورة، فالمهم عندها أن يكونا طوع بنانها، بواسطة أتباعها في الآلية الثلاثية والآلية الرباعية......
* وها هي (تكابس، مكابسةً) فيها (زلعةُ) جائعٍ لم يتناول طعاماً منذ أيام.. وأتى ممثلون لها، بالإضافة إلى الآلية الثلاثية والآليةالرباعية، للتخطيط لما ينبغي عليه الحكم فيالسودان، ومواصفات الحكام المطلوب خضوعهم لمصالحها..
* إن أمريكا في عجلة من أمر إزاحة الصين وروسيا من السودان، ومن كل الأفريقية!
* لن أتفاجأ، إذا نجحت الآلية الثلاثية والرباعية في تجسير الهوة بين مركزية قحت والكتلة الديمقراطية وقيام حكومة مدنية في السودان، حكومة تدفعها أمريكا لتقليص تغلغل روسيا والصين في البلد بما لا تتعارض مع المصالح الأمريكية وتمددها..
* لن يباغتني، ما قد يباغت كثيرين، في الأيام القادمة، من تحركات سياسية تضع مبادئ ثورة ديسمبر المجيدة على الرف.. لم أتعجب حين أبلغ المبعوثين (الدوليين) نفراً من الكتلة الديمقراطية بأنهم يدعمون الاتفاق الاطاري، ويشترطون ألا يكون الإطاري اتفاقاً حصرياً على الموقعين عليه، بل يجب أن يشمل (الجميع).. وكلمة (الجميع) هذه هي الكلمة المفتاحية التي ظل يلهج بها البرهان طوال الوقت..
* وانعقد اجتماع بين الموقعين على الاتفاق الإطاري وبين نفر من الكتلة الديمقراطية، بحضور البرهان وحميدتي والآلية الثلاثية والآلية الرباعية؛ واتفق المجتمون علي طَّي صفحة الماضي ومواصلة اللقاءات تلبيةً لدعوات من البرهان وحميدتي..
* أيها الناس، لقد نجحت المبادرة المصرية، او تكاد، ويكاد البرهان أن يكسب رهان فرض أجندتته التي أكد، مراراً وتكراراً، أن أجندته هي التي سوف تكون الهادي لمسيرة الاتفاق الإطاري.. وعبَّر، في منطقة كبوشية، عن رفضه المُضي في الاتفاق الإطاري مع جهة واحدة، وأصر على مشاركة (الجميع) لتنفيذ الاتفاق..
* لكن هل تقبل مركزية قحت أن يتم توقيع (الجميع) ككتلة توقيعاً واحداً،ً ام ترفض المركزية؟! وهنا تكمن المشكلة، فإذا قبلت قحت ذلك، ولا أعتقد أنها ستقبل، تكون أجندة البرهان هي التي تحدد مسار الأحداث ضد أهداف الثورة..
* وسوف تواجه عملية التوفيق بين المركزية والكتلة حرباً شعواء من لجان المقاومة (الحرة) الحامية للثورة المجيدة والسد المنيع أمام كل جنوح عن مبادئها العظيمة..
* وحتشوفوا من لجان المقاومة (الحرة) الما شفتوهو، قبل كده!

osmanabuasad@gmail.com

 

آراء