الورطة .. بقلم: صديق محيسي

 


 

صديق محيسي
28 September, 2013

 


sedig meheasi [s.meheasi@hotmail.com]
مات القذافي وفي مؤخرته خاذوق خشبي, ولم يثبت " يركز" الديكتاتور المعتوه  حين قرر الثوارقتله, فصار يستعطفهم ويرتعش كأرنب تقترب السكين من عنقه, ولكن الثورا قضوا عليه وهومختبي في ماسورة للصرف الصحي مثل الجرزان, وهي الصفة التي كان يطلقها علي الثوار.
وعلي خطي القذافي نفسها يسيرالبشير, فقد حل القذافي منذ  ثمانينات القرن  الجيش الرسمي للبلاد خوفا من الإنقلاب عليه واستبدله بما سماها الكتائب الخاصة, وكانت من اجناس مختلفة يغدق عليها ملايين الدولارات, والخطوة نفسها فعلها البشير عندما فّرغ  الجيش من العناصر الوطنية غيرالموالية للتنظيم خوفا من الانقلاب عليه , بل انه جعل من الجيش ديكورا عسكريا حين خلق جيشا موازيا اخر قوامه جهاز الأمن وزوده بأحدث الاسلحة , دبابات ومدرعات
وطائرات من صنع صيني وروسي وايراني  لحماية النظام الذي هو وعصابته , ولمزيد  من تشديد قبضته علي الحكم  نقل البشيرايضا التجربة الايرانية فأنشأ قوات الدفاع الشعبي وهي نسخة  من الحرس الثوري الايراني ليراقب بها جيش الأمن  وصانعه صلاح قوش, وليراقب الاثنان الجيش الديكوري القديم , ثم ليراقبان بعضعهما البعض, وحينما هدد علي عثمان طه  بأنه  اذا ساءت الامورسوف يدفعون بشبابهم الي المعركة مع الجماهير, فانه كان يقصد قوات الدفاع الشعبي, ولكنه لطف التسمية بقوله شبابنا, والسؤال المطروح هل سيستجيب النظام لمطالب الجماهير ويرحل , والجواب بالطبع لا والف لا , لماذا؟ والاجابه ببساطة هي  ان استسلامه يعني كمن يضع حبل المشنقة بمحض ارادته علي عنقه  مما يطلق عليه الانتحار الاختياري وهو مصير يفضل عليه  ذبح الشعب كله من  الوصول اليه , انظر عندك  تجربة صنو البشير بشارالاسد "فالرجل"من اجل السلطة اختار ان يدمر سوريا كلها حاضرا وتاريخا   ليبقى هو وطائفتة العلوية في الحكم, والبشير وعصابته , كانوا يعملون منذ ان اعادوا  صفة القبيلة في الجنسية والمعاملات الحكومية  لخوض حرب قبائل ضد قبائل اخري اذا ادلهمت الامور , ولكن الشعب السوداني رد اليهم بضاعتهم وافسدعليهم مخططهم حين خرج عليهم واحدا موحدا في الشرق والغرب والشمال.
في الادب الشعبي ان "مرفعينا" افترس حمارا لفلاح كان بعيدا في مزرعته , وبعد ان شبع وتجشأ حاول عبور طين لزج لينجو بنفسه قبل ان يضبطه  الفلاح, ولكنه غاص في الطين حتي  ابطيه , وهو علي هذه الحاله يبكي وينوح طالبا النجدة ,مر عليه  ثعلب ماكر, فحكي     له الحكاية وطلب منه ان ينقذه من هذه الورطة التي هو فيها ,فضحك الثعلب ساخرا وقال له اتسمي هذه ورطة ايها المرفعين حقا  ؟ فرد المرفعين اذن وما هو تعريفك للورطة؟, فقال الثعلب, الورطة عندما يصبح الصباح, وتشرق الشمس, وينشف هذا الطين الذي انت داخله ثم تجد الفلاح يقف علي رأسك, فهل نشف طين الانقاذ  ليقف الشعب علي رأسها ؟اظن ذلك قد بدأ.

 

آراء