المحبوب ما بين التوبة النصوحة والضرس المِتَاوِر والدودة المزعجة
فيصل بسمة
11 May, 2022
11 May, 2022
بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
كتب السيد المحبوب عبدالسلام المحبوب مقال بعنوان:
(العجز عن التغيير لا بل عن فهمه)
و قد تم نشر الموضوع في جريدة سودان تريبيون بتاريخ الثالث (٠٣) من مايو ٢٠٢٢ ميلادية...
و يعتقد صاحبنا ، و ربما كثيرون ، أن حديث السيد المحبوب يبدو في ظاهره إجتهاد جيد و مقدر ، ساح فيه المحبوب و طاف بالقرآء ، فذكر التجريب و إعادة صناعة التاريخ الفاشلة و الأفكار القاتلة و الميتة و تلك المستوردة ، و ألمح إلى عمىَٰ البصآئر ، و تناول الإنتقال و التغيير ، و الملفت للنظر أنه و على خلاف الجماعة (الكيزان) فقد أشار السيد المحبوب إلى الممنوعات و المحرمات الكيزانية مثل (روح الوطن) و (التسامح) و (العدالة الإنتقالية) و (الإستمساك بالديمقراطية كمنهج)...
و قد حاول السيد المحبوب مجتهداً إنتقاد جماعته المتأسلمة (الكيزان) و التنظيم على الفشل السياسي و سوء إدارة الدولة و ممارسة الفساد في السلطة و المال ، و لكن رغم هذا الإجتهاد المقدر إلا أن هذه المحاولة النقدية تبدوا خجولة و كأنها تحسراً على ماضٍ ولىَٰ أو ربما بكآءً على صيفٍ عبر و لبنٍ ضاع و انسكب أكثر منها نقداً بنآءً لفكر ضآل و نظام ديكتاتوري لجماعة أسآءت الأدب و مارست القمع و القتل و الفساد بصورة غير مسبوقة في تاريخ السودان...
و لقد تعرض السيد المحبوب في سياحته الإستعراضية تلك إلى عجز الجماعة المتأسلمة عن إستيعاب التغيير و فهمه و عن مراجعة النفس و التصحيح و مواكبة العصر مما تسبب في تعثر و فشل ”مشاريع“ الجماعة العديدة في السودان و في مناطق أخرى منتشرة ما بين المحيط و الخليج...
و قد ألمح المحبوب إلى التجريب في بلاد السودان و ذكر من الخيبات ما ذكر و أشار إلى الأفكار المستوردة من منابت غريبة على البيئة ، لكنه أحجم عن سيرةِ أفكارٍ مستوردةٍ إلى بلاد السودان من شمال وادي النيل كان قد إبتدعها شيخ الجماعة الأكبر حسن البنا و غذاها من بعده الأتباع و المريدون ، أفكار إنتشرت إنتشار حشآئش النيل التي تعيق الملاحة ، أفكارٌ و تنظيمٌ هو في نظر الكثيرين نبتة دخيلة و غريبة على البيئة السودانية بل و على دين الإسلام الذي أتى به النبي المصطفى صلى الله عليه و سلم ، تنظيم يتاجر بالدين سياسياً و إقتصادياً و تروج أفكاره إلى الجهاد و تكفير المجتمعات المسلمة ، تنظيم يستخدم العنف من أجل الوصول إلى السلطة مما دعى العديد من الدول و المنظمات إلى تصنيفه في خانة الجماعات الإرهابية...
عموماً ، فإن هذا مقال ربما يصنف في خانة الجيد أو المقبول أو يعد من فصيلة السياحة السريعة في التاريخ ، و يبدو المقال و كأنه إستعراض للمعارف ، فلقد ساح و طاف السيد المحبوب بالقرآء في جنبات و صفحات كتب المفكرين و الكتاب ، و حرص السيد المحبوب ، في سياحته تلك و طوافه ، حرصاً عظيماً و أصر على تذكير القرآء بغزارة فكره و كثرة إضطلاعه فعلموا بذلك...
و لقد علمت الشعوب السودانية و آخرون بمثل هذه التحاليل الفطيرة مراراً و كذلك بنسخ أخرى مكررة مشابهة صاغها ”مدعو توبات“ متأسلمون كثرٌ حتى ملتها و ملتهم ، و كانت الشعوب السودانية من قبلها قد ملت كل مدعي المعرفة و المتنطعين من قبآئل المحللين و الإستراتيجيين و (كَجَّنَتَهم) و كَجَّنَت تحليلاتهم (المَسِيخَة) تَكجِيناً بآئناً...
كما ملت الشعوب السودانية كثيراً من محاولات الكثيرين من الأدعيآء و المدعين من المتأسلمين و من غير المتأسلمين و محاولاتهم إبراز عضلاتهم المعرفية عن طريق إستعراض و حشو أسمآء المراجع و المفكرين و الكتاب الأجانب و الإستدلال بأقوالهم (بسبب و من غير سبب) حتى يوهموا القرآء بالمصداقية و بالأصالة ، و حتى يرضخ القرآء و يستسلموا و يذعنوا و يشهدوا لهم بالريادة و الزيادة في الإضطلاع و المعرفة و الخبرة و التأهيل...
