بمناسبة اليوم العالمي للكتاب: كيف الطريق إلى “هاركوت” النايجيرية ؟
بدرالدين حسن علي
23 April, 2014
23 April, 2014
اليوم الأربعاء هو اليوم العالمي للكتاب ، ويستحق ذلك إحتفال رمزي بالمناسبة ، لأن الكثيرين لا يعبأون بهذا اليوم ولا يعرفونه أصلا ومن بينهم من يسمون أنفسهم قبيلة الكتاب وهم في الواقع لا صلة لهم مطلقا بالكتابة والكتاب ، بل بعضهم لم يقرأ خلال العشر سنوات الأخيرة ولا كتاب واحد ومع ذلك يسودون الصفحات النبيلة بكل ما هو غث وغيرمفيد ، وهكذا تلاحظون معي أن مهنة الكتابة تحولت إلى مهنة حقيرة دخلها الكثير من الجهلاء والعبطاء بسبب صداقة أو قرابة أو أي شيء من هذا القبيل ، وما يؤكد ذلك الرسائل الكثيرة جدا التي أتلقاها يوميا في بريدي عن أزمة الكتاب والكتابة والجهلاء سادرون في غيهم وجهلهم ، فقد أصبحت الكتابة والكتاب كوم من البصل المعفن والبيض الفاسد !!!!
يصادف في الثالث والعشرين من شهر أبريل من كل عام الإحتفال باليوم العالمي للكتاب ، وهو اليوم الذي يصادف رحيل الشاعر والكاتب المسرحي العظيم وليم شكسبير ورواياته واِشعاره ومسرحياته الخالدة خلود الحياة ، والشاعر أيضا العظيم ميغل سيرفانتيس صاحب رواية " دون كيشوت " وغيرهما من الأدباء العظام ، تعود هذه الإحتفالية لمبادرة أطلقتها منظمة اليونسكو عام 1995 ، حيث خصصت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة يوم 23 أبريل يوما عالميا للكتاب وحقوق النشر والملكية الفكرية التي أصبحت منسية فنفخ فيها الروح أصدقاء أعزاء أمثال الشاعر المرهف هاشم صديق .
وفي اليوم العالمي للكتاب وهو يوم رمزي كما قلت تسعى منظمة اليونسكو ومعها محبي وأصدقاء الكتاب ترسيخ تقليد عالمي من خلال دعوة الناس لإهداء كتاب إلى أحد الأعزاء بهدف توجيه إنتباه العالم أجمع نحو أهمية الكتاب ودوره في حياة الأفراد وتطوير المجتمع وإلى تشجيع القراءة واكتشاف متعتها ، وكان صديق لي أهداني كتابين أشرت إليهما في مقالات سابقة ، وقد ضحكت كثيرا عندما شكاني أحدهم لأني داعبت صديقي وبعض معارفي ، فهل قمت بإهداء كتاب لأحد معارفك ؟؟؟أم أنت من نوع الإشتغال بالمال ؟؟؟
لقد أسهم نجاح يوم الكتاب العالمي وحقوق النشر في تشجيع اليونسكو على تطوير فكرة عاصمة عالمية للكتاب كل عام ، وأقرت اليونسكو لهذا الغرض في مؤتمرها العام أن تحول تسمية مدينة من مدن العالم عاصمة عالمية للكتاب حدثا سنويا دائما ، وأختيرت مدريد كأول عاصمة للكتاب ، وأختيرت بيروت عاصمة عالمية للكتاب لعام 2009 ، لما لها من رمزية على التنوع الثقافي والحوار والتسامح وكذلك تنوع برامجها وديناميتها كم جاء في قرار منظمة اليونسكو ، وأختيرت العاصمة التايلاندية بانكوك ،وسبقتها مدينة " بريفان " الأرمينية للعام السابق وهذا العام 2014 أختيرت مدينة يورت هاركوت النايجيرية ، فكيف الطريق إليها ؟؟؟
وتظهر إحصائيات اليونسكو تراجعًا كبيرًا في معدلات القراءة بالعالم العربي حيث تذكر أن نصيب كل مليون عربي لا يتجاوز 30 كتابًا، مقابل 854 كتابًا لكل مليون أوروبي، كما يصل معدل قراءة الشخص العربي ربع صفحة في السنة مقابل معدل قراءة كبيرة للفرد الأمريكي الذي يصل إلى 11 كتابًا، والمواطن البريطاني 7 كتب في العام الواحد، كما يصدر العالم العربي كاملًا نحو 1650 كتابًا سنويًا بينما تنتج الولايات المتحدة وحدها ما يقارب من 85 ألف كتاب سنويًا.
ويبلغ إجمالي إنتاج الكتب في مصر 2632 كتابًا و602 كتيب وفق إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2010، وهو ما يقل عن إنتاج عام 2006 الذي وصل فيه إنتاج الكتب إلى 2677 كتابًا و348 كتيبًا ، أما عن السودان "أسكت ساكت يا بركة ساكن " يكفي القول سياسة منع الكتب ومنع نشر الكتاب !!!
في رسالتها الموجهة للعالم أجمع قالت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو: " هدفنا واضح في كل هذه الجهود، ألا وهو تشجيع المؤلفين والفنانين على ضمان انتفاع المزيد من النساء والرجال بالقرائية وبالأشكال التي يتاح الانتفاع بها بطريقة ميسرة، لأن الكتب تمثل أقوى ما لدينا من أدوات للقضاء على الفقر وبناء السلام " .
badreldinali@hotmail.com
///////////