تاريخ جماعة الإخوان المسلمين (الكيزان) في بلاد السودان في سطور

 


 

فيصل بسمة
21 November, 2021

 

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

إبتدآءً ، فكر جماعة الأخوان المسلمين (الكيزان) تأسس على فهم ضآل و خآطيء للرسالة المحمدية و دين الإسلام...
و غاية الجماعة هي الوصول إلى الحكم و مراكز المال و النفوذ ، و وسيلتها إلى ذلك نشر الفتن و العنف المبرر بفقهي الجهاد و التقية ، و حكمتهم الأزلية (الضآلة) هي أن الغاية تبرر الوسيلة (الميكافيللية)...
و قد تحور و تبدل إسم الجماعة بحسب الأجوآء و التحالفات من: جماعة الإخوان المسلمين إلى جبهة الميثاق الإسلامي ثم إلى الجبهة القومية الإسلامية ثم إلى جماعة الإنقاذ فالجماعة الإسلامية أو الحركة الإسلامية حتى إستقر بهم الحال إلى حزبي المؤتمر الوطني و المؤتمر الشعبي ، و اللذان تندرج تحت أجنحتهما الكثير من المنظمات و المؤسسات و الشركات الفاسدة...
جبلت الجماعة (الكيزان) على الكذب و فبركة المؤامرات ، و كان إستغلال حديث الإفك في معهد المعلمين العالي في أم درمان من أشهر الفتن التي حاكتها الجماعة للتخلص من غريمها السياسي الحزب الشيوعي السوداني ، و التي إنتهت بحل الحزب و طرد نوابه من البرلمان في ١٩٦٥ ميلادية...
و كانت الجماعة (الكيزان) من أوآئل الجماعات التي أدخلت العنف و السلاح إلى المعارضة السياسية الشمالية في سودان ما بعد الإستقلال و ذلك في أحداث الجزيرة أبا في ١٩٧٠ ميلادية ثم الغزو و الإرتزاق الليبي في ١٩٧٦ ميلادية...
ثم تواصلت مكآئد و فتن جماعة الأخوان المسلمين (الكيزان) ، فكانت مؤامرة تكفير الشيخ محمود محمد طه ثم قتله بحكم الردة في ١٩٨٥ ميلادية إبان تحالفهم مع حكم الطاغية (الإمام) جعفر النميري...
و كانت المؤامرة (الكيزانية) الكبرى في ١٩٨٩ ميلادية حين أجهضت الجماعة عملية السلام المتوقع مع الحركة الشعبية لتحرير السودان (جون قرنق) و المؤتمر الدستوري المزمع عقده...
و كان ذلك عن طريق الإنقلاب العسكري في الثلاثين (٣٠) من يونيو ١٩٨٩ ميلادية على السلطة الشرعية المنتخبة ، الذي دبرته و قامت به عناصر الجبهة القومية الإسلامية (الكيزان) من خارج و داخل القوات المسلحة السودانية...
و بعد إستيلآءها على السلطة و تحكمها في مفاصل الدولة لجأت الجماعة إلى أساليبها المعهودة في العنف و التعذيب و القتل التي كانت ضحيتها أطياف (ألاف) من المواطنين السودانيين بإسم الجهاد و الحفاظ على بيضة الدين...
و أمتد نشاط الجماعة الإجرامي و القتل إلى دول الجوار في تشاد و أرتريا و أثيوبيا و أرجآء أخرى ، و من أشهرها محاولة إغتيال الرئيس المصري في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا...
و قد إنتبه العالم أجمع إلى الطبيعة الإرهابية التخريبية المدمرة لجماعة الأخوان المسلمين (الإنقاذ) ففرض عليها العقوبات الإقتصادية و السياسية مما أوقع بلاد السودان و الشعوب السودانية في عسر كبير و معاناة عظيمة إمتدت لفترة من الزمان فاقت الثلاث عقود التي حكمت فيها الجماعة...
بعد عشر سنين من السلطة نشب صراع حآد على السلطة و النفوذ و ثروات البلاد بين أعضآء الجماعة ، فكانت مذكرة العشرة ضد المرشد (الترابي) ثم المفاصلة المشهورة في ١٩٩٩ ميلادية ، فكان أن إنشقت الجماعة إلى حزبين: حزب المؤتمر الوطني بزعامة قآئد الإنقلاب (البشير) و حزب المؤتمر الشعبي بزعامة المرشد (الترابي)...
و كما جرت العادة فقد لجأت الفئة الملفوظة/المظلومة التي فقدت السلطة و النفوذ إلى السلاح و العنف فلجأت إلى حمل السلاح و الحرب ، و كان المسرح الرئيسي لصراع الجماعة المسلح في غرب السودان في ولاية دارفور حيث موطن غالبية الفئة المنبوذة/المظلومة التي أنشأت الجناح العسكري لحزب المؤتمر الشعبي (الترابي) ، و ظهرت قيادات مثل بولاد و خليل إبراهيم و إخوته جبريل و عشر و صندل و آخرون ، و كالعادة تمت تصفية غالبيتهم...
و قد لجأت الفئتان المتحاربتان إلى إستخدام القبيلة و العنصر فكان أن تمايزت الصفوف إلى مليشيات الجنجويد بقيادة موسى هلال ثم حميدتي الذين يمثلون القبآئل العربية المتحالفة مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم ، و في الجانب الآخر حركات التمرد المسلحة بمسمياتها و قياداتها المتعددة مثل حركة تحرير السودان (بولاد) و حركة العدل و المساواة (خليل إبراهيم و شقيقه جبريل و إخوته غير الإشقآء) يمثلون القبآئل الغير عربية و حزب المؤتمر الشعبي و حلفآءه...
و بعد إنتفاضة ديسمبر ٢٠١٨ ميلادية و سقوط البشير في أبريل ٢٠١٩ ميلادية تولت (إستولت على) زمام السلطة اللجنة الأمنية لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و التي ما زالت على سدة الحكم تمارس القتل و الإرهاب و الكذب...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة

fbasama@gmail.com
/////////////////////

 

 

آراء