و يعتقد صاحبنا ، و ربما كثيرون ، من بعد قرآءة المقال أن السيد المحبوب ما زال كوزاً ، أو ربما أن حالة الكوزنة لم تغادره في الإساس ، و أن الكوزنة ما فتأت تعاود المحبوب و آخرين من الجماعة المتأسلمة و تَتَاوِرَهم مُتَاوَرَة الأضراس لأصحابها ، أو تأكلهم أكل و مضايقة الدود للمصابين به!!!...
و لقد تناول صاحبنا في مقالات سابقة له منشورة في الأسافير أحاديث و أقوال عن (مُتَاوَرَةَ الأضراس) و ألامها و عن (إمتلاك الدود) الذي يأكل و يضايق أصحابه فيدفعهم إلى الحك بشدة على الجلود و حول مناطق حساسة ، و ربما ذكر صاحبنا في مقالاته عبارات أخرى مماثلة إقتباساً من أداب و قواميس الشعوب السودانية و شعوب أخرى تفيد بقوة حنين العودة إلى الماضي القديم أو تعني أن من نسيَ قديمه فقد تاه...
و يسأل صاحبنا الله العلي القدير أن لا يكون مقال السيد المحبوب مجرد ضرساً تَاوَرَ صاحبه فأورثه الألم ، أو دودةً أكلت صاحبها فضايقته و سببت له الحكة و الإزعاج ، دودةٌ يعتقد صاحبنا ، و ربما كثيرون ، أنها ربما انتقلت مباشرةً إلى السيد المحبوب و آخرين من أعضآء الجماعة من شيخهم بسبب المعاشرة و المخالطة اللصيقة أثنآء حياة الشيخ أو حتى من بعد مماته ، و معلومٌ أن الدود يعيش على الخلايا الميتة و يخرج من بين شقوق الأرض كما تخرج الأفاعي...
و يعتقد صاحبنا ، و ربما كثيرون ، أن السيد المحبوب أصبح غير محبوب أو غير مرغوب فيه لدى الجماعة ، بل و ربما صار ممقوتاً و بصورة كبيرة من قبل قطاع ليس باليسير من الجماعة بسبب إنتقاده لهم و لتنظيمهم...
و يعتقد صاحبنا ، و ربما كثيرون ، أن السيد المحبوب ربما كان من المحبوبين المحظوظين ، و يستدلون على ذلك بسهامٍ للنقد عديدة وجهتها نحوه الجماعة بغرض إصابة شخصيته و مصداقيته في مقتل و ذلك لأنه أصبح مارقاً عليها و على غيرِ دينها (القَاطعَهُو من رأسها) ، و يعتقد صاحبنا ، و ربما كثيرون ، أن كل من يمرق أو يكون على غير دين و عقيدة الجماعة الفاسدة فهو سعيد و من الفآئزين بإذن الله سبحانه و تعالى ، و قطعاً من الناجين...
و في ذات الوقت يعتقد صاحبنا ، و ربما كثيرون ، أن السيد المحبوب ما زال يتحسس طريق التوبة النصوحة التي قياساً على حالات أفراد من الجماعة مماثلة ربما ، و بفضل من الله و عون ، ربما تجب ما قبلها...
و قد أظهرت الأيام أن المحبوب و آخرين من (الأخوان) قد شرعوا في نقد الجماعة و نظامها مع التبرؤ منها ، أو أنهم ربما يودون ذلك ، أو ربما أنه و الآخرين قد عقدوا العزم و النية على فعل ذلك ، و عموماً فإن لكل مشوار بدايات ، و لهذا فإن كثيرين ، و فيهم صاحبنا ، يتمنون صادقين بأن يصيب السيد المحبوب و صحبه من المنسلخين من الجماعة التوفيق في مشوارهم و مساعيهم و في النهايات...
و لكن علينا أن نتذكر أن شيخ المحبوب و معلمه و زعيم الجماعة قبل أن يقضي اللهُ عليه الموتَ كان يحدث الناس بغير ما يبطن ، و كان الشيخ (حلو لسان) يسحر و يسلب ألباب الأتباع و المريدين و فيهم المحبوب ، و كان الشيخ يفعل ما بدا له و يفتي في الصغير و الكبير و له رأي في (البِتَسوَىَٰ و الما بِتَسوَىَٰ)...
و كان الشيخ يظن أنه (الأعزُ) في بلاد السودان ، و كان ينوي و يحاول (إخراج) و إبعاد عن السلطة و الدولة كل من يظن أنه (الأذلُ) ، و تدل الشواهد و الآثار أن الشيخ المعلم كان يمتلك تلك الخصال و يفعل و يمارس تلك الأفعال منذ أمد بعيد يسبق الإنقلاب و المفاصلة و إرتياد السجون و المعتقلات بعقود من الزمان...
و كان المحبوب و آخرون كثيرون من أعضآء الجماعة المتأسلمة (الكيزان) يظنون أن الإسلام قد بعث على أصوله من جديد على يد شيخهم المفكر ”المجدد“ و لا يقبلون في ذلك النقد أو النقاش ، و كان السيد المحبوب ، و ربما ما زال ، و تلاميذٌ كثرٌ للشيخ و حواريون و أنصار يظنون أن الشيخ هو ”المجدد“ الذي يأتي على رأس المية!!!...
