بين الفشقة والخرطوم – المنطق الأردولي .. بقلم/ محمد الربيع

 


 

 

————————
إذا حُرِمَ المرء الحياء فإنه - بكلّ قبيحٍ كان منه جديرُ
له قِحّةٌ في كلّ شيءٍ وسرّه - مباحٌ وخِدناه خناً وغرورُ
يري الشتمُ مدحاً والدناءة رفعةً - وللسمع منه في العظاتِ نفورُ
،،،، أبو عمر العرجي ،،،،،،
✍️مع إشتداد حمي مليونية الثلاثين من يونيو العظيمة وتصاعد درجات الحماس الشبابي منقطع النظير والإصرار والعزم للشيوخ وكل فئات الشعب للتسجيل في دفتر الحضور والمشاركة في أحد أيام الوطن الخالدات والذي لا يتخلف منه إلا الأرادلة والفلول وزواحفهم "ومن أكل الموز"، ومع آخر العروض التجريبية للجان المقاومة في أحياء المدن والقري والأرياف هرب الأمن من أفئدة الإنقلابيين القتلة وملأها الزعر والرعب وبلغت أرواحهم الحناجر فجادت قرائحهم العاطلة ببيان هزيل، ضعيف وناقص يقول : بأن القوات الأثيوبية أعدمت سبعة أسري من الجيش السوداني مع التمثيل بجثامينهم! ولم يذكر المتخدث بإسم الجيش أي معلومات إضافية مثل (أسماء وأعمار ورتب الضحايا ومناطقهم في ربوع الوطن) علماً بأنهم نشروا جثامينهم (الفشنك) علي السوشال ميديا! ولم يذكر تفاصيل عملية أسرهم وزمنه ولا ولا الخ!! وهذا هو الواجب الذي تفعله كل الجيوش في العالم مصحوباً بتأبين رسمي وشعبي، وإلا فما هي مهمة الإستخبارات العسكرية أو وحدة شئون الأفراد وضباط الصف والجنود في القيادة العامة؟؟؟

🔥في أمثالنا الشعبية نقول "الكضّاب وصلو الباب" ونقول "حبل الكضب قصير" !! لم يفت هذه المسرحية السمجة علي فطنة الشعب المعلّم الذي إكتشف الكذبة من اللحظة الأولي وقالها صريحة بأنها أكذوبة للهروب من طوفان الثلاثين من يونيو فقط وتسويقها وكأنها قضية وطنية يتم خلالها إصدار التهم المعلبة لكل الفاعلين الديسمبريين بأن من لا يقف مع القيادة العسكرية في هذه اللحظة فهو (خائن وعميل) لأنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة! ويذهب جدادهم الكيزاني بعيداً في وسم الثوار بالملاحدة، الكفرة الشيوعيون، المثليين وأهل الخرشة …… وغيرها من التهم المعلّبة والعبارات الجاهزة والمضحكة التي لا تعبر إلا عن الهزيمة النفسية والصدمة العنيفة التي لا زالت تدوّخهم من ذلة السقوط الدراماتيكي المدوّي لملكهم الآفل! لأن ما يصفون بها الثوار الشرفاء هي صفاتهم بشهادة التاريخ ووجودالوثائق (فيديوهات وصور وإرشيف محاكم!!

☀️أن الكذب ثم المزايدة بدماء الجنود سرعان ما إكتشفتها الحقائق وفضحتها الممارسات اللا أخلاقية يوم ملحمة الثلاثين من يونيو الخالدة !! فقد نفت أثيوبيا ومصر الحادثة فضلاً عن ان الشعب عرف الضحايا من خلال الشكل ونوع الملابس بأنهم أثيوبيون وليسوا سودانيين ! كما أن المزايدة الكاذبة بأرواح سبعة سودانيين فضحتها سريعاً قتل تسعة سودانيين شباب بأيدي قوات نظامية سودانية! فأيّ منطق هذا وأي تبرير؟!! فأذا إفترضنا بأن الموت في الثغور هو جزء من عمل الجندي لأنه تدرب من أجل الدفاع عن الأرض والأمة وهو يعلم بأن مهمته وواجبه يضعانه في خانة (مشروع شهيد) في أي لحظة ،،، لكن ما بالكم تقتلون شباب مستقبل الوطن وآمال الأمة؟ إن قتلكم لهؤلاء الفتية الأشاوس هو الجبن في أعلي تجلياته وهي الهزيمة في أعلي مظاهرها وهي الخيانة الوطنية في أحقر درجاتها! لأن القتل هنا يمثل قتل الامل ووأد الأحلام وتدمير المستقبل وإجتثاث الثمار الموعود بالخير والنماء وبترٍ لسواعد البناء الوطني!! ،،، فأيّ مستقبلٍ لأمة تقتل شبابها وتصادر أحلامها؟! لقد عايشنا ورأينا عن قرب مظاهرات وإحتجاجات حركة "السترات الصفراء" في فرنسا وكل أعمال التخريب والحرق التي مارسوها علي نطاق واسع، لكن لم نرَ أو نسمع قتل محتجٍ واحد ولم يصفهم رئيس الجمهورية بأي وصف مثل الخيانة والعمالة وعدم الوطنية بل ظل يفاوضهم مستشهداً لهم بسلمية السودانيين حتي إستجاب لشروطهم وأنهي الأمر سلمياً ودبلوماسياً.

✍️الأدهي وأمر أن يجد هذا الفعل المشين التبرير والتشجيع من فلول الزواحف وجداد الإنقلابيين يزايدون هناك ويقتلون هنا!! وعندما يترس الشباب بعض الشوارع بالطوب للحماية من وصول سيارات القتلة تسمع دروس عن الوطنية والتخريب وتعطيل مصالح الناس وكل كلمات الذم و و الخ!!! وعندما يغلق الأنقلابي الطرق والجسور بالحاويات تسمع معسول التبريرات والدوافع الأمنية وكل كلمات المدح!!! إنه المنطق الأردولي.
قبل الختام :-
لا يوجد سقوط أكثر من هروب كل مجلس السيادة من العاصمة قبيل الطوفان ولا يوجد سقوط وفشل أكثر من عدم القدرة علي أيجاد رئيس وزراء وتشكيل حكومة لمدة عشرة شهور !!! أبشركم بالسقوط القريب وستجري عليكم سنة الله في الظالمين وسيكون الحساب عسيراً ولا مجال للإفلات.

m_elrabea@yahoo.com
/////////////////////////

 

 

آراء