الميرغني يلبس “الرين كوت”

 


 

صديق محيسي
2 April, 2014

 




فأجأ  حزب  السيد محمد عثمان الميرغني الإتحادي الديمقراطي ‘الأصل  ‘الجميع   باستدارته مائة وثمانون درجة  ليركب في سرج واحد مع الحزب الشيوعي  في مطالبته الشريك الأعلي في الحكم بشروط تخلي عنها حزبا الامة والشعبي في  شأن الحوار المزعوم,  وجاء في الخبر الذي نشرته صحيفة الشرق الاوسط  علي لسان  متحدث بأسم الحزب اي بأسم الميرغني
" أن دعوة الرئيس السوداني عمر البشير للحوار، يجب أن تفضي إلى تشكيل حكومة انتقالية يشارك فيها الجميع. وهو الشرط الذي وضعته قوى وأحزاب المعارضة، ورفضه الرئيس عمر البشير وحكومته رفضا قاطعا. وقال المتحدث باسم الحزب إبراهيم الميرغني للصحافيين بالخرطوم أمس، إن حزبه سيدخل الحوار وفقا لرؤية تتضمن إلغاء القوانين المقيدة للحريات، وتحديد فترة انتقالية تديرها حكومة قومية، ويحكمها دستور مؤقت أو إعلان دستوري، إلى حين إجراء الانتخابات العامة وإجازة الدستور الدائم" ويمضي البيان  الجيفاري"الذي جاء في الخبر" واشترط المتحدث باسم الحزب، الذي يعد أكبر حليف لنظام حكم الرئيس البشير، على الحكومة التي يشارك فيها، ما سماه «تهيئة مناخ الحوار»، التي تبدأ بإعلان العفو العام، ووقف إطلاق النار، وإطلاق سراح المعتقلين والمحكومين السياسيين، ورفع القيود عن الإعلام، وتكوين لجنة تحقيق مستقلة وفقا للمعايير الدولية بشأن انتهاكات حقوق الإنسان" هل نسمي الموقف الجديد  صحوة سياسية  اصابت حزب الحركة الوطنية  ام  ان قرنا إستشعار صاحبه  عبرتا  مياه البحر الأحمر لتصلا الي المملكة العربية السعودية ومصر  حيث  تتواصل  توابع الزلزال   ضد تنظيم الاخوان المسلمين ,وتتغير الساحة الإقليمية بوتيرة سريعة يتطلب  مجاراتها تغيير الأقنعة  قبل فوات الاون.


عاش زعيم الحزب طوال السنوات الماضية تحت مظلة الرعاية السعودية لحركة الاخوان المسلمين في ستينات القرن الماضي حتي الحقبة السوفيتية في افغانستان  عندما ساندت المملكة الحرب الجهادية  لطرد الشيوعية الروسية من هذا الأقليم صحيح  لم يكن زعيم الحزب اخوانيا  ولا علمانيا ولكن  بساط  الشريعة  اتاح له الجلوس في طرف السجادة يمار س فيها اوراده طوال نصف القرن الماضي   وعندما  أطاح  إنقلاب الأخوان  النظام الديمقراطي في الثمانينات اندهش الكثيرون يومذاك عندما اعلن الميرغني  الكفاح المسلح  ضد النظام الجديد  بل  تفوق علي نفسه  برفعه شعاريه  اجتثاث  النظام من جذور,  او سلم تسلم تلك ذينك الشعارين اللذين انتهيا بمؤتمر القاهرة والذي كان هو المستفيد الأعظم من بيانه الختامي  اذن فأن الذي حرك الميرغني لإتخاذ هذا الموقف الجيفاري المتطرف ليس هو عشقة  عودة الديمقراطية والتعددية ,وإنماعشقه المال  ومصالحه الخاصة  التي ستتعرض  للخطر  في المملكة  السعودية  ومصروالأمارات حيث  يملك  العمارات والفنادق والبنوك والشركات هناك وهو الحصيف  الذي اكتشف ان هذا البرق السعودي يؤذن بأمطار هطالة  لاسبيل الي   وقفها إلا  بلبس "رين كوت " جديد ,  وكذا الحال في مصر التي تغيرت فيها الخريطة  تغييرا جذريا في نظام دولة مغاير يرفض لأول مرة إستغلال الدين في السياسة وضّمن ذلك في الدستور الجديد ,وتكاد الرؤي  السعودية  والمصريةة والأماراتية تنطقان  في  حالتهم  الغاضبة  في وجه كل  من يعتمد علي الدين في تحقيق ماربه الخاصة حتي لوكان الميرغني  وتشرع هذه الدول هذه   حاليا في  وضع  قوائم خاصة  تمنع بموجبها  دخول كل من له علاقة بتنظيم الاخوان  الي اراضيها  وربما تصل الامور الي الحج والعمرة  اذا تمعنا في الغضبة السعودية ضد الأخوان.
في سياق  مسلكه السياسي يتعين مراجعة  التحليل  السياسي الرصين والمدعم بالوثائق الذي نشره الكاتب  فتحي الضوءعن هذا النموذج من السياسيين, فكيف  لايصاب المراقب بالدهشة وهو يري الميرغني  يرفض عبر الصمت المطبق قرار حزبه الذي طالبه بالخروج من الحكومة إحتجاجا علي قتل شريكه عشرات المتظاهرين في إنتفاضة سبتمبر بينما  يسارع اليوم  الي   تبني طروحات قوي الإجماع الوطني, فهل اكتشف الرجل فجأة ضرورة ان تتحول بالبلاد الي  نظام ديمقراطي وهو الذي شارك  في كل جرائم النظام  منذ ان التحق به, ام انه  يراقب بهلع مايجري في السعودية  والامارات ومصر وعليه  اخرج بيانه الثوري المحير   ثمة اسباب  اخري ايضا كانت  وراء هذه  الهبة  "لمولانا الميرغني وهي  تسارع وتيرة الإحداث في بيت النظام, وظهور لاعبين جدد  مثل  الشيخ الترابي الذي وصل الي ام جرس قارعا الجرس  مرة اخري للم شمل الحركة  الإسلامية ومعانقة  خصمه  البشير الي اطاحه من مجد السلطة  خمسة عشر عاما,وكذا يري الصادق المهدي  وهو  تتملكه الحيرة بين الرصافة والجسر, ومع  هذا المشهد السوريالي المعقد, فأننا  نرحب  بعودة الأبن الضال الي صفوف  النضال اذا كان  حقا يعني  ماجاء في بيانه الثوري الذي يعيد للأذهان شعاري الإقتلاع من الجذور وسلم تسلم     
s.meheasi@hotmail.com

 

آراء