و كان جميع تلاميذ الشيخ و حواريه و أنصاره يعلمون و يحيطون جيداً بدقآئق أفعال شيخهم و بشطحاته الفكرية و فتاويه (القاطعها من راسو) و كذلك تآمراته على خصومه و مكايده السياسية العديدة عبر عقود من الزمان ، و كان الأتباع ، و فيهم المحبوب ، يغضون الأطراف و (يسدون دي بطينة و دي بعجينة) عن تفلتات الشيخ و يحجمون عن النقد أو النطق بالحق بل و يخرسون ، و كانوا إذا ما نطقوا دافعوا عن شيخهم ظالماً أو مظلوماً ، و كانوا لا يتقبلون توجيه الإنتقادات لشيخهم ”المجدد“ مطلقاً بل كانوا يجزون رؤوس الناقدين أو يعلقونهم على المشانق!!!...
و بعد إنقلاب الإنقاذ في الثلاثين (٣٠) من يونيو ١٩٨٩ ميلادية أعلنت الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) الجهاد على جميع الشعوب السودانية ، و ادعت أنها قد أتت لتصحيح ما فسد من عقيدة الشعوب السودانية ، و مارست الجماعة الإعتقالات و التعذيب و التقتيل و الإبادات الجماعية و تم ذلك على هدي (الشيخ) و نهجه ، و لما خلا لها الجو بيضت الجماعة و أفرخت ثم أقبل أفرادها المتعطشون إلى (الترطيب) و العز و (النَّغنَغة) على الحياة الدنيا و زينتها كأن ليس هنالك غد ، و انكبوا تمكيناً و نكاحاً و إنغماساً في مباهج الدنيا الممزوجة مع كميات مهولة من الدجل الديني/السياسي و الفساد و الإفساد كما شهد بذلك الشيخ و آخرون من الجماعة من بعد المفاصلة ، و من بعد ما (خَتُّوه قَرَض)...
و كانت الجماعة المتأسلمة قد مارست كل أنواع النفاق السياسي/الإجتماعي/الديني المتاح كما ابتكرت و ابتدعت الجديد ، و ارتكبت الممارسات الفاسدة و العديد من المخالفات الشرعية و القانونية و أوجدت لها الحلول المجتمعية و الدينية (القاطعاها من رأسها) عن طريق فقه التحلل و الضرورة و التقنية أو أحياناً إجتهاداً و قياساً على فقه (خَلُّوها مستورة)...
و كانت الجماعة تعلم أو تغض الطرف أو تمارس الإثنين معاً في كل ما يخص سيرة أو ملف فساد و نفاق الجماعة و المنافقين من (الأخوان) الفاسدين ، و يبدوا أن الجماعة كانت تعتقد ، و حسب فكرها الضآل ، أن تحذير الله سبحانه و تعالى لرسوله الأمين صلى الله عليه و سلم و صحبه من أناس حولهم من الأعراب و أهل المدينة من الآيات المنسوخة أو المنسية:
{ وَمِمَّنۡ حَوۡلَكُم مِّنَ ٱلۡأَعۡرَابِ مُنَـٰفِقُونَۖ وَمِنۡ أَهۡلِ ٱلۡمَدِینَةِ مَرَدُوا۟ عَلَى ٱلنِّفَاقِ لَا تَعۡلَمُهُمۡۖ نَحۡنُ نَعۡلَمُهُمۡۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَیۡنِ ثُمَّ یُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِیمࣲ }
[سُورَةُ التَّوۡبَةِ: ١٠١]
و يا ليت للشعوب السودانية و لو شيء يسير من نور إلهي و هدى يعينهم على معرفة (المستور) و الباطن حتى يحيطون و يعلمون ما خفىَٰ عليهم و على العالمين مما كادته لهم الجماعة و شيخها و كذلك ما زال يكيده لهم الكآئدون و المتآمرون من فلول الجماعة و الساقطة و الأرزقية و الطفيلية السياسية و العسكر...
و لكن ليس بمقدور الإنسان قرآءة الغيب أو الإطلاع على خآئنة الأعين و ما تخفي الصدور فتلك خآصية حصرية للمولى الله الخالق العزيز الحكيم عز و جل وحده و تفرد في عليآءه:
{ یَعۡلَمُ خَاۤىِٕنَةَ ٱلۡأَعۡیُنِ وَمَا تُخۡفِی ٱلصُّدُورُ }
[سُورَةُ غَافِرٍ: ١٩]
و لكن و بفضلٍ من الله سبحانه و تعالى فلقد أعلمت بعضٌ من العصافير ”المغردة“ و بصاصون و هدهدٌ و جماعةُ غربانٍ من فصيلة (البين) تسكن بواطن الكتب و الدفاتر و طبقات موجات الأثير و أسافير الشبكة العنكبوتية أعلمت الشعوبَ السودانيةَ بأن مدن و حَلَّال بلاد السودان ما زالت تعج و تذخر بجماعاتٍ من الأعرابِ أو من شايعهم من الأعاجم من شتى الأجناس و الشعوب و الأقوام ، جماعات (مردة) تعود أصولها إلى المدينة أو ما حولها ، و أن تلك الجماعات ما زالت تعشق تأليف الأحاديث الجاذبة و المقالات الشيقة و ركوب الموجات و التاتشرات و طبقات الأثير و أسافير الشبكة العنكبوتية و تسطير القراطيس الفاسدة التي تثير الفتن و الفوضى و تدبيج تحليلات و تنظيرات من تلك التي (لا تَوَدِي و لا تَجِيب)...
