المصدر القيادي

 


 

كمال الهدي
15 October, 2022

 

تأمُلات
. ما بقدر أفهم لما زميلة تتناول المشهد السياسي الحالي في البلد والحديث عن التسوية المفترضة وتستضيف الهندي عز الدين مع الناطق الرسمي باسم قوى الحرية والتغيير جعفر حسين.

. بحتار حقيقة وببدأ التساؤل في قرارة نفسي " ده إعلام مع البلد وثورة الشعب ولا ضدها.. ده إعلام يريد أن يسهم ويدفع بالحلول أم هي برامج وضجيج وملء زمن والسلام!".

. صحيح أن السبب الرئيس في وجود الهندي وأمثاله في المشهد حتى يومنا هذا هو مواقف أحد اضعف وزراء الإعلام في وطننا، أقصد فيصل محمد صالح وقد كتبت عن ذلك الضعف حينها وحذرت من نتائج مواقفه الهشة وخطورتها على الثورة، ومضيت لأبعد من ذلك بدعوة الثوار لتسيير مليونيات من أجل اقالته حتى لا يكون الإعلام سبباً في اجهاض ثورتهم.

. لكن ذلك لا يبرر لمؤسسة إعلامية أو زميلة فكرة استضافة من كانوا سبباً في كل مصائبنا على مدى العقود الماضية ومن هيأوا سبل الانقلاب الحالي ليكونوا جزءاً من حل منتظر أو يناقشوا ما يجري بعد أن بلغنا الحضيض في كل شيء.

. اللهم إلا إذا كان الدافع هو ايجاد مبررات للإنقلابيين ومحاولة إلقاء اللوم في الدمار الحالي على طرف واحد.

. لهذا لم أستغرب لحديث الهندي عن أن الرغبة في التشفي كانت سبباً في افشال الفترة الانتقالية.

. وليت شعبنا تشفى حقيقة فيمن قتل وشرد ونهب وأفسد الحياة، فوقتها كنا (عبرنا) حقيقة لا قولاً كما ظل يردد دكتور حمدوك.

. أمثال الهندي يغضبهم العنف اللفظي الذي ساد ضد الكيزان لكنهم لا يتأثرون حتى يومنا هذا بقتل الأبرياء ودهس الأطفال والشباب بمركبات المتفلتين الذين يُسمون مجازاً (ب) النظاميين.

. الهندي يغضبه قيام لجنة التفكيك بطرد 100 دبلوماسي يقول انهم تدرجوا من سكرتيرين ثوالث حتى أصبحوا سفراء يمثلون (عظم) الدبلوماسية السودانية متجاهلاً كيفية دخولهم في البداية لوزارة الخارجية وما إذا امتلكوا المؤهلات اللازمة حينها أم لا.

. يتجاهل الهندي كل الفضائح التي تسبب لنا فيها من صاروا دبلوماسيين في زمن الانقاذ، وكيف لا يفعل وهو ذات نفسه ممن أتاحت لهم حكومة (الساقطين) أن يصبحوا نجوم مجتمع ورواد إعلام إلى أن أوصلونا لما نحن فيه.

. وعلى ذكر التدرج في العمل الدبلوماسي والمؤهلات أتذكر قول سفير مهني محترم ممن تتدرجوا وظيفياً حقيقة في الخارجية وألتحقوا بها قبل زمن (الهوان).. أتذكر قوله لي بالحرف " والله يا كمال انتو ضيعتوا أنفسكم بالغربة فالشباب القدركم المعانا في الخارجية لا بعرفوا عربي لا إنجليزي".

. الكلام ده كان قبل أكثر من عشر سنوات، وبالطبع من كان يتكلم عنهم سعادته حينها هم من يتوهم الهندي أنهم كفاءات شردتهم لجنة التفكيك قبل أن يعودوا بقرار ما أسماها الهندي (المحكمة).

. بالطبع لا يمس حديثي أعلاه كل العاملين في وزارة الخارجية ففيهم بعض الكفاءات والأشخاص المحترمين لكنهم قلة بكل تأكيد.

. فههناك المئات من حملة الدرجات الوهمية ومن وضعوا في مناصب لم يكونوا يستحقونها لولا تمكين الفاشلين.

. المذيعة فرضت علينا أن نتابع الهندي وكأنه مفكر أو منظر بارع من أجل ماذا لا أدري.

. وضمن هذا السياق أتفق تماماً مع رفض جعفر حسين لمصطلح ( المصدر القيادي).

. فهو مصطاح يوظفه بعض الصحفيين في الغالب الأعم لنشر أكاذيب وأخبار ملفقة ذات غرض.

. فالمصدر القيادي الجاد والصادق والشجاع لابد ان يذكر اسمه كما أشار جعفر حسين.

. ولو كنت مكان القائم على أمر أي صحيفة في البلد لما نشرت للناس خبراِ بمثل هذه الأهمية نقلاً عن ( مصدر) غير مُعرف بالاسم.

. فالبلد بلغ مرحلة اللا عودة ومن يملك فكرة أو خبراً يستحق يفترض أن يملك شجاعة نقله أو نشره.

. التبرير الباهت بأن المصدر يحتاج للأمان الذي قاله الهندي مرفوض جملة وتفصيلاً في هذه المرحلة.

. الأمان ما لقوه شباب وشابات في مقتبل العمر فقدوا أرواحهم العزيزة من أجل هذا الوطن جاي يفتش ليه مصدر (مفترض) ربما عاش ما يكفي في هذه الدنيا!!

. مشكلتنا دائماً في عدم المبدئية.

. فالإعلامي يريد سبقاً صحفياً ولو أدى ذلك لمزيد من البلبلة في بلد ما ناقص أصلاً.

. والغريب أن هذا الإعلامي الساعي للسبق الصحفي يعيب على السياسي لهثه وراء المناصب.

. نحن في الكورة الهينة دي نفرح لاستئثار صحفي مقرب من بعض الإداريين ونتوهم أنه مجتهد وشاطر لكونه ينقل أخبار نادٍ أو مؤسسة حتى لو خلقت تلك الأخبار بعض المشاكل.

. نسميها شطارة مع إنه ليس أكثر من (تِمسح) في الإداريين وضعف منهم وعدم احترام وقلة مهنية وإفشاء لأسرار المؤسسة، فالخبر الحقيقي يُفترض أن يُملك لوسائل الإعلام عبر الجهة المعنية في النادي أو المؤسسة.

. السودان ده غايتو الوقعت فيه يرفعها رب العالمين.

kamalalhidai@hotmail.com

 

آراء