انقلاب البرهان/حميدتي علي ضوء معضلة السلطة/الدولة
عبدالله مكاوي
24 April, 2022
24 April, 2022
بسم الله الرحمن الرحيم
<abdullahaliabdullah1424@gmail.com>
اكثر ما يميز انقلاب البرهان/حميدتي انه يشبه البرهان وحميدتي، من حيث سوء التدبير والنوايا والاندفاع بجهالة للاستيلاء علي السلطة دونما اكتراث للعواقب. اي هو ليس اكثر من رغبات طفولية ونوازع تسلطية ومسالك اجرامية، تقاطعت مع اطماع ومخاوف اقليمية ومحلية. وهي سلفا حريصة علي تكريس الامتيازات لدي قلة لها ارتباط بالسلطة، استمرأت استخدام السلاح لفرض الامر الواقع. وهو ما يمكن اعتباره سمة بارزة للدولة منذ الاستقلال.
واحتمال هذه النزعة التسلطية لدي النخبة السياسية، هي نفسها ما عطل تطور الدولة، او رداها للتشوه. والمقصود ان السلطة تحاول ان تجعل الدولة علي مقاسها، او تختزل الدولة في مجموعة اجراءات تسلطية. وهذا التشوه في وعي السلطة والدولة، ترك اثره علي الحياة السياسية، التي تضخم لديها وعي السلطة (تسلط/مغانم)، بالتوازي مع ضمور وعي الدولة (ادارة/خدمات).
والحال كذلك، ظل الصراع السياسي دائما حول السلطة وعلي حساب الدولة. ومع تركيز الجهد والاهتمام علي السلطة، اصبحت هي بدورها متسلطة علي التفكير والاهتمام. لتتحول الي هاجس و وسواس قهري (مرض)! وطبيعي هذا التهجس بالسلطة، يحولها لحالة غير طبيعية، وانعكاس ذلك علي شكل الامتيازات والسلطات التي تحوزها، وابعد من ذلك تجريدها من المسؤولية. وهو ما لا يمكن ان يمر إلا عبر السلطة القهرية، وهذا ما لم تتاخر عن فرضه المؤسسة العسكرية، سواء من تلقاء ذاتها او بتحريض من بعض القوي المدنية، ولكنه ايضا وافق تطلعات واستعدادات مسبقة للعساكر! خاصة بعد ان واكب تورط المؤسسة العسكرية في السلطة، تدهور وتجريف مريع للحياة السياسية. لدرجة تحولت السلطة نفسها مؤخرا من صراع السياسة والسياسين، الي صراع القوي المسلحة من قادة الجيش والمليشيات والحركات المسلحة. ومع انحطاط الصراع لهذه الدرجة من غياب الافكار والبرامج والنشاط المدني، كان لابد للقوي التقليدية (تجاوزها التاريخ) والاقلمية من ملء هذا الفراغ.
المهم، هذا النقص في وعي الدولة الذي سمح بتمدد السلطة، قد يرجع الي ان تكوين الدولة نفسها تم علي ايدٍ اجنبية ولاجل اغراضٍ استعمارية. ولذا لم تتجذَّر ككيان ووظيفة في وعي نخبة الاستقلال. اي ظلت مجرد كيان غريب شانه شان الآلة والاجهزة التكنولوجية! وافتقاد هذا البعد الحيوي في كيان الدولة، اي كجزء من النسيج المجتمعي، هو ما حرمها الفاعلية والتطوير والمواكبة لحاجات المجتمع.