و الشاهد هو أن الوعي لم يعد بعد إلى بعض من أفراد الجماعة المتأسلمة حيث أنه لم تظهر للرأي العام أقلامهم/سكاكينهم/مقالاتهم الناقدة و المناصرة للحق إلا من بعد الحرمان من الحصص الأميرية و (قفل البَلِف الميري) من بعد المفاصلة أو من بعد وقوع ثور الإنقاذ في ديسمبر ٢٠١٨ ميلادية ، و لكن على كل حال فإن علينا إحسان الظن بالآخرين و الظاهر يشير إلى أن المحبوب ، و ربما آخرين من الجماعة ، قد تابوا و أقلعوا ، و إن كان الأمر كذلك فذلك مما يحمد لهم...
و مما يؤسف القلب و يجرح الشعور و يقلق المضاجع أن الكثيرين من المتأسلمين و الساقطة و الأرزقية و الطفيلية السياسية و العسكر ما زالت أضراس السلطة اللعينة تَتَاوِرَهُم و ما برح دود الفساد و الإفساد يأكلهم و يضايقهم إلى يومنا هذا...
و مما يصب في خانة الأخبار السارة و التغييرات الإيجابية أن (الأضراس المتاورة) بجميع أنواعها أصبح لها أطبآء متخصصين يحسنون معالجة مُتَاوَرَاتِها ، و يشهد لهم أنهم بارعون في عمليات علاجها و خلعها إذا ما دعت الضرورة و من غير تشويه للفك أو إحداث أضرار للأضراس و الأسنان الأخرى ، و قد دلت الشواهد على أن بعضاً ممن عُولِجَت أو خُلِعَت أضراسهم الفاسدة عادوا إلى تناول الطعام الجيد من جديد و بجميع أنواعه و أشكاله و إلى المضغ و (اللُّوَاكَة) من غير عنآء أو مشقة فلم تسؤ حالاتهم الغذآئية أو الصحية!!!...
و لقد علمت الناس أيضاً أن العلم أصبح يستخدم التجارب العلمية المتقدمة لتطبيق الأفكار حتى و لو كانت شآذة و غريبة و مستوردة أو إعادة إحيآءها حتى و لو كانت مدروسة أو ميته كما في حالة الحامض النووي ، و أن العلمآء المعاصرين يبذلون جهداً مقدراً في إقناع بني الإنسان بأن بمقدورهم أن يخلقوا من (الفسيخ شربات) كما كان من إجتهادات شيخ الجماعة و معلم السيد المحبوب و (محاولاته الإنقلابية) في تنزيل تطبيقاته ”التأصيلية“ التمكينية الفاسدة على السلطة و الدولة في بلاد السودان و ربما بلاد أخرى مجاورة قريبة و أخرى بعيدة و قصية...
و يجدر بالإشارة هنا إلى أنه و في ذات المنحى التجريبي فقد نجح علمآء و باحثون في صنع وجبات غذآئية معتبرة تذخر بالبروتينات و بالعناصر الأخرى المفيدة إبتكروها من (الدود) المقزز و الممقوت ، و أن علمآء و معاهد أشادت بتلك الوجبات المبتكرة و بشرت بأن الدود و شرانق و مخلوقات أخرى ”حقيرة“ مثل الذباب سوف تتربع مكاناً مرموقاً في السلسلة الغذآئية لبنى الإنسان في المستقبل القريب ، مما يعني/يحتم إعادة النظر في التصنيفات التي تضع بعض/كثير من المخلوقات في خانات الوضاعة و الحقارة و القذارة!!!...
و مما يسر المرء و يفرحه أيضاً أن السيد المحبوب و بضع أفراد من الجماعة المتأسلمة و جماعات أخرى وضيعة و حقيرة قد علموا جميعهم بأن الثورة السودانية الحالية نبتة محلية طيبة و أن (أمها بت عم أبوها) ، ثورة أُنبِتَت من بذرةٍ طيبةٍ زُرِعَت في أرضٍ طيبةٍ و سُقَت بمآء نهر النيل ، أرض طيبة لا تخرج إلا طيباً ، أرضٌ ترفضُ و تلفظُ كل ما هو نكد و رديء و سيئ و وضيع و حقير...
كما أن الثوار قد أبلغوا السيد المحبوب و الجماعة و العسكر و العالم مراراً و تكراراً و بالصوت العالي أن الثورة السودانية الطيبة شعلة مستمرة و ما زالت تنشد الحرية و التغيير و تتحسس طريق الوعي بثبات و قوة و إرادة رغم معوقات الأضراس و الدود ، و أنها ثورة منتصرة بإذن الله...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
FAISAL M S BASAMA
fbasama@gmail.com
////////////////////////
كتب السيد المحبوب عبدالسلام المحبوب مقال بعنوان:
(العجز عن التغيير لا بل عن فهمه)
و قد تم نشر الموضوع في جريدة سودان تريبيون بتاريخ الثالث (٠٣) من مايو ٢٠٢٢ ميلادية...
