يستثمرون وقتهم ومالهم وجهدهم، ليبقى الوضع البائد على ما هو عليه، مع بعض التغيير الشكلي في الشخوص. يسعون بكل قوة، لركوب الموجة والبحث عن مقعد في السلطة بأي ثمن، وإن كان عبر التحالف مع بقايا النظام البائد داخل المؤسسات التي لم يطالها تغيير حقيقي، لضعف هذا الوزير، أو ربما لتواطؤ ذلك مع الفلول لمصالح قديمة تربطه بهم.. "الكيزان" بمالهم وعتادهم و"جدادهم" وعسكرهم، يتحركون في الخفاء في نشاط وخفة، لضرب الفترة الانتقالية، ويستغلون تجمع أربعة أشخاص حول "ست الكِسرة" ليطلقوا في الميديا مقالات ومقاطع فيديو تتحدث عن فشل حكومة "المحترم" الدكتور حمدوك اقتصاديا ودينيا، مع التلويح بارتفاع وانخفاض أسعار العملات مقابل الجنيه السوداني، وكأن هذه المشاكل الموروثة عنهم لا صلة لهم بها.. ملايين الدولارات تدفع من مال الدولة حتى اللحظة، لتوفيق أوضاح "مليشا" هيئة العمليات، ومثلها لتوفيق أوضاع سدنة النظام البائد، من يقف وراء هذا الهدر للمال العام خارج قوانين ولوائح الخدمة المدنية؟.. "الفلول". الفلول سادتي، ليسوا فقط سدنة الحركة الإسلامية ومؤتمرها الوطني وأجنحته، كما يظن الكثيرون، بل يشمل هذا المصطلح، الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والشركات والمؤسسات التي تحالفت مع النظام البائد، وجلست على موائده، وأخذت نصيبها من الوظائف والمليارات مقابل غض الطرف عن أهداف المعارضة الوطنية التي رفعت شعار "إسقاط النظام" وتفكيك دولة الحزب الواحد.. وفعلا قامت هذه التنظيمات بدورها كما ينبغي، وأخذت الثمن كما ينبغي، واليوم تسلك أقصر الطرق لتنقض على السلطة بأي ثمن، وإن كان هذا الثمن بيع دماء الشهداء، والتبكير بانتخابات ديكورية تمهد الوضع لعودة النظام البائد كما حدث تماما عقب انتفاضة مارس – أبريل 1985. أحذروهم، وتحروا سيماهم من خلال منشوراتهم في الميديا، وتجاهلهم لمبادئ الثورة، وهرولتهم نحو المحاصصة، ومحاولاتهم قطع الطريق أمام تمدد الشارع عبر مصادرة الحريات التي انتزعها الثوار بالدماء، واستغلالهم لاختلاف وجهات النظر لخلق الفتن ما ظهر منها وما بطن، وطوافهم المتسرع في الأقاليم بحثا عن أنصار محتملين عبر دغدغة العواطف الدينية والاجتماعية والقبلية تماما كما كان يفعل "الكيزان".. انتبهوا.. دمتم بود