تداعيات أدخال اللأجيء في مصطلح “أبن السبيل” القرآني!

 


 

 

ورد تعبير "أبن السبيل" في الآيات التالية من القرآن الكريم:
(ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون)

﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾

﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا﴾

(واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير)

﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ

﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا﴾

﴿فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾

(ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب)

ففي هذه الآيات أفهمنا رب العزة أن في بعض مالنا حق لأبن السبيل, وأمرنا بالانفاق عليه, التصدق عليه , الأحسان اليه, و اتيانه من مالنا الذي نحب, فمن هو أبن السبيل؟

تعريف أبن السبيل عند معظم فقهاء السنة و الشيعة هو: (المسافر المجتاز في بلد آخر وليس لديه من المال ما يعينه على سفره وعلى تغطية حاجاته. هذا الشخص الغريب هو مستحقّ للزكاة حتى يكمل سفره ويعود إلى بلده، حتى وإن كان هذا الشخص غنياً في بلده الأصلي ). يشترط فقهاء المالكية والشافعية والحنابلة لاستحقاق ابن السبيل الزكاة ألّا يكون سفره لمعصية سافر لفعلها , كما يضيف المالكية, دون غيرهم من مذاهب السنة الآخري, شرطا آخر وهو الا يقدر إبن السبيل على اقتراض مال أثناء سفره.

الأسلام سبق كل ديانات العالم في تقنين الدعوة للأنفاق علي الغريب! و أجد أن تعريف أبن السبيل ينطبق في العصر الحديث علي اللاجئين الفارين من الحروب و الكوارث الطبيعية و المجاعات , سواء أكان نزوحهم هذا لمدن أخري داخل أوطانهم أو لبلدان أخري مجاورة أو غير مجاورة لبلادهم التي نزحوا منها . فهولاء اللأجئين قد أجبروا علي ترك ديارهم (بينما تعريف الفقهاء القديم لأبن السبيل هو لمن ترك دياره أختيارا لا أجبارا). و الغالبية العظمي من اللآجئين لامال لهم و لاعمل لهم – في أماكن لجوئهم - و نسبة كبيرة منهم من النساء و الاطفال .

فبحسب هذا الوصف فأن اللأجئين هم أول من يندرجوا تحت تعريف "أبن السبيل" القرآني . و لو توافق فقهاء المسلمين علي دخول اللأجئين تحلت تعريف أبن السبيل فان ذلك سيجعلهم أهلا لتلقي مال الزكاة ومال الصدقات للأنفاق عليهم.

أعتقد جازما بأن قليل من المسلمين الذين يخرجون زكاة مالهم سنويا أو الذين يحرصون علي التصدق ينفقون أي جزء من ذلك المال علي أبن السبيل حسب تعريف الفقهاء القديم أعلاه لأبن السبيل, فأبن السبيل الذي عرفه الفقهاء لايوجد في زمننا الحديث وان وجد فلا سبيل للوصول اليه. أما اللأجئين فهم بالملايين و معظمهم من المسلمين للأسف, و معسكرات لجوئهم معروفة و المنظمات التي تشرف علي جمع التبرعات لهم و الانفاق عليهم ايضا معروفة!

حسين عبدالجليل

husseinabdelgalil@gmail.com

 

آراء