و يعتقد صاحبنا ، و ربما كثيرون ، أن حديث السيد المحبوب يبدو في ظاهره إجتهاد جيد و مقدر ، ساح فيه المحبوب و طاف بالقرآء ، فذكر التجريب و إعادة صناعة التاريخ الفاشلة و الأفكار القاتلة و الميتة و تلك المستوردة ، و ألمح إلى عمىَٰ البصآئر ، و تناول الإنتقال و التغيير ، و الملفت للنظر أنه و على خلاف الجماعة (الكيزان) فقد أشار السيد المحبوب إلى الممنوعات و المحرمات الكيزانية مثل (روح الوطن) و (التسامح) و (العدالة الإنتقالية) و (الإستمساك بالديمقراطية كمنهج)...
و قد حاول السيد المحبوب مجتهداً إنتقاد جماعته المتأسلمة (الكيزان) و التنظيم على الفشل السياسي و سوء إدارة الدولة و ممارسة الفساد في السلطة و المال ، و لكن رغم هذا الإجتهاد المقدر إلا أن هذه المحاولة النقدية تبدوا خجولة و كأنها تحسراً على ماضٍ ولىَٰ أو ربما بكآءً على صيفٍ عبر و لبنٍ ضاع و انسكب أكثر منها نقداً بنآءً لفكر ضآل و نظام ديكتاتوري لجماعة أسآءت الأدب و مارست القمع و القتل و الفساد بصورة غير مسبوقة في تاريخ السودان...
و لقد تعرض السيد المحبوب في سياحته الإستعراضية تلك إلى عجز الجماعة المتأسلمة عن إستيعاب التغيير و فهمه و عن مراجعة النفس و التصحيح و مواكبة العصر مما تسبب في تعثر و فشل ”مشاريع“ الجماعة العديدة في السودان و في مناطق أخرى منتشرة ما بين المحيط و الخليج...
و قد ألمح المحبوب إلى التجريب في بلاد السودان و ذكر من الخيبات ما ذكر و أشار إلى الأفكار المستوردة من منابت غريبة على البيئة ، لكنه أحجم عن سيرةِ أفكارٍ مستوردةٍ إلى بلاد السودان من شمال وادي النيل كان قد إبتدعها شيخ الجماعة الأكبر حسن البنا و غذاها من بعده الأتباع و المريدون ، أفكار إنتشرت إنتشار حشآئش النيل التي تعيق الملاحة ، أفكارٌ و تنظيمٌ هو في نظر الكثيرين نبتة دخيلة و غريبة على البيئة السودانية بل و على دين الإسلام الذي أتى به النبي المصطفى صلى الله عليه و سلم ، تنظيم يتاجر بالدين سياسياً و إقتصادياً و تروج أفكاره إلى الجهاد و تكفير المجتمعات المسلمة ، تنظيم يستخدم العنف من أجل الوصول إلى السلطة مما دعى العديد من الدول و المنظمات إلى تصنيفه في خانة الجماعات الإرهابية...
عموماً ، فإن هذا مقال ربما يصنف في خانة الجيد أو المقبول أو يعد من فصيلة السياحة السريعة في التاريخ ، و يبدو المقال و كأنه إستعراض للمعارف ، فلقد ساح و طاف السيد المحبوب بالقرآء في جنبات و صفحات كتب المفكرين و الكتاب ، و حرص السيد المحبوب ، في سياحته تلك و طوافه ، حرصاً عظيماً و أصر على تذكير القرآء بغزارة فكره و كثرة إضطلاعه فعلموا بذلك...
و لقد علمت الشعوب السودانية و آخرون بمثل هذه التحاليل الفطيرة مراراً و كذلك بنسخ أخرى مكررة مشابهة صاغها ”مدعو توبات“ متأسلمون كثرٌ حتى ملتها و ملتهم ، و كانت الشعوب السودانية من قبلها قد ملت كل مدعي المعرفة و المتنطعين من قبآئل المحللين و الإستراتيجيين و (كَجَّنَتَهم) و كَجَّنَت تحليلاتهم (المَسِيخَة) تَكجِيناً بآئناً...
كما ملت الشعوب السودانية كثيراً من محاولات الكثيرين من الأدعيآء و المدعين من المتأسلمين و من غير المتأسلمين و محاولاتهم إبراز عضلاتهم المعرفية عن طريق إستعراض و حشو أسمآء المراجع و المفكرين و الكتاب الأجانب و الإستدلال بأقوالهم (بسبب و من غير سبب) حتى يوهموا القرآء بالمصداقية و بالأصالة ، و حتى يرضخ القرآء و يستسلموا و يذعنوا و يشهدوا لهم بالريادة و الزيادة في الإضطلاع و المعرفة و الخبرة و التأهيل...
