تحالف السودانيين لهزيمة العنصريين والجهويين !!

 


 

 

(1)
((الجهوية نبتة شر في الانسان – قد يصغر حجمها او يكبر الا انها موجودة من قبل .
مجئ الانقاذ و تضييقه على الاحزاب و منظمات المجتمع المدني شجع ازدهار تلك النبتة لان الانسان بطبعه كائن اجتماعي يبحث عن الملاذ فان لم يجد حزبا او جماعة فكرية تحتويه لجأ الي عائلته او قبيلته طالما البيئة مشجعة لذلك . ـتأجيج الحس الجهوي كان و للاسف مازال اداة من ادوات الانقاذ للكسب السياسي.
قبل الانتفاضة الشعبية التي اطاحت بنظام مايو و (على سؤاته) من الصعب ان تعرف قبيلة اي من زملائك في الدراسة او العمل لكن يمكنك معرفة الاقليم الذي اتى منه من ملامحه(ان اردت ) لأن لا احد في الحاجة الي معرفة ذلك. اما اليوم فأمره عجيب. لكن عندما تطلق الحريات العامة و يتحدث الناس في الهواء الطلق تصبح الجهوية مجرد ذكرى محزنة لايام مظلمة من تاريخ امتنا)).
ذلك ما قلته في أكتوبر 2009 بالحوار من قبل الأخ صلاح شعيب بصحيفة الأحداث الورقية، و التي كان يرأس تحريرها الأستاذ عادل الباز !!

(2)
مازلت على قناعتي الراسخة بأن شعبة القبائل بجهاز الأمن و المخابرات السوداني و التي مازال افرادها يعملون تحت إمرة غير المباشرة و غير الرسمية للمدير الأسبق للجهاز السيد صلاح قوش؛ بجانب مخابرات الدولة المجاورة و التي تستضيف المذكور الهارب و المطلوب للعدالة ؛ تقيفان وراء الهيجان العنصري و الجهوي القبلي الذي تشهده البلاد خلال هذه المرحلة المفصلية من تاريخ شعبنا.
شعبة القبائل بجهاز ( أمننا) بالتنسيق مع مخابرات الدولة المجاورة تنتهج أساليب موغلة في الدناءة و الخسة لتفكيك كيان شعبنا و تدمير بلادنا.
أنهم يتقمصون أسماء و ألقاب ذات دلالات أقليمية و مناطقية معينة ؛ عبرها ينفثون سموم رسائلهم لأبناء الأقاليم الأخرى ، ثم يتقمصون دور ابناء الاقاليم المستهدفة(زعماً و بهتاناً) ليردوا بسموم أكثر فتكاً لأبناء الأقاليم الأخرى. (هذا بجانب الجهد المريض لبعض بنات و أبناء الوطن بشخوصهم الحقيقية من الذين ضاقت صدورهم و قصرت أنظارهم).

(3)
بجانب الآخرين الخيريين؛ كثيراً ما ناشدت (الي حد التودد) لمحرري الصحف الإلكترونية و مواقعها بعدم نشر
بعض التعليقات السالبة و المدمرة لنسيجنا الوطني. ذلك ليس إحتكاراً لآراء الاخرين لكن منعاً لتسرب سموم الفتنة الي صدور من أكرمهم الله بأطيب القلوب و أجملها ( أعني السودانيين). لكن و للأسف لم نجد آذاناً مصغية.

أكثر من 14 قرن من بزوغ نور الإسلام ، مع ذلك فإن الشعوب المسلمة في مقدمة العنصريين في العالم . و ابلغ مثال فإن المتشيخين و المتأسلمين في السودان أكثر أفراد شعبنا عنصرية و جهوية - هم وراء ما وصل إليه حال بلادنا من تشرذم و إنكفاء خلال العقود الثلاث من عمر نظام كان وقوده مزيجاً من القبلية و الجهوية و التدين الأجوف القائم على النفاق و الإنتهازية الصفراء !!.
و هذا يستدعي بالضرورة تبنى آليات و أدوات أكثر حسماً لحماية المجتمعات ؛ دون الإهمال لدور تعاليم السماء في الأديان.

(4)
و لأن الخطاب الجهوي قد بلغ مبلغاً اقرب الي الكارثة الوطنية؛ يتحتم على الخيريين من بنات و أبناء الوطن التصدي للفعل و الخطاب معاً بجهود متضامنة و متكاملة و موحدة.
و هي معركة لا يصلح معها الكفاح بشكل فردي ، هنا و هناك.!
و هي سانحة أناشد فيها إخوتنا القانونيين ( قضاة و محاميين و خاصة نقابة المحاميين) إعداد مسودة مقترحات للقوانين و اللوائح التي تجرم العنصرية و الجهوية و القبلية ( قولاً و فعلاً).
فلا مناص لردع ما نراه إلا بالقانون الصارم.

معاً الي تحالف السودانيين لهزيمة العنصريين.
هذا الوطن يسعنا جميعا و سيفيض خيره للعالمين من حولنا !!.

 

د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com

 

آراء