تدافع نحو رئاسة الجمهورية يفرز لنا ملهاة جديدة
4 February, 2010
elawad Ahmed [elawad7@hotmail.com]
ترشح ثلاثة عشر سودانياً لمنصب رئيس الجمهورية!!
إعتمد ترشيح عشرة منهم!!
ولكن من هم؟ وما هي الشروط التي يجب أن تتوفر فيمن يتصدى لقيادة السودان؟
أولاً لما تم إسقاط ثلاثة منهم؟ هل تطيراً من رقم الشؤوم 13!، أم دعاية لنزاهة إنتخابية قادمة !!
دعونا نحلق مع ما أتت به مفوضية الإنتخابات ونسقط من أسقطوا حتى نحكم النظر في من سيحكمنا ويرث نظام الإنقاذ الشمولي!. ولنضع معادلة تحتكم للمنطق في توزيع المرشحين وفقاً لما يمكن أن تكون مساهمتهم في إثراء صندوق إنتخاباتنا القادمة.
القائمة الأولى التي إفترضنا، تضم عمر البشير والصادق المهدي وياسر عرمان ومحمد إبراهيم نقد وعبدالله دينق نيال وحاتم السر، في حين تضم القائمة الثانية كل من مبارك الفاضل وعبد العزيز خالد و أحمد عبد المحمود محمد وكامل إدريس.
القائمة الثانية ليس لها إلا أن تقلص من فرص بعض مرشحي القائمة الأولى ومثال لذلك تأثير مبارك الفاضل على فرص الصادق المهدي وتأثير عبد العزيز خالد على كل من محمد إبراهيم نقد وياسر عرمان في حين لا معنى لترشح كل من كامل إدريس وأحمد عبد المحمود سوى إرضاء لنعرةٍ صفويةٍ في إحقيتةٌ لها بالتربع على عرش السودان المأزوم!.
سأحاول أن أركزعلى القائمة الأولى فهي على الأقل تعطينا فكرةً عما تخبئه المهزلة القادمة! من مأسي لهذا الشعب الذي لم يسلم من مخالب قط حتى يقع في براثن وحش أكثر فتكاً. ولكم أن تتسآلوا معي، أن كانت القائمة الأولى تعبر عن همومٍ أقضت مضاجع أهل السودان وسلبتهم تطلعاتٍ مشروعة!.
المشير عمر البشير،
يتصدر قائمة من وضعوا شعب السودان تحت أبصاره المشير سابقاً! عمر البشير وهو يحمل بيسراه بروفايلاً " عطاءٌ عملي" يندى له الجبين، حكم البشير هذا الشعب أكثر من عقدين من الزمان وهلك في عهده من أبناء وبنات هذا البلد بأكثر مما حصدت الدولة المهدية!، دخل في دائرة الفقر خلال عهد المشير ما تقف أمامه مجاعة سنة سته جزلى وهي تشكر الواهب العطاي إنها كانت أكثر رفقاً بأهل هذا البلد. هجر السودان في عهد البشير بما يضاهي عدد سكانه لحظةَ إستقلاله!، وأصبحت الدولة في عهد المشير البشير عامل جباية هدفها تحصيل آخر قرش في يد المواطن السوداني. في عهد المنقذ تدحرج نقدنا ليصبح مضحكة بين من جاورنا، وأصبحنا أصحاب ملايين ونحن لا نملك ما نقتات به في يومنا، أطفالنا يطلبون من الجنيه المغضوب عليه بالآلاف حتى يشترون ما كان يحسب بالملاليم. ومن عجائب القدر ان تفجرت أرض السودان ذهباً أسوداً إعاد لنا بعضاً من بريق أملٍ خلنا أنه قد تبخر ومأسي الإنقاذ التي لا تعد!، ولكن رئيسنا الهمام لم يجعل لنا في ذهبنا الأسود سوي أعمدة أسمنت شيدت لتحمي آل البشير ومن والاهم، اللهم لا حسد ولا غبينة لكن هل يسمح لي سيدي المشير بالسؤال لماذا أنت في هذا المعترك حسبي انه معتركٌ لمن يود خدمة أهل هذا البلد لا من يود السير في مآتمهم ويبتدع لهم أعراس حور لم تكتحل عينٌ بمرءاها!!. لكن علينا ان نعترف بأن سيادة المشير هو أكثر المتقدمين قدرة لقيادة هذا البلد فقد تمرس طوال عقدين من الزمان على كل فنون تأديب وتهذيب أهل هذا البلد، بل وتعدى ذلك إلى أن يقارع المجتمع الدولي، وهاهو أوكامبو يقف حائراً من فعل هذا الذي لم يستطع له ممسكاً، فهنيئاً لشعب السودان برئيس يمكن أن يقاوم ليتعرى كل أبناء جلدته.