و يعتقد صاحبنا ، و ربما كثيرون ، من بعد قرآءة المقال أن السيد المحبوب ما زال كوزاً ، أو ربما أن حالة الكوزنة لم تغادره في الإساس ، و أن الكوزنة ما فتأت تعاود المحبوب و آخرين من الجماعة المتأسلمة و تَتَاوِرَهم مُتَاوَرَة الأضراس لأصحابها ، أو تأكلهم أكل و مضايقة الدود للمصابين به!!!...
و لقد تناول صاحبنا في مقالات سابقة له منشورة في الأسافير أحاديث و أقوال عن (مُتَاوَرَةَ الأضراس) و ألامها و عن (إمتلاك الدود) الذي يأكل و يضايق أصحابه فيدفعهم إلى الحك بشدة على الجلود و حول مناطق حساسة ، و ربما ذكر صاحبنا في مقالاته عبارات أخرى مماثلة إقتباساً من أداب و قواميس الشعوب السودانية و شعوب أخرى تفيد بقوة حنين العودة إلى الماضي القديم أو تعني أن من نسيَ قديمه فقد تاه...
و يسأل صاحبنا الله العلي القدير أن لا يكون مقال السيد المحبوب مجرد ضرساً تَاوَرَ صاحبه فأورثه الألم ، أو دودةً أكلت صاحبها فضايقته و سببت له الحكة و الإزعاج ، دودةٌ يعتقد صاحبنا ، و ربما كثيرون ، أنها ربما انتقلت مباشرةً إلى السيد المحبوب و آخرين من أعضآء الجماعة من شيخهم بسبب المعاشرة و المخالطة اللصيقة أثنآء حياة الشيخ أو حتى من بعد مماته ، و معلومٌ أن الدود يعيش على الخلايا الميتة و يخرج من بين شقوق الأرض كما تخرج الأفاعي...
و يعتقد صاحبنا ، و ربما كثيرون ، أن السيد المحبوب أصبح غير محبوب أو غير مرغوب فيه لدى الجماعة ، بل و ربما صار ممقوتاً و بصورة كبيرة من قبل قطاع ليس باليسير من الجماعة بسبب إنتقاده لهم و لتنظيمهم...
و يعتقد صاحبنا ، و ربما كثيرون ، أن السيد المحبوب ربما كان من المحبوبين المحظوظين ، و يستدلون على ذلك بسهامٍ للنقد عديدة وجهتها نحوه الجماعة بغرض إصابة شخصيته و مصداقيته في مقتل و ذلك لأنه أصبح مارقاً عليها و على غيرِ دينها (القَاطعَهُو من رأسها) ، و يعتقد صاحبنا ، و ربما كثيرون ، أن كل من يمرق أو يكون على غير دين و عقيدة الجماعة الفاسدة فهو سعيد و من الفآئزين بإذن الله سبحانه و تعالى ، و قطعاً من الناجين...
و في ذات الوقت يعتقد صاحبنا ، و ربما كثيرون ، أن السيد المحبوب ما زال يتحسس طريق التوبة النصوحة التي قياساً على حالات أفراد من الجماعة مماثلة ربما ، و بفضل من الله و عون ، ربما تجب ما قبلها...
و قد أظهرت الأيام أن المحبوب و آخرين من (الأخوان) قد شرعوا في نقد الجماعة و نظامها مع التبرؤ منها ، أو أنهم ربما يودون ذلك ، أو ربما أنه و الآخرين قد عقدوا العزم و النية على فعل ذلك ، و عموماً فإن لكل مشوار بدايات ، و لهذا فإن كثيرين ، و فيهم صاحبنا ، يتمنون صادقين بأن يصيب السيد المحبوب و صحبه من المنسلخين من الجماعة التوفيق في مشوارهم و مساعيهم و في النهايات...
و لكن علينا أن نتذكر أن شيخ المحبوب و معلمه و زعيم الجماعة قبل أن يقضي اللهُ عليه الموتَ كان يحدث الناس بغير ما يبطن ، و كان الشيخ (حلو لسان) يسحر و يسلب ألباب الأتباع و المريدين و فيهم المحبوب ، و كان الشيخ يفعل ما بدا له و يفتي في الصغير و الكبير و له رأي في (البِتَسوَىَٰ و الما بِتَسوَىَٰ)...
و كان الشيخ يظن أنه (الأعزُ) في بلاد السودان ، و كان ينوي و يحاول (إخراج) و إبعاد عن السلطة و الدولة كل من يظن أنه (الأذلُ) ، و تدل الشواهد و الآثار أن الشيخ المعلم كان يمتلك تلك الخصال و يفعل و يمارس تلك الأفعال منذ أمد بعيد يسبق الإنقلاب و المفاصلة و إرتياد السجون و المعتقلات بعقود من الزمان...
و كان المحبوب و آخرون كثيرون من أعضآء الجماعة المتأسلمة (الكيزان) يظنون أن الإسلام قد بعث على أصوله من جديد على يد شيخهم المفكر ”المجدد“ و لا يقبلون في ذلك النقد أو النقاش ، و كان السيد المحبوب ، و ربما ما زال ، و تلاميذٌ كثرٌ للشيخ و حواريون و أنصار يظنون أن الشيخ هو ”المجدد“ الذي يأتي على رأس المية!!!...
