بهرام ووزير الأعلام ووزير الداخلية والوالى
سيد الحسن
1 October, 2013
1 October, 2013
بسم الله الرحمن الرحيم
ما حدث فى المؤتمر الصحفي هو نتيجة أيجابية للأحتجاجات الأخيرة وتعامل الحكومة معها والذى أودى بحياة مئتان وعشرة حسب الرقم الذى أكده نقيب نقابة الأطباء السودانيين الدكتور أحمد الشيخ (والله وحده أعلم بالرقم الحقيقى) . وسوف أتناول بالتعليق على أجابات الوالى ووزير الأعلام ووزير الداخلية كل على حده :
أولا : وزير الأعلام وبهرام :
نجح الصحفى بهرام عبد العزيز فى محاصرة كامل المنصة , وأخرج وزير الأعلام من وقار منصبه وسنه . وأوضح تصرف وزير الأعلام الطرق العشوائية التى ينتهجها وزراء حكومة الأنقاذ , أصحاب الولاء وأحزاب الديكور . وهو قيام كل وزير بما يروق له من عمل وأن كان من اختصاص وزارة أخرى. أذ كيف لوزير أعلام أن يأمر باعتقال صحفى لسؤاله سؤالا مباشرا عن حدث معين ألزم الوزير بعقد المؤتمر الصحفى . مما يعنى أن الحكومة ممثلة فى من على المنصة من وزير أعلام ووالى ووزير داخلية أعتقدت أن الصحافة اليوم هى نفس صحافة ما قبل الاحتجاجات الأخيرة. ولم تدرك أن شباب قدموا ارواحهم وزهرة شبابهم مهرا لنتيجة ما حدث فى المؤتمر الصحفى وما سوف يعقبه. ولم يسمع من على المنصة ماحدث لبعض قيادى حكومتهم فى عدة منابر منها الأجتماعى ومنها الدينى حتى.
وزير الأعلام فى أى بلد يحترم وزراؤه مواطنيهم , يعلم تمام العلم أن الصحافة هى السلطة الرابعة لمراقبة أداء الجهاز التنفيذى ويجب التعامل معها وتمليكها الحقائق بأدب جم وبكل هدوء, حتى يمكنها من تنوير الصحافة للمواطن بالحاقائق والوقائع.
فى حالة المؤتمر الصحفى المذكور تعامل الشيخ الوزير بطريقة وكأنه أستاذ ومربى فى مدرسة عندما طلب من الصحفى أن يتأدب , علما بأن على الوزير فى هذا الموقف والمنصب عليه أن يـادب أولا أمام السلطة الرابعة والذى يمثلها الصحفى .
الصحفى رغم فارق السن بينه وبين الوزير أستشعر أن المرحلة مختلفة تماما عن ما قبل الأحتجاجات وأستشهاد أكثر من مئتان شهيد من الشباب.
الوزير أعتقد أن الوضع ما زال تحت قبضة من عينوه وزيرا ديكوريا لإكمال جرتق ديمقراطية الأنقاذ المخجوجة.
أتمنى أن يكون الشيخ قد فهم ثلاثا رسائل جيدا, الأولى من جرأة وشجاعة جديدة طرأت على مجتمع الصحفيين كنتيجة حتمية لتصرفات الحكومة مع شعبها بأن أوصلته الى هذا الدرك من الفقر. فى حين تصرف صرف من لا يخاف الفقر على نفسها ومن فتاته تصرف على تمومة جرتقها من أحزاب الديكور.
أما الرسالة الثانية بانه تدخل فيما لا يعنيه وأمر باحتجاز الصحفى والذى أطلق سراحه لاحقا. ولو لم يتم أطلاق سراحه أو اصابه ضرر أن يصبح بوعزيزى السودان.
أما الرسالة الثالثة فأنه يجب عليه أن يستمر فى رضاعته دون الدخول فى قرارات هى من صميم اختصاص من أمسكوه شطر الرضاعة, وأن يرضع بكل أدب والذى طلب من الصحفى أن يسأل بأدب.
ثانيا : وزير الداخلية :
(1) أوضح وزير الداخلية أن هناك احتجاجات فى دول كثيرة على قرارات مماثلة , لكن ما لم يكمله هو الأجابة على السؤال هل هذه الدول تعاملت مع هذه الاحتجاجات بالرصاص الحى والقناصة. حيث ذكر نقيب أطباء السودان أن معظم حالات الاستشهاد تتركز فى منطقتى الرأس والصدر مما يؤكد انه تم إستهداف مناطق قاتلة فى الجسم.
