تأمُّلات عاطفية ..!بقلم: هيثم الفضل

 


 

هيثم الفضل
10 January, 2023

 

صحيفة الجريدة
سفينة بَوْح -
في تأمُّلات (عاطفية) لما يحدث الآن في الساحة السياسية السودانية من إعادة بعض (الإمور) إلى نصابها الصحيح ، بالرغم من أننا نسيرُ في بداية الإتجاهات الصحيحة لخروج البلاد والأُمة من عُنق الزجاجة ، ما يتراءى لي تأمُّلاً وكأنهُ (إرهاصات إيجابية) لبعض (المُرتدين) عن مبدأ الإيمان بإستحقاق الشعب السوداني لنظام ديموقراطي يرعي الحرية والسلام والعدالة ، من أمثلة ذلك تصريح لمبارك أردول الذي على ما يبدو قد بدأ مشوار (الإفاقة) من صدمة كون الإرادة الشعبية في طريقها للإنتصار ، ونص التصريح كالآتي (إذا كان الإتفاق الإطاري ، لا يحمل في ثناياه إلا حسنةً واحدة ، فستكون هي إزالة تلك الوجوه من السلطة ، ومن المشهد السياسي القادم ، وبذلك نمنحهُ تقدير جيد..) ، طبعاً يقصد السيد أردول بمصطلح (تلك الوجوه) القيادات السياسية لقوى الحرية والتغيير في شخوصهم وليس مبادئهم ولا حتى خطَّهُم السياسي المُتطابق مع مطالب الثورة والشعب السوداني ، ورأفةً بالسيد / مبارك أردول وتعاطُفاً مع خيبة الأمل التي أصابتهُ فيما كان يأملهُ من المشهد السياسي سُندرج ذلك في باب (النظر إلى الجانب المملوء من الكوب) ووفقاً لهذا الفهم (المُتسامح) للتصريح ، يكون أردول قد دلف معنا عبر باب الأمل في أن ما ينتظر البلاد والعباد في مُقبل الأيام القادمة هو تقدمٌ واعي ونزيه ومسئول نحو تحقيق مطالب الشارع الثوري وتدشين دولة المؤسسات والحريات والعدالة ، ولعل ذلك سيساعد أردول وزُمرتهِ من الذين إرتدوا عن مسيرة دعم الشعب السودان بالمُنافحة عن المسار الديموقراطي ، أننا ومعنا الكثيرين من أبناء وبنات هذا الشعب الأبي لم نثور ولم نهتُف ولم نُنادي بوجود هذا أو ذاك على سُدة حكم السودان ، بل كانت الثورة والهُتاف والتضحيات من أجل قيام دولة مدنية ديموقراطية جيشها موحَّد ومُنخرط في مهامه الدستورية ، وأن مَنْ سيأتون لإدارة دفة قيادتها مُجرَّد (أدوات) يملكها الشعب السوداني ، تخضع لمؤسساته الحٌرة النزيهة تقييماً ومُحاسبةً ومُجازاةً وتغييراً وتعديلاً.
من التأُّمُّلات العاطفية التي راودتني أيضاً في هذه الأيام المُباركات ، ما يحصل عليه محمد حمدان دقلو من (تعاطُف) وإنحياز للرأي العام المُحايِّد (وليس الشارع الثوري) ، جرَّاء تصريحاته وتأكيداتهِ المُستمرة والواضحة المعالم والبالغة الحِدة في إلتزامه وتمسُّكهِ بما تم التواثق حولهُ في المرحلة الأولى للإتفاق الإطاري ، وقد بدا ذلك جليَّاً في ردود أفعال الرأي العام على وسائل التواصل الإجتماعي حول الحملة الغوغائية والكوميدية التي يشنها المذعور المك عجيب الهادي عبر فيديوهات لقَّب نفسه وأباءهُ وأجدادهُ فيها بمكوك قبيلة الجموعية ، أما مُجمل محتوى تلك الحملة التي على ما يبدو لا سبَّب لها سوى (الغبينة الكيزانية) المُستشرية هذه الأيام في أجساد وعقول وأفئدة أذيال المؤتمر الوطني المحلول من النفعيين القدامى ، فقد تم توجيههُ بقسوةٍ بالغة ضد محمد حمدان دقلو وقوات الدعم السريع ، ورغم ما بين حميدتي والرأي العام وربما مُجمل الشعب السوداني من ملفات مُضرَّجة بالعديد من المآسي والجراحات والمظالم والتجاوزات ، إلى أن ما بينهُ وبين مك الجموعية من خصومة حالية لم تمنع الكثيرين من مُناصرة قائد الدعم السريع فقط لأنهُ هذا الأيام (يُكثر) من الإشارة في خطاباته إلى إلتزامهِ غير المشروط وغير القابل للتعديل بالوقوف إلى جانب مساعي تحقيق آمال الشعب السوداني في بناء دولة السودان الجديد ويمكننا من باب التفاؤل أيضاً أن نُدرج ذلك ولو (مؤقتاً) تحت طائلة المثل السوداني القائل (أنا وإبن عمي على الغريب وأنا وأخوي على إبن عمي) ... مُجرَّد تأمُّلات غير قابلة للقياس ولا التحليل ولا المُناقشة.

haythamalfadl@gmail.com

 

آراء