يقف سيادة المشير في مواجهة الخمسة الباقين، فهم جميعاُ إن إستثنينا قليلاً القائد ياسر عرمان يكنون البغضاء للمشير وحكم البشير، وهم بالتالي يوعدونا بزوال طاغوت حسبوه جاسماً على أرض السودان وفي عرفهم يتجول بين ردهات قصرٍ يرواد احلامهم!، فما الذي يوعدون به الشعب المغلوب على أمره!!.
القائد ياسر عرمان،
الحركة الشعبية افردت لنا ياسر عرمان ليكون بديلاً للمشير، وأن قال البعض بنقص مؤهلاتٍ تلازمه ولاتجعله صالحاً للمهمة المناط به تنفيذها، فدعونا نقول، هل كان البشير في العام 1989م مؤهلاُ لقيادة فرقة عسكرية ناهيك عن قيادة هذا البلد، وهاهو مازال يسرح ويمرح بين ظهرانينا، فأين المشكلة إذن في أن يتعلم ياسر عرمان قيادة البلد بمثلما فعل مشيرين، سفاح ومنقذ جسما على صدر هذا البلد اربعةِ عقود!!. تحفظنا على ياسر عرمان ينبع من تساؤل مُضجع! هل الحركة الشعبية تعامل هذه الإنتخابات بجدية؟، وإن كانت كذلك فكيف سيكون أمرنا أن نجح ياسر عرمان في نيل ثقة هذا الشعب!! من سيكون رئيسنا! رئيس الجمهورية أم النائب الأول! وهل رئاسة الجنوب أبدى من رئاسة الشمال والجنوب والشرق والغرب معاً " أعني السودان"!!. وماذا لو حدث الإنفصال هل سنحكم من دولة مجاورة أم إن الأستفتاء سيكون على إنفصال الجنوب وفوضي الشمال!!. إن كانت الحركة جادة في سعيها لرشحت رئيسها، وهذا لا ينتقص من قدرات ياسر عرمان، أو حتى لتقنعنا بتفضيلها لوحدة تدعو لها أما كان من الأفضل، إن دفعت لنا بباقان أموم على الأقل!، ترشيح الحركة لياسر عرمان ليس لمواجهة المشير ولكن رسالة تقول بأن الإستفتاء يبدأ من هنا ولربما تأسيا بنظرة تقول بألا يحكم المسلمين إلا مسلماً حتى وأن كان على طيات الورق!!.
الإمام الصادق المهدي،
الصادق المهدي سياسي مجرب، ترشحه في مواجهة المشير يحسب له وهو صاحب القرار في حزبه. لكن ما هو الذي يوعدنا به الصادق بعيداً من مشروع المشير الحضاري الذي كان هو أحد مهندسية منذ أن أخرج مسرحية الدستور الإسلامي في الديمقراطية الثانية وقوض على أثرها النظام الديمقراطي في صلب معتقده!!، مشروع الصادق المهدي هو تشذيب للمشروع الحضاري الذي يحتضر، وتحضير مأتم رفاة المشروع الحضاري أبدى على يد أبناءه من أهل المؤتمر الوطني، فقد إتخموا بمواجعه وهوما سيٌفعِل الضغوط عليهم، لا كما سيهل علينا الصادق المهدي ليتوه شعب السودان المغلوب على أمره عقدين جديدين من الزمان. الصادق المهدي سيمهر إنفصال الجنوب وقد قالها بعظمة لسانه، ولا أخال فرداً من الجنوب سيقول نعم لمن وقف ضد أمانيهم أينما حلت راحلته داخل أروقة الحكم، معارضاً أوحتى مقاوماً!!. السودان الموحد لن يحتمل الصادق المهدي وأن نجح في نيل ثقة هذا الشعب فعلينا أن نتحدث فعلاً لا قولاً عن ماضي إسمه دولة السودان.
