بخطابه الأخير البرهان ينصب نفسه ديكتاتور بلا قيود

 


 

 

كل ما تقدم بنا الزمن كلما اصبح حكم البرهان أمراً واقع والعالم يتعامل مع حكومات الامر الواقع بغض النظر عن الطريقه التى اتت بها للسلطه ، خاصه وهو مدعوم من الكيزان وهم ذوى خبره سياسيه وهم الذين يديرون البرهان ويوجهونه ولاشك ان الكيزان قد استفادوا من تجربتهم فى الحكم فى المرحله الاولى لحكمهم ويريدوا ان يوظفوا هذه الخبره فى تجربتهم الثانيه فى الحكم فهم لا يريدوا ان يظهروا بوجههم القبيح بتحدى العالم والمواجهات الصبيانية وامريكا روسيا قد دنا عذابها وبريطانيا وفرنسا تحت جزمتى وأحياناً مركوبى فنظام الانقاذ (٢) يبذل جهداً كبيراً فى اخفاء لحيته تحت الكاب وتسلل النظام الى مراكز السلطه بهدوء وباحترافية فهم لم يعودوا بقرارات من رئيس النظام لينكشف امرهم ولكن الكيزان بحكم خبرتهم التى يتفوقون بها على قوى الثوره يعرفون ان السلطه القضائيه هى من القوى المؤثره جداً فى الدوله ان لم تكن اقواها تأثيراً فقد حرصوا ان لا يفرطوا في القضاء منذ بداية انقلابهم الاول عام ٨٩ فليس هناك من يصفى الثوره ويفرغ الثوره من قراراتها مثل القضائيه فاتوا بدايه بمولانا نعمات بجهد بذلوه كبير ( وهذه قصة اخرى ) وكانت طوع ايديهم ونعود لعودة الكيزان للسلطه فقد ركب الكيزان هذه المره على ظهر السلطه القضائيه ليعودوا للسلطه فبعد ازالة الكيزان من العديد من مراكز السلطه بواسطة لجنة ازالة التمكين لم تحصن لجنة ازالة التمكين هذه القرارات ولم تؤمنها ومع احترامنا للجنة ازالة التمكين وجهدها الذى لا ينكر فهى قد انشغلت بالشو اكثر من التامين ولم تستمع لنصح الكثيرون واصبح الاتصال بأفرادها مستحيلاً وبينما كانت لجنة ازالة التمكين تهدم فى نظام الانقاذ كان التنظيم يبنى فى نظامه من جديد فى غفله من قحت التى انشغل منتسبوها بالكراسى والعربات والسفر للخارج اكثر من القصاص للشهداء (فلم تقتص لشهيد واحد ) واصبحت هناك منافسه بينهم وعاد الكيزان مره اخرى فى غفله من آل قحت وتسللوا للقضائيه بهدوء وكانوا قد سيطروا على نيكولا ولجنتها ومن ثم الدائره الاستئنافيه لقرارات لجنة ازالة التمكين ( رغم معرفتى بان هناك بعض الزملاء اتصلوا بلجنة ازالة التمكين منبهين ولكن لا حياة لمن تنادى ) والغريب ان الدائره الاستئنافيه التى يراسها مولانا ابوسبيحه والتى اعادت الكيزان للسلطه تجاوزت صلاحياتها فهى لا يحق لها التدخل الا بعد صدور قرارات لجنة نيكولا وحتى اذا تاخرت لجنة نيكولا لا يمكن تجاوزها وعندما ضمن الكيزان ان قضاة الانقاذ عادوا للسلطه وكذلك السفراء اتوا بالبرهان وانقلابه كتتويج لهذا الجهد واعتقدوا انهم قد اكملوا المهمه ولكن فاتهم ان الثوره لا يحرسها الحرس القديم انما هناك حراس جدد لا ينامون الليل ولا يغريهم المال وليس لديهم وله بالكراسى انهم شباب المقاومه وأسقط فى ايدى الكيزان وبرهانهم أربكته مقاومة هؤلاء الشباب
فالبرهان فى خطابه الاخير لم يتنحى ولم ينهار كما يفسر البعض خطابه بالعكس البرهان كان معه مجلس سياده قام بتنحية اغلبه وعلى الاقل كانوا يشاركونه القرار ولكن الآن اصبحت السلطه مركزه فى يده اكثر فقد قام بطرد ٤ اعضاء من مجلس السياده ولا اعرف على ماذا استند فى طرد اعضاء مجلس السياده وهو فرد منهم ؟ نعم هو رئيس المجلس ولكن ليس لديه سلطه لطرد عضو واحد من المجلس والإبقاء على عدد من اعضاء المجلس ويصف البعض خطاب البرهان بانه خطاب تنحى واقول لهم ان هذا خطاب تركيز سلطه فى يد ديكتاتور فهو بمفرده سيعين مجلس سياده بديل وهو بمفرده سيعين رئيس الوزراء ومجلس الوزراء وهو سيكون المتحكم فى ذلك حتى المجلس العسكرى غير موجود فمن سيعين الحكومه ؟ انه البرهان وهو الذى ينحى من ينحى الآن ويعين من يعين !! فمن يملك سلطة التعيين يملك سلطة الفصل فالبرهان الآن اصبح مثل السيسى تماماً يفعل مايشاء فهو الآن بلا وثيقه دستوريه تقيده ولا دستور يقيده ولا مجلس سياده كامل ولا رئيس وزراء فهو الكل فى الكل فهو مطلق اليد يفعل مايشاء ولا اعرف حقيقه على ماذا يستند البرهان فى قراراته هذه ؟ ومن قرر ان يكون هناك مجلس اعلى للقوات المسلحه ومن سيحدد صلاحيات هذا المجلس ؟ وعلى ماذا سيستند الذى سيحدد صلاحيات المجلس الاعلى للقوات المسلحه والذى سيعين اعضاء هذا المجلس ؟؟ وعلى ماذا يستند البرهان فى قراره بمنح القوى السياسيه فتره شهر للاتفاق والا سيجرى انتخابات !! وهل هناك قانون انتخابات ؟ ومن سيصنع قانون الانتخابات ؟ وهل البرهان السلطه التنفيذيه والسلطه التشريعيه سوياً فى ظل غياب هذه السلطات ؟؟
البرهان الآن ركز كل السلطات فى يده بلا دستور ولا وثيقه دستوريه واصبح ديكتاتوراً أوحد لا شريك له مثل السيسى فى مصر

محمد الحسن محمد عثمان
omdurman13@msn.com

 

آراء