كنت آمل أن يعى دروس الشعوب الأخرى وطرق تعاملها مع شعبها أن أراد ضرب الأمثال بالأخرين ويطلع على مقال بعنوان :
كيفية رفع الدعم فى الدول التى تحترم شعبها - أندونيسيا مثالا
على الروابط:
http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-39580.htm
http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/995-2011-12-22-09-36-36/58816-2013-09-24-18-12-22
(2) وزير الداخلية أوضح أن ما حدث مخطط أتهم به الجبهة الثورية , نفس الخطاب الحكومى الذى ورد على لسان والى الجزيرة منذ أول أيام أحتجاجات مدينة واد مدنى. ونأخذهم جميعهم على عقلهم ونرغم أنفسنا بتصديق الفرية أياها.
أذا كنت أيها الوزير على قدر المسؤولية , كان الأوجب عليك وعلى حكومتك كشف الخلايا النائمة قبل وقوع الفأس فى الرأس. وليس التبرير لفشلك وحكومتك . حيث عجزت الحكومة من توفير المناخ الآمن للعيش الكريم للمواطن.
يمكن أن تكون مقبولة نوعا مثل تبرير وزير الدفاع لضرب أسرائيل فى داخل العمق الاستراتيجي للعاصمة بحجة تفوق أسرائيل فى الأمكانيات . أما أن تبرر ماحدث فهذه شهادة منك وزيرا للداخلية أن الجبهة الثورة لها من القواعد والأمكانيات لزلزلة حتى أرضيات منازلكم, ناهيك عن شوارع الخرطوم ومدنى.
ثالثا : والى الخرطوم:
(1) أما الوالى الكريم فيجب عليه أن يتذكر جيدا كيف أخرجه كرم الله بعد فضحه وأهانة كرامته وهو على كرسى ولاية القضارف , والجلوس على كرسى ولايته بالقضارف. ويجب عليه أن المواطن السودانى ليس بنفس صفاته بأن له مبادىء وكرامة الأنسحاب من المعركة يعنى تحطيمها وأنه أى الوالى أصبح دون كرامة بأنسحابه من معركته مع كرم الله.
(2) قال الدكتور عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم إن حزمة الإجراءات الاقتصادية الأخيرة التي نفذتها الدولة كالدواء المر الذي لابد منه للعلاج والاستشفاء، مبينا أن تنفيذها ضرورة أملتها ظروف معينة ويراد بتنفيذها إيجاد معالجات للمشاكل التي يعاني منها الاقتصاد السوداني وقام بوضعها خبراء ومختصون .
الوالى كما تجرع (العلاج المر) بنقله من ولاية كرم الله و يحاول أن يجرع المواطن السودانى علاجا مرا لأمراض ناتجة عن سياسات فساد وأفساد وتقتيل تمت على يده وعلى يد حكومته وحرزبه. وأن الصرف عليه وأمثاله من ولاة ومجالسهم التشريعية ودستوريهم هم أس البلاء المنهك للميزانية العامة . وأن تطبيق السياسات التى أسماها (العلاج المر) يفهمه أى مواطن سودانى أن يتلوى وأسرته من الجوع والفقر لضمان استمراريتكم فى الرضاعة حيث أن الفطام صعب لمن رضع وشبع بعد جوع وفقر.
ختاما :
ألم يعى ثلاثى المنصة أن عليهم التعامل بكل حذر فى مخاطبتهم للصحفيين والمواطنين , حيث أن حكومتهم قد ضاق عليها الجحر داخليا وخارجيا . داخليا فى أحتجاجات رفع الدعم وحروب الهامش فى دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق , وتهديدات وتصريحات ثلة من الحزب الحاكم (وليس احزاب الديكور) , أو بالأحرى شلل أختلفت أسمائها من سائحون وأصلاحيون وأنقلابيون وغيرهم .
أما خارجيا فيكفى :
(1) تعليق القرضاوى منظر الأسلام السياسى على أحداث السودان
(2) وتحذير تركيا وكوريا لمواطنيها من السفر للسودان
(3) تأكيد البروفيسور موكيش كابيلا رئيس بعثة الامم المتحدة الاسبق في السودان بأن حكومتهم فقدت الشرعية . وتشديده قائلا انه اصبح من الواجبات الأخلاقية والضرورية معارضة ومقاومة نظام البشير ورفاقه القتلة الذين طال زمانهم، بل ان معارضتهم اصبحت من أهم الحقوق الأساسية والحقوق الثابتة لجميع مؤاثيق حقوق الإنسان وذلك لارتباطها بحق الحياة والعيش .
(4) طلب بريطانيا التحذيرى لحكومتهم ، بالتوقف عن استخدام الذخيرة الحية فوراً
(5) الهجمة الأعلامية العالمية والعربية خاصة لأدانة الأحداث الأخيرة
(6) تحذيرات بعض الدول العربية المبطنة للحكومة من سياسة القمع, توحى بأن عصا مساندة المعارضة مرفوعة وسوف تفعل كما فعلت للأطاحة بأنظمة مماثلة.
أسأل الله التخفيف والهداية
سيد الحسن [elhassansayed@hotmail.com]
///////////////