بمناسبة اليوم العالمي لذوي الإحتياجات الخاصة
يصادف اليوم 3 ديسمبر اليوم العالمي لذوي الإعاقة ، أكثر من مليار شخص أو ما يقرب من 15% من سكان العالم يعيشون مع شكل من أشكال الإعاقة ، ومنذ أن أصبحت معوقا إزداد إهتمامي بأمر المعوقين ،جلست قبل يومين جلسة صفاء نادرة أفكر في شأن الإعاقة باعتباري دخلت حظيرة المعوقين ، على الرغم من أني لا أشعر إطلاقا أني معوق ، فالإعاقة الحقيقية ليست إعاقة الجسد ، الإعاقة الحقيقية موت الطموح وانطفاء شمعةالأمل ، والعيش بمنغصات وألم ، فكم حولنا من معاقين بالرغم من جمال مظهرهم وقوة أجسادهم ونمو عضلاتهم إلا أنهم يعانون من السذاجة وعمى البصيرة وقصور المنطق والعجز الفكري ، وهذه هي الإعاقة الحقيقية .
طبعا للإعاقة مقومات منها أن تشعر بالعجز وأنت قادر بالإرادة على أن تتغلب على المشاكل والصعاب ، قرأت مرة كلاما جميلا يقول : يا من تعاني من أزمة تغلب عليها بالإرادة التي تتحطم أمامها كل إعاقة ، تسلح بالإبتسامة والبس نظارة عنوانها النظر إلى ما وراء الحدث ، وكن شجاعا قويا في إتخاذ القرار ، وافتح الأبواب المغلقة وانظر إلى الأمام بروح متفائلة متكاملة ، لا تنظر إلى عبارات من يريد أن يحبط عزيمتك ويقلل من قيمتك .
قبل أسبوعين تقريبا جرى حوار طويل جدا عبر مكالمة هاتفية مع صديقتي منى الجزولي في هاملتون ، معظم الحديث كان عن الإعاقة والمعوقين ، خاصة أن زوجها الكاتب والصيدلي مصطفى مدثر معوق منذ سنين ، ولكن ذلك لم يمنعه من أن يعيش حياة عادية جداويحقق الكثير من أحلامه وأهدافه ، مختصر القول أن منى أصبحت خبيرة في مسائل الإعاقة واستفدت كثيرا من حوارها معي وفي النية تطبيق ما قالته إستغلالا للوضع الكندي المهتم كثيرا بذوي الإحتياجات الخاص حول مفهوم ذوي الإحتياجات الخاصة
مرة سألت نفسي : هل " الأطرش " معوق " ؟ فكرت كثيرا في السؤال ، فقد شاهدت مرارا وتكرارا في التلفزيون أشخاصا يقومون بعملية الترجمة ل " الصم " وعرفت من هذا أن ل " الصم " لغة خاصة بهم يمكن دراستها تماما مثلما ل " العميانين " وغيرهم معاهد خاصة لتعليمهم ، وقد شهد القرن العشرين والقرن الحالي تطورا كبيرا في الإهتمام بالمعوقين علىالمستوى العالمي ، تمثل في العديد من المواثيق التي صدرت عن هيئة الأمم المتحدة كان من أبرزها إعلان عام 1981 ، وقد نشطت الدول إبان ذلك العام في تطوير برامجها في مجال المعوقين ، وفي الوقت الذي يلاحظ فيه تطورا هائلا إزاء المعوقين في الدول المتقدمة يلاحظ عدم إهتمام بهم في الكثير من البلدان العربية .
وكمثال على ذلك موضوع وسائط النقل كالباصات والسيارات الخاصة بهم وظاهرة إنتشار مترو الأنفاق وعدم التفكير في شريحة المعاقين كمصر والجزائر والسودان وغيرها ، ففي الجزائر مثلا لم تدم فرحة المعاقين طويلا ، فقد صدموا به منذ الدقائق الأولي من تدشينه بعدما اكتشفوا أنه لم ينجز من أجلهم ، فالقائمون عليه لم يكلفوا أنفسهم عناء التفكير في شريحة يزيد تعدادها عن ثلاثة ملايين معوق ، طالما حلموا بذلك الإنجاز ، فالكثير من المعوقين لم يتمكنوا من صعود عرباته بسبب إفتقاده لممرات ومصاعد خاصة بهم ، ونفس الأمر يمكن ملاحظته في مصر والسودان وغيرها ، ويضطر كثيرون من ذوي الإحتياجات الخاصة إلى القعود في البيت أو الإستعانة بأفراد من العائلة لحملهم أثناء التنقل .
والمقصود بذوي الإحتياجات الخاصة هم المعوقون ، حيث يذكر أن هناك إتجاهات تربوية حديثة لإستخدام مسمى ذوي الإحتياجات الخاصة بدلا من مصطلح " معوقين " ، لأن المصطلح الثاني يعبر عن الوصم بالإعاقة وما لها من آثار نفسية سلبية على الفرد ، كما أن هناك دلائل مستمدة من علم النفس والإجتماع والتربية ، أن المسميات قد تكون ذات أثر معوق ، لذا يتوجب الحذر عند إستخدام المصطلحات التي نلصقها بالأفراد الذين يجب مساعدتهم .
badreldin ali [badreldinali@hotmail.com]