و كان جميع تلاميذ الشيخ و حواريه و أنصاره يعلمون و يحيطون جيداً بدقآئق أفعال شيخهم و بشطحاته الفكرية و فتاويه (القاطعها من راسو) و كذلك تآمراته على خصومه و مكايده السياسية العديدة عبر عقود من الزمان ، و كان الأتباع ، و فيهم المحبوب ، يغضون الأطراف و (يسدون دي بطينة و دي بعجينة) عن تفلتات الشيخ و يحجمون عن النقد أو النطق بالحق بل و يخرسون ، و كانوا إذا ما نطقوا دافعوا عن شيخهم ظالماً أو مظلوماً ، و كانوا لا يتقبلون توجيه الإنتقادات لشيخهم ”المجدد“ مطلقاً بل كانوا يجزون رؤوس الناقدين أو يعلقونهم على المشانق!!!...
و بعد إنقلاب الإنقاذ في الثلاثين (٣٠) من يونيو ١٩٨٩ ميلادية أعلنت الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) الجهاد على جميع الشعوب السودانية ، و ادعت أنها قد أتت لتصحيح ما فسد من عقيدة الشعوب السودانية ، و مارست الجماعة الإعتقالات و التعذيب و التقتيل و الإبادات الجماعية و تم ذلك على هدي (الشيخ) و نهجه ، و لما خلا لها الجو بيضت الجماعة و أفرخت ثم أقبل أفرادها المتعطشون إلى (الترطيب) و العز و (النَّغنَغة) على الحياة الدنيا و زينتها كأن ليس هنالك غد ، و انكبوا تمكيناً و نكاحاً و إنغماساً في مباهج الدنيا الممزوجة مع كميات مهولة من الدجل الديني/السياسي و الفساد و الإفساد كما شهد بذلك الشيخ و آخرون من الجماعة من بعد المفاصلة ، و من بعد ما (خَتُّوه قَرَض)...
و كانت الجماعة المتأسلمة قد مارست كل أنواع النفاق السياسي/الإجتماعي/الديني المتاح كما ابتكرت و ابتدعت الجديد ، و ارتكبت الممارسات الفاسدة و العديد من المخالفات الشرعية و القانونية و أوجدت لها الحلول المجتمعية و الدينية (القاطعاها من رأسها) عن طريق فقه التحلل و الضرورة و التقنية أو أحياناً إجتهاداً و قياساً على فقه (خَلُّوها مستورة)...
و كانت الجماعة تعلم أو تغض الطرف أو تمارس الإثنين معاً في كل ما يخص سيرة أو ملف فساد و نفاق الجماعة و المنافقين من (الأخوان) الفاسدين ، و يبدوا أن الجماعة كانت تعتقد ، و حسب فكرها الضآل ، أن تحذير الله سبحانه و تعالى لرسوله الأمين صلى الله عليه و سلم و صحبه من أناس حولهم من الأعراب و أهل المدينة من الآيات المنسوخة أو المنسية:
{ وَمِمَّنۡ حَوۡلَكُم مِّنَ ٱلۡأَعۡرَابِ مُنَـٰفِقُونَۖ وَمِنۡ أَهۡلِ ٱلۡمَدِینَةِ مَرَدُوا۟ عَلَى ٱلنِّفَاقِ لَا تَعۡلَمُهُمۡۖ نَحۡنُ نَعۡلَمُهُمۡۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَیۡنِ ثُمَّ یُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِیمࣲ }
[سُورَةُ التَّوۡبَةِ: ١٠١]
و يا ليت للشعوب السودانية و لو شيء يسير من نور إلهي و هدى يعينهم على معرفة (المستور) و الباطن حتى يحيطون و يعلمون ما خفىَٰ عليهم و على العالمين مما كادته لهم الجماعة و شيخها و كذلك ما زال يكيده لهم الكآئدون و المتآمرون من فلول الجماعة و الساقطة و الأرزقية و الطفيلية السياسية و العسكر...
و لكن ليس بمقدور الإنسان قرآءة الغيب أو الإطلاع على خآئنة الأعين و ما تخفي الصدور فتلك خآصية حصرية للمولى الله الخالق العزيز الحكيم عز و جل وحده و تفرد في عليآءه:
{ یَعۡلَمُ خَاۤىِٕنَةَ ٱلۡأَعۡیُنِ وَمَا تُخۡفِی ٱلصُّدُورُ }
[سُورَةُ غَافِرٍ: ١٩]
و لكن و بفضلٍ من الله سبحانه و تعالى فلقد أعلمت بعضٌ من العصافير ”المغردة“ و بصاصون و هدهدٌ و جماعةُ غربانٍ من فصيلة (البين) تسكن بواطن الكتب و الدفاتر و طبقات موجات الأثير و أسافير الشبكة العنكبوتية أعلمت الشعوبَ السودانيةَ بأن مدن و حَلَّال بلاد السودان ما زالت تعج و تذخر بجماعاتٍ من الأعرابِ أو من شايعهم من الأعاجم من شتى الأجناس و الشعوب و الأقوام ، جماعات (مردة) تعود أصولها إلى المدينة أو ما حولها ، و أن تلك الجماعات ما زالت تعشق تأليف الأحاديث الجاذبة و المقالات الشيقة و ركوب الموجات و التاتشرات و طبقات الأثير و أسافير الشبكة العنكبوتية و تسطير القراطيس الفاسدة التي تثير الفتن و الفوضى و تدبيج تحليلات و تنظيرات من تلك التي (لا تَوَدِي و لا تَجِيب)...