الأستاذ حاتم السر،
دفع مولانا محمد عثمان الميرغني بحاتم السر لمجابهة البشير!! وهي حقاً لمأساة، ليس في حق حاتم السر فهو قادرٌ على أن يملأ هذا الفراغ، ولكنها في حق الميرغني! حاتم السر ناطقً بإسم الحزب ولنقل بإسم الميرغني، لكن هل كان له دور في تحديد سياسة الحزب وحتى لا نغمض حاتم حقه، هل كان هناك دورٌ لأحد ما في تحديد سياسة الحزب وهاهو علي محمود حسنين يفقد حتى تأيد حزبه لا لشئ، سوى رياح إستقلال ورثها من زعيمه الأزهري!!. حاتم السر من جيل يحق له حمل راية الوطن وكان ترشيحه لرئاسة الجمهورية سيكون رقماً في حسابات السياسة السودانية تحسب للحزب الإتحادي الديمقراطي! لكن حزب الزعيم الأوحد وتأهيل الوريث يقول بأن حاتم السر ليس إلا من مستوجبات الأجواء الضبابية التي لم يدري الزعيم كنهها فدفع بأبن الدار الوفي الذي لا يخيب ظناً ومنع أبن الدار المشاكس الذي لا يؤمن له مسلكاً في ظل تمنع الوريث المدلل.
الشيخ عبد الله دينق نيال،
دفع الشيخ حسن الترابي بعبد الله دينق نيال لمواجهة المشير الخارج عن ملة شعوبية العرب والمسلمين، وكأنا به يلعب على حبال كل التناقضات في السودان! يحاول عراب الإسلام السياسي أن يخلط الأوراق بحيث لا تعي دهماء المتأسلمين من إدراك مواقع خطواتها، إنها دعوة لطرح الأسلام السياسي بين عامة الشعب ومن أجلهم، وإلا كيف لعبد الله دينق نيال الآتي من أدغال الهامش أن يكون مقدماً على رعاة زخم الإسلام السياسي منذ أن كان نكره في المجتمع السوداني، وهي محاولة لمغازلة أهل الجنوب لكنها تصيبهم في مقتل! حيث العرف السائد هناك يجافي لا الأسلام السياسي فقط بل وحتى التشبث بماضي كل ما فيه مربوط بنظرةٍ دونيةٍ تطرح الجنوب في مرتبة دنيا وغير المسلمين فيما هو دون ذلك!. الشيخ في سعيه يوجهه حقد دفين على رجالات كان له فضل صناعتهم لكنهم غدروه، وما عبد الله دينق نيال سوى سهم في جراب لم يفتئ الترابي يقتنص به أخوان الأمس، فهل ينجح في مسعى ربما يورثه كارثة أخرى تضاف إلى عقوق العشرة الكرام!.
الأستاذ محمد إبراهيم نقد،
قد لا يكون بين كل المرشحين من يضاهي محمد إبراهيم نقد فيما دفع به من تضحيات في سبيل هذا الوطن، وقد لا يكون في حزبه من يعلو كعبه، لكن أوليس لهذا العناء من منتهى!!. محمد إبراهيم نقد يملك من القدرات ما تؤهله للترشح لهذا المقام بل ويزيد، لكن ما الذي يمكن نتوقعه من رجل في قامة نقد لهذا البلد!! على رئيسنا القادم العمل ليل نهار في ملفات تبدأ من مأساة أحكمتها الإنقاذ في دارفور وإرهاصات أخرى في شمالنا وشرقنا ومعضلة تنتظر يوم حسابها في الجنوب. إن كان نقد قد أنهك في عمل أرسى مراكبه بعد اربعين عاماً ونيف من الزمان. فقد آن لمن قدم أن يخلد لذاته ولا أظنه سيبخل على وطنه أينما رست مراسيه، أما أن يدفع به لرئاسة الجمهورية فهذا وعمري تحميل لمن قدم بأكثر مما يحتمل. كما أنه إخراج يوحي بأن مؤتمر الحزب الخامس وجد كل الأبواب موصدة فعاد يطرق فيما إعتاد من أيام خوالي علها تزيح عنه هموم لم يجد لها مخرجاً.
أين تقودنا هذه المأساة الملهاة!
أن ندخل المعمعة بهذا القدر من التشتت فليس لنا إلا أن نتمني أن نصل إلى دور ثاني يلزم قوانا السياسية أن تتوحد في مواجهة الطاغوت الإنقاذي. وأن كان لنا ان نحلم بإزاحة لتأريخ أسود خيم على بلادنا طوال عقدين من الزمان فلنأمل أن يكون في الواجهة من يوحد قوى التغيير المأمول، وأن في الحلم راحة لأهل السودان يستحقون أن ينعموا بها وأن كان صباح الكئآبة قد داور مرابطنا عقود وعقود، أملين وبنا حياءٌ، ألا تشرق شمس بؤس أخرى على بلادنا.
د. عوض محمد أحمد
لندن في 01/02/2010م