وبتعبير آخر، الدولة شأنها شان اي مصنع، تم التنازع حول ملكيته بين الوارثين، اكثر من كيفية تشغيله والمحافظة عليه! وفي هذا كان هنالك وفاء لصراعنا حول الميراث (الماضي) بحكم التراتبية الابوية، وليس حول التغيير (المستقبل)! اي الصراع كان حول المحافظة علي علاقة الوصاية، بين الاوصياء والاتباع. وعليه اصل الصراع في الدولة، هو صراع تحرر، يمر عبر فصم عري هذه العلاقة الوصائية، التي يجسدها احتكار السلطة من جانب الاوصياء. اما معضلة الصراع فليس مع الاوصياء (هذا يمثل الفرع)، ولكن في كيفية اقناع الاتباع، بانهم ليسو اتباع، وانما مواطنون كاملي الاهلية؟ وانه ليس هنالك مبرر للوصاية، إلا لغرض احتكار الامتيازات بواسطة قلة تدعي التميُّز او الانضباط او الحق التاريخي. لذلك ليس مصادفة ان صراع النخب السياسية تمترس حول هذه الامتيازات التي تعبر عنها السلطة. اي بوصفها قلة انتبهت مبكرا للعائد الكبير من هذا الصراع!!
وكان من افرازات هكذا صراع سيطرة علي الدولة ووصاية علي المواطنين ، انه اتاح المجال امام ازدهار السلوكيات الانتهازية او مبدأ الغاية تبرر الوسيلة. وهذا ما حرف الصراع حول السلطة من حيز السياسة الي مسارات ليس لها صلة بالسياسة وعلي راسها الدين. وخطورة الامر هنا، انه تم الربط بين السلطة والقداسة، لتكتسب السلطة حصانة ضد النقد والتساؤل، وصولا لفرض الاخضاع التام للدولة. والحالة هذه، لم تتغول السلطة علي الدولة، وانما ملأت السلطة كل فضاء الدولة. وهو ما يمكن ملاحظته بسهولة ليس علي مستوي التمكين او سطوة الاجهزة الامنية، ولكن حتي علي مستوي اصغر موظف وادني غفير في مستشفي نائية.
ومع دخول الاسلامويين علي خط الصراع علي السلطة باقحام الدين. تحول الدين الي اجهزة وادوات ووسائل، تحل محل اجهزة وادوات ووسائل الدولة. اي حولها الي دولة دينية متعالية علي حاجات المجتمع ومستبيحة لموارد الدولة. واذا كانت الدولة في الاساس منظومة لتدبير الحاجات وتنظيم النشاطات وتوفير الحماية، فان الدولة الدينية هي رعاية للهمجية او شرعنة لاشباع الغرائز. وفي هذا السياق، انقلاب البرهان/حميدتي الهمجي، ما هو إلا نتيجة او آفة من آفات حلول الدولة الدينية الظلامية، محل الدولة المتعثرة في البلاد.
فالبرهان يمثل مكر وخبث الاسلامويين، واستعدادهم لاستخدام كافة الوسائل وعلي الخصوص اقذرها، للبقاء في سدة السلطة، لاشباع كل غرائزهم الشهوانية. اما حميدتي فيجسد العقل الرعوي (الوعي الريعي) الذي يحول السلطة الي مجرد آلية استنزاف لموارد الدولة واصولها، لشراء الانصار والحلفاء وبناء قوة مسلحة باطشة، ليس لها وظيفة سوي حماية سلطة الاستنزاف. اي بصراحة انقلاب البرهان/حميدتي يمثل احط انواع السلطات واردأ نماذج المتسلطين.
وعموما، وجود هؤلاء علي صدارة المشهد، ما هو إلا اعلان عن الكارثة التي حلت بالسودانيين. وذلك بما يشكلانه من سطوة للافلاس القيمي والتخلف الحضاري والانسداد السياسي. والاسوأ انهما يَعِدَان بدولة وسلطة علي ذات قدراتهم ونمط تصرفاتهم، اي دولة تشبه البرهان في عقمه وتخاذله ونفاقه، وسلطة تشبه حميدتي في كاريكاتوريتها ومفارقتها لكل معقول!
اما خطورة الامر، فهي كيفية التعامل مع هؤلاء المجرمين؟ فهم لا يفهمون اللغة السياسية حتي يكترثون للمظاهرات السلمية! ولا يعون المصلحة العامة ليقدموا مصلحة الوطن! كما ان استخدام اقل عنف تجاههم، يفتح الجحيم علي البلاد واهلها، بحكم دمويتهم والتي للمفارقة هي ما اوصلتهم لما هم فيه الآن، بعد استغلال فرصة الثورة! وما زاد الطين بلة انهم ولقلة وعيهم واندفاعهم للسيطرة علي السلطة باي ثمن، اصبحوا مجرد ادوات في ايدي قوي خارجية متمرسة ولها مخططات توسعية ونهبوية، هم اجهل من ادراكها، واقل التزام اخلاقي ووطني من رفضها! كما ان هذه الطريقة المتخلفة والهمجية في ادارة الدولة، لها عواقب وخيمة، سواء بمراكمة المشكلات الداخلية وما اكثرها، او بتعريض البلاد للعزلة (والسخرية) الخارجية، ومن ثم اعادة سيرة الانقاذ في السير عكس ركب العالم الي عوالم التخلف والانحطاط والمعاناة.
وهذه الوضعية المعقدة التي قذف الانقلاب بالبلاد واهلها في اتونها، يصعب حلها ببساطة او وسيلة واحدة او من جهة محددة. بل تحتاج لتكاتف الجهود، ومراجعة متكررة للوسائل وطريقة العمل ومعرفة القدرات ومدي ملاءمتها للمطالب. اي ما نحتاجه يتعدي تنوع الوسائل الي تنوع الفاعلين المعارضين، واستثمار كل ما هو متاح من فرص، وبما في ذلك المجتمع الدولي، للوصول لتوليفة معارضة اكثر شمول ومرونة، تنال اكبر قدر من المكاسب باقل قدر من الخسائر.
مع الوضع في الاعتبار ان المواجهة لاتشمل الانقلابيين ولا داعميهم في الخارج فقط، ولكن قطاعات عديدة استفادة من نظام الانقاذ نظير مصالح متبادلة. وكذلك تراث عظيم من الاستبداد رسخ قيمه واخلاقياته، وتاليا يجد الكثيرون صعوبة في التحرر منه او تحمل مسؤولية الحرية، وعلي الخصوص التعامل الناضج مع حالة اللايقين واللااستقرار التي تسم مراحل الانتقال.
واخيرا
التغيير مشوار طويل، ويزداد صعوبة في بلاد تتعارض فيها مصلحة السلطة مع مصلحة الدولة مع مصالح المواطنين. ودمتم في رعاية الله.
<abdullahaliabdullah1424@gmail.com>
اكثر ما يميز انقلاب البرهان/حميدتي انه يشبه البرهان وحميدتي، من حيث سوء التدبير والنوايا والاندفاع بجهالة للاستيلاء علي السلطة دونما اكتراث للعواقب. اي هو ليس اكثر من رغبات طفولية ونوازع تسلطية ومسالك اجرامية، تقاطعت مع اطماع ومخاوف اقليمية ومحلية. وهي سلفا حريصة علي تكريس الامتيازات لدي قلة لها ارتباط بالسلطة، استمرأت استخدام السلاح لفرض الامر الواقع. وهو ما يمكن اعتباره سمة بارزة للدولة منذ الاستقلال.
واحتمال هذه النزعة التسلطية لدي النخبة السياسية، هي نفسها ما عطل تطور الدولة، او رداها للتشوه. والمقصود ان السلطة تحاول ان تجعل الدولة علي مقاسها، او تختزل الدولة في مجموعة اجراءات تسلطية. وهذا التشوه في وعي السلطة والدولة، ترك اثره علي الحياة السياسية، التي تضخم لديها وعي السلطة (تسلط/مغانم)، بالتوازي مع ضمور وعي الدولة (ادارة/خدمات).
والحال كذلك، ظل الصراع السياسي دائما حول السلطة وعلي حساب الدولة. ومع تركيز الجهد والاهتمام علي السلطة، اصبحت هي بدورها متسلطة علي التفكير والاهتمام. لتتحول الي هاجس و وسواس قهري (مرض)! وطبيعي هذا التهجس بالسلطة، يحولها لحالة غير طبيعية، وانعكاس ذلك علي شكل الامتيازات والسلطات التي تحوزها، وابعد من ذلك تجريدها من المسؤولية. وهو ما لا يمكن ان يمر إلا عبر السلطة القهرية، وهذا ما لم تتاخر عن فرضه المؤسسة العسكرية، سواء من تلقاء ذاتها او بتحريض من بعض القوي المدنية، ولكنه ايضا وافق تطلعات واستعدادات مسبقة للعساكر! خاصة بعد ان واكب تورط المؤسسة العسكرية في السلطة، تدهور وتجريف مريع للحياة السياسية. لدرجة تحولت السلطة نفسها مؤخرا من صراع السياسة والسياسين، الي صراع القوي المسلحة من قادة الجيش والمليشيات والحركات المسلحة. ومع انحطاط الصراع لهذه الدرجة من غياب الافكار والبرامج والنشاط المدني، كان لابد للقوي التقليدية (تجاوزها التاريخ) والاقلمية من ملء هذا الفراغ.
المهم، هذا النقص في وعي الدولة الذي سمح بتمدد السلطة، قد يرجع الي ان تكوين الدولة نفسها تم علي ايدٍ اجنبية ولاجل اغراضٍ استعمارية. ولذا لم تتجذَّر ككيان ووظيفة في وعي نخبة الاستقلال. اي ظلت مجرد كيان غريب شانه شان الآلة والاجهزة التكنولوجية! وافتقاد هذا البعد الحيوي في كيان الدولة، اي كجزء من النسيج المجتمعي، هو ما حرمها الفاعلية والتطوير والمواكبة لحاجات المجتمع.
وبتعبير آخر، الدولة شأنها شان اي مصنع، تم التنازع حول ملكيته بين الوارثين، اكثر من كيفية تشغيله والمحافظة عليه! وفي هذا كان هنالك وفاء لصراعنا حول الميراث (الماضي) بحكم التراتبية الابوية، وليس حول التغيير (المستقبل)! اي الصراع كان حول المحافظة علي علاقة الوصاية، بين الاوصياء والاتباع. وعليه اصل الصراع في الدولة، هو صراع تحرر، يمر عبر فصم عري هذه العلاقة الوصائية، التي يجسدها احتكار السلطة من جانب الاوصياء. اما معضلة الصراع فليس مع الاوصياء (هذا يمثل الفرع)، ولكن في كيفية اقناع الاتباع، بانهم ليسو اتباع، وانما مواطنون كاملي الاهلية؟ وانه ليس هنالك مبرر للوصاية، إلا لغرض احتكار الامتيازات بواسطة قلة تدعي التميُّز او الانضباط او الحق التاريخي. لذلك ليس مصادفة ان صراع النخب السياسية تمترس حول هذه الامتيازات التي تعبر عنها السلطة. اي بوصفها قلة انتبهت مبكرا للعائد الكبير من هذا الصراع!!
وكان من افرازات هكذا صراع سيطرة علي الدولة ووصاية علي المواطنين ، انه اتاح المجال امام ازدهار السلوكيات الانتهازية او مبدأ الغاية تبرر الوسيلة. وهذا ما حرف الصراع حول السلطة من حيز السياسة الي مسارات ليس لها صلة بالسياسة وعلي راسها الدين. وخطورة الامر هنا، انه تم الربط بين السلطة والقداسة، لتكتسب السلطة حصانة ضد النقد والتساؤل، وصولا لفرض الاخضاع التام للدولة. والحالة هذه، لم تتغول السلطة علي الدولة، وانما ملأت السلطة كل فضاء الدولة. وهو ما يمكن ملاحظته بسهولة ليس علي مستوي التمكين او سطوة الاجهزة الامنية، ولكن حتي علي مستوي اصغر موظف وادني غفير في مستشفي نائية.
ومع دخول الاسلامويين علي خط الصراع علي السلطة باقحام الدين. تحول الدين الي اجهزة وادوات ووسائل، تحل محل اجهزة وادوات ووسائل الدولة. اي حولها الي دولة دينية متعالية علي حاجات المجتمع ومستبيحة لموارد الدولة. واذا كانت الدولة في الاساس منظومة لتدبير الحاجات وتنظيم النشاطات وتوفير الحماية، فان الدولة الدينية هي رعاية للهمجية او شرعنة لاشباع الغرائز. وفي هذا السياق، انقلاب البرهان/حميدتي الهمجي، ما هو إلا نتيجة او آفة من آفات حلول الدولة الدينية الظلامية، محل الدولة المتعثرة في البلاد.
فالبرهان يمثل مكر وخبث الاسلامويين، واستعدادهم لاستخدام كافة الوسائل وعلي الخصوص اقذرها، للبقاء في سدة السلطة، لاشباع كل غرائزهم الشهوانية. اما حميدتي فيجسد العقل الرعوي (الوعي الريعي) الذي يحول السلطة الي مجرد آلية استنزاف لموارد الدولة واصولها، لشراء الانصار والحلفاء وبناء قوة مسلحة باطشة، ليس لها وظيفة سوي حماية سلطة الاستنزاف. اي بصراحة انقلاب البرهان/حميدتي يمثل احط انواع السلطات واردأ نماذج المتسلطين.
وعموما، وجود هؤلاء علي صدارة المشهد، ما هو إلا اعلان عن الكارثة التي حلت بالسودانيين. وذلك بما يشكلانه من سطوة للافلاس القيمي والتخلف الحضاري والانسداد السياسي. والاسوأ انهما يَعِدَان بدولة وسلطة علي ذات قدراتهم ونمط تصرفاتهم، اي دولة تشبه البرهان في عقمه وتخاذله ونفاقه، وسلطة تشبه حميدتي في كاريكاتوريتها ومفارقتها لكل معقول!
اما خطورة الامر، فهي كيفية التعامل مع هؤلاء المجرمين؟ فهم لا يفهمون اللغة السياسية حتي يكترثون للمظاهرات السلمية! ولا يعون المصلحة العامة ليقدموا مصلحة الوطن! كما ان استخدام اقل عنف تجاههم، يفتح الجحيم علي البلاد واهلها، بحكم دمويتهم والتي للمفارقة هي ما اوصلتهم لما هم فيه الآن، بعد استغلال فرصة الثورة! وما زاد الطين بلة انهم ولقلة وعيهم واندفاعهم للسيطرة علي السلطة باي ثمن، اصبحوا مجرد ادوات في ايدي قوي خارجية متمرسة ولها مخططات توسعية ونهبوية، هم اجهل من ادراكها، واقل التزام اخلاقي ووطني من رفضها! كما ان هذه الطريقة المتخلفة والهمجية في ادارة الدولة، لها عواقب وخيمة، سواء بمراكمة المشكلات الداخلية وما اكثرها، او بتعريض البلاد للعزلة (والسخرية) الخارجية، ومن ثم اعادة سيرة الانقاذ في السير عكس ركب العالم الي عوالم التخلف والانحطاط والمعاناة.
وهذه الوضعية المعقدة التي قذف الانقلاب بالبلاد واهلها في اتونها، يصعب حلها ببساطة او وسيلة واحدة او من جهة محددة. بل تحتاج لتكاتف الجهود، ومراجعة متكررة للوسائل وطريقة العمل ومعرفة القدرات ومدي ملاءمتها للمطالب. اي ما نحتاجه يتعدي تنوع الوسائل الي تنوع الفاعلين المعارضين، واستثمار كل ما هو متاح من فرص، وبما في ذلك المجتمع الدولي، للوصول لتوليفة معارضة اكثر شمول ومرونة، تنال اكبر قدر من المكاسب باقل قدر من الخسائر.
مع الوضع في الاعتبار ان المواجهة لاتشمل الانقلابيين ولا داعميهم في الخارج فقط، ولكن قطاعات عديدة استفادة من نظام الانقاذ نظير مصالح متبادلة. وكذلك تراث عظيم من الاستبداد رسخ قيمه واخلاقياته، وتاليا يجد الكثيرون صعوبة في التحرر منه او تحمل مسؤولية الحرية، وعلي الخصوص التعامل الناضج مع حالة اللايقين واللااستقرار التي تسم مراحل الانتقال.
واخيرا
التغيير مشوار طويل، ويزداد صعوبة في بلاد تتعارض فيها مصلحة السلطة مع مصلحة الدولة مع مصالح المواطنين. ودمتم في رعاية الله.