باختصار شديد

 


 

أحمد ضحية
21 April, 2023

 

المجتمع الدولي في بداية الأحداث انطلت عليه (الخدعة)، وهو الذي جرب (خدع الاسلامويين) لثلاث عقود متتالية، فظن في البداية أن هذا تحرك من (الجيش) ضد (ميليشيا متمردة)، ومن المنطقي لكل ذي عقل "الوقوف مع الجيش الرَّسمي"، لاحقاً المجتمع الدولي أدرك أن هذا ليس تحركاً من (الجيش الرَّسمي)، بل الجيش آخر من يعلم، وأن قادته كانو يمارسون حياتهم (الروتينية العادية)، دون وضع انفسهم في (وضع استعداد) —وفقا لاعترافات المفتش العام وعدد من كبار الضباط— وأن "الجناح العسكري للحركة الاسلاموية داخل الجيش"، باسناد من كتائب الظل الإسلاموية، هو الذي قاد هذا التحرك، وفرضه على الجيش المتفاجئ كامر واقع!
ادراك المجتمع الدولي لهذه (الحقيقة)، جعلت موقفه من الطرفين يتغير، ولادراك (الحركة الاسلاموية) الآن أن (مخطط انقلابها فشل)، رّمت بثقلها في المواجهة المباشرّة، وشرعت عناصرها داخل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، في اعتقال السياسيين والناشطين (الداعمين للاطاري والمناوئين للحرب)، ليس هذا فحسب، كل الاعلام العربي المملوك "لتنظيمات إسلاموية" أصبح الآن جزءً من المعركة، دفاعاً عن (مستقبل الاسلام السياسي) في السودان، وفقا لتوجيهات (التنظيم العالمي للاخوان). الواقع الآن بعد توفر (المعلومات الدقيقة)؛ حول طبيعة هذا التحرك المسلح يقول الآتي:
أن مصر عاجلاً ام آجلاً ستغير موقفها، لادراكها الآن انها لا تدعم (الجيش السوداني)، وانما تدعم "الجناح المسلح من الحركة الاسلاموية" و(عناصره داخل الجيش). فمصر ليس لمصلحتها (عودة الاسلامويين المتطرفين) للسلطة مرّة أخرى، وتغير موقف مصر يغير كثير من الموازين على الأرض. فالدعم التركي وحده لا يكفي لترجيح كفة "الجناح الاسلاموي المسلح" للاستيلاء على السلطة.
لكن في الوقت نفسه؛ ليس من المقبول أن يتم دعم (ميليشيا قبلية)، وليس من المنطق تمهيد الطريق (لمليشيا قبلية) كي تحكم الدولة، وهذا ما ستدركه (الامارات واريتريا) عاجلاً أو آجلاً، بالنسبة (لحفتر وروسيا)، فهما لا يهمهما من يحكم، بقدر ما يهمهما بقاء (الدعم السريع) قوياً لارتباط مصالحهما وانشطتهما غير المشروعة به.
الحركات المسلحة والقوى المدنية الرافضة للاطاري، يجب أن تدرك أن ما يحدث الآن أكبر من مكتسباتها في (جوبا) وأكبر من (الخلافات حول الاطاري)، وأن موقفهم الداعم للجناح المسلح للحركة الاسلاموية، سيجلب لهم (العار والوبال)، وهذا لا يعني الوقوف مع الدعم السريع، بل الوقوف في "الصف المعارض للحرب، والصف الداعي لوحدة القوى المدنية ووحدة قوى الثورة"، ففي كل الاحوال يجب أن يكون المبدأ الأساسي، أن (الطرفان المتصارعان الآن لا يمكن القبول بوجودهما في أي ترتيبات مستقبلية لوضع الدولة)، بعد ايقاف الحرب.
المهمة العاجلة الآن التركيز على الوضع الانساني وتخفيف آلام الناس وأحزانهم ومساعدتهم، وهذه مسؤولية الجميع، في الداخل والخارج.

ahmeddhahia@gmail.com

 

آراء