و الشاهد هو أن الوعي لم يعد بعد إلى بعض من أفراد الجماعة المتأسلمة حيث أنه لم تظهر للرأي العام أقلامهم/سكاكينهم/مقالاتهم الناقدة و المناصرة للحق إلا من بعد الحرمان من الحصص الأميرية و (قفل البَلِف الميري) من بعد المفاصلة أو من بعد وقوع ثور الإنقاذ في ديسمبر ٢٠١٨ ميلادية ، و لكن على كل حال فإن علينا إحسان الظن بالآخرين و الظاهر يشير إلى أن المحبوب ، و ربما آخرين من الجماعة ، قد تابوا و أقلعوا ، و إن كان الأمر كذلك فذلك مما يحمد لهم...
و مما يؤسف القلب و يجرح الشعور و يقلق المضاجع أن الكثيرين من المتأسلمين و الساقطة و الأرزقية و الطفيلية السياسية و العسكر ما زالت أضراس السلطة اللعينة تَتَاوِرَهُم و ما برح دود الفساد و الإفساد يأكلهم و يضايقهم إلى يومنا هذا...
و مما يصب في خانة الأخبار السارة و التغييرات الإيجابية أن (الأضراس المتاورة) بجميع أنواعها أصبح لها أطبآء متخصصين يحسنون معالجة مُتَاوَرَاتِها ، و يشهد لهم أنهم بارعون في عمليات علاجها و خلعها إذا ما دعت الضرورة و من غير تشويه للفك أو إحداث أضرار للأضراس و الأسنان الأخرى ، و قد دلت الشواهد على أن بعضاً ممن عُولِجَت أو خُلِعَت أضراسهم الفاسدة عادوا إلى تناول الطعام الجيد من جديد و بجميع أنواعه و أشكاله و إلى المضغ و (اللُّوَاكَة) من غير عنآء أو مشقة فلم تسؤ حالاتهم الغذآئية أو الصحية!!!...
و لقد علمت الناس أيضاً أن العلم أصبح يستخدم التجارب العلمية المتقدمة لتطبيق الأفكار حتى و لو كانت شآذة و غريبة و مستوردة أو إعادة إحيآءها حتى و لو كانت مدروسة أو ميته كما في حالة الحامض النووي ، و أن العلمآء المعاصرين يبذلون جهداً مقدراً في إقناع بني الإنسان بأن بمقدورهم أن يخلقوا من (الفسيخ شربات) كما كان من إجتهادات شيخ الجماعة و معلم السيد المحبوب و (محاولاته الإنقلابية) في تنزيل تطبيقاته ”التأصيلية“ التمكينية الفاسدة على السلطة و الدولة في بلاد السودان و ربما بلاد أخرى مجاورة قريبة و أخرى بعيدة و قصية...
و يجدر بالإشارة هنا إلى أنه و في ذات المنحى التجريبي فقد نجح علمآء و باحثون في صنع وجبات غذآئية معتبرة تذخر بالبروتينات و بالعناصر الأخرى المفيدة إبتكروها من (الدود) المقزز و الممقوت ، و أن علمآء و معاهد أشادت بتلك الوجبات المبتكرة و بشرت بأن الدود و شرانق و مخلوقات أخرى ”حقيرة“ مثل الذباب سوف تتربع مكاناً مرموقاً في السلسلة الغذآئية لبنى الإنسان في المستقبل القريب ، مما يعني/يحتم إعادة النظر في التصنيفات التي تضع بعض/كثير من المخلوقات في خانات الوضاعة و الحقارة و القذارة!!!...
و مما يسر المرء و يفرحه أيضاً أن السيد المحبوب و بضع أفراد من الجماعة المتأسلمة و جماعات أخرى وضيعة و حقيرة قد علموا جميعهم بأن الثورة السودانية الحالية نبتة محلية طيبة و أن (أمها بت عم أبوها) ، ثورة أُنبِتَت من بذرةٍ طيبةٍ زُرِعَت في أرضٍ طيبةٍ و سُقَت بمآء نهر النيل ، أرض طيبة لا تخرج إلا طيباً ، أرضٌ ترفضُ و تلفظُ كل ما هو نكد و رديء و سيئ و وضيع و حقير...
كما أن الثوار قد أبلغوا السيد المحبوب و الجماعة و العسكر و العالم مراراً و تكراراً و بالصوت العالي أن الثورة السودانية الطيبة شعلة مستمرة و ما زالت تنشد الحرية و التغيير و تتحسس طريق الوعي بثبات و قوة و إرادة رغم معوقات الأضراس و الدود ، و أنها ثورة منتصرة بإذن الله...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
FAISAL M S BASAMA
fbasama@gmail.